أعلن حمودة صباغ رئيس مجلس الشعب السوري (البرلمان)، خلال مؤتمر صحفي في مقر المجلس الكائن في العاصمة السورية دمشق؛ الخميس، فوز رئيس النظام السوري بشار الأسد بالانتخابات الرئاسية بعد حصوله على 13 مليوناً و540 ألفاً و860 صوتاً بنسبة 95.1 من الأصوات، وبذلك سيكون للأسد ولاية رئاسية رابعة مدتها سبع سنوات، وذلك عقب الانتهاء من فرز الأصوات وانتهاء العملية الانتخابية التي كانت محسومةً لصالح الأسد قبل أن تبدأ، من خلال تهديد الموظفين وطلاب الجامعات والسكان المحليين في مناطق سيطرته، وإجبارهم على انتخابه عن طريق قبضته الأمنية وسلطته العسكرية، بالإضافة للتلاعب والتزوير في عمليات التصويت.
وكان بشار الأسد قد واجه في الانتخابات، التي وصفت بالصورية والخادعة، وهي الثانية من نوعها بعد اندلاع الثورة ضد نظامه، مرشحين اثنين هما: عبد الله سلوم عبد الله، الذي شغل منصب نائب وزير في السابق، ومحمود مرعي، الذي يرأس حزباً معارضاً يحظى بموافقة رسمية من النظام. وسط غياب نصف السوريين الذين تحولوا إلى نازحين ولاجئين في دول العالم، متجاهلاً قرارات مجلس الأمن وأية مبادرات للحل السياسي.
وبحسب الصباغ، فقد حصل المرشح محمود مرعي على أصوات 470276 ناخباً، ما يعادل 3.3% من أصوات الناخبين، فيما حصل المرشح عبد الله سلوم عبد الله على 213968 صوتاً، ما يعادل 1.5% من أصوات المقترعين، وبلغ عدد المقترعين 14239140، أي ما يعادل 78% من عدد الناخبين، كما أعلن الصباغ.
وقال موقع "صوت العاصمة" إن إطلاقَ نار كثيفاً في عموم مدينة دمشق وانفجارات وألعاباً نارية تملأ سماء العاصمة بعد إعلان النظام فوز بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية لولاية رابعة.
ومساء الجمعة، خرج رئيس النظام السوري بشار الأسد، بكلمة متلفزة، تحدّث فيها إلى السوريين بعد مسرحية الانتخابات.
وقد خلت كلمة الأسد من أي وعود بالإصلاح السياسي أو تحسين الظروف المعيشية، واحتوت كلاماً كرّره على مدى سنوات الحرب العشر، إضافة إلى عبارات سباب جديدة أطلقها على معارضيه من السوريين.
وقال الأسد للأشخاص الذين صوّتوا له: "لقد أعدتم تعريفَ الوطنية، وهذا يعني بشكل تلقائي إعادة تعريف الخيانة، والفرق بينهما هو كالفرقِ بين ما سمي ثورةَ ثوار، وما شهدناه من ثورانِ ثيران، هو الفرق ما بين ثائرٍ يتشرب الشرف، وثور يعلف بالعلف، بين ثائر نهجُه عزٌ وفَخار، وثورٍ يهوى الذلَ والعار، وما بين ثائر يركع لخالقه، وثور يخر ساجداً أمام الدولار".
وغاب عن الكلمة التي ألقاها الأسد أي ذكر للإصلاح السياسي أو تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية، أو إطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصيرهم.
بوريل: انتخابات تقوض مساعي الحل
في السياق ذاته، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، إن "الاتحاد الأوروبي لا يعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية السورية".
وجاء تصريح المفوض عقب اجتماع عقده، الخميس، مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وأضاف بوريل: "الانتخابات لن تكون موثوقة إلا إذا شارك فيها جميع السوريين، بمن فيهم النازحون واللاجئون في دول الشتات، في منافسة حرة ونزيهة وسط بيئة آمنة ومحايدة"، مُشيراً إلى أن "هذه الانتخابات تقوض مساعي الحل في سورية".
وفي سياق منفصل، أُصيب مدنيون بعضهم بحالة خطرة، مساء الخميس، إثر إطلاق عناصر قوات النظام النار على مظاهرة مناهضة للنظام في درعا المحطة، جنوبي سورية.
وقال الناشط محمد مسالمة لـ "العربي الجديد" إن أربعة مدنيين من أبناء درعا البلد أُصيب بعضهم بحالة خطرة، إثر إطلاق عناصر قوات النظام الرصاص عليهم أثناء سير مظاهرة مكشوفةً على حاجز عسكري للنظام بالقرب من مبنى السرايا بدرعا المحطة.
وأضاف مسالمة أن المتظاهرين كانوا يرددون شعارات رافضةً لمسرحية الانتخابات الهزلية التي يجريها النظام، بالإضافة لتجديد مطالبهم بإسقاط النظام، والحرية، والمساواة، مع رفع علم الثورة خلال التظاهرة.
من جهة أخرى، أكد الناشط عبد الرحمن العيسى أن طفلاً أُصيب بحالة خطرة، جراء إطلاق رصاص كثيف في الهواء من قبل عناصر النظام المنتشرين على حواجز عسكرية في مدينة حماة. وسط سورية. احتفالاً بفوز بشار الأسد.
وأوضح العيسى لـ"العربي الجديد" أن عناصر قوات النظام المنتشرة في المدن والبلدات الواقعة على خطوط التماس مع قوات المعارضة امتداداً من ريف حلب الغربي، ووصولاً إلى ريف اللاذقية الشرقي، أطلقت الرصاص وبشكلٍ مكثف سواء من الأسلحة الفردية أو الرشاشات المتوسطة باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وذلك ضمن احتفالات جيش النظام بفوز مرشحهم بشار الأسد.
وفي مدينة سلمية، شرقي حماة، أصيبت طفلة بجراح جراء إطلاق نار كثيف من قبل حواجز قوات النظام والميليشيات المدعومة من كل من إيران وروسيا في المدينة، وذلك ضمن احتفالات تلك الميليشيات بفوز الأسد.