أطلق النظام السوري، اليوم الأربعاء، سراح 62 معتقلاً في سجونه من أبناء محافظة درعا جنوبي سورية ضمن دفعة جديدة يطلقها بهدف امتصاص حالة التذمر والاحتجاج التي تعيشها المنطقة بشكل مستمر على خلفية مماطلة النظام في ملف المعتقلين والمختفين قسراً في سجونه.
وقال الناشط، محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن النظام السوري أفرج اليوم عن 62 معتقلاً من أبناء درعا بعد اعتقالهم لفترات زمنية متفاوتة في سجونه، مضيفاً أن المفرج عنهم سلموا لذويهم في صالة مبنى المحافظة بمدينة درعا.
وأشار الحوراني إلى أن من بين المعتقلين أشخاصاً جرى اعتقالهم قبل خمس وسبع سنوات بتهمة معارضة نظام الحكم وغيرها من التهم التي ينسبها النظام لمعارضيه.
وبحسب الحوراني يأتي ذلك الإفراج بهدف امتصاص حالة التذمر والاحتجاج التي تعيشها المنطقة بشكل مستمر على خلفية مماطلة النظام في ملف المعتقلين والمختفين قسراً في سجونه. فضلاً عن استمرار عمليات الاعتقال والخطف في المنطقة على الرغم من دخولها في تسوية ومصالحة منذ صيف عام 2018.
وأكد نقلاً عن مصادر في النظام أن الإفراج هذا تم بأوامر مباشرة من قبل رأس النظام بشار الأسد، والذي أصدر "عفواً خاصاً" عن العشرات من المعتقلين.
وأضاف الحوراني أن عملية الإفراج تمت بحضور قائد الفيلق الأول في قوات النظام بالإضافة لرئيس اللجنة الأمنية في درعا العميد حسام لوقا الذي زعم خلال العملية أن النظام رفع الحجز الاحتياطي عن 675 شخصاً من أبناء درعا.
كما نقل الحوراني عن المصادر أن لوقا زعم أن النظام قام بشطب قرابة 4 آلاف اسم ممن بحقهم مذكرات بحث بتهم التعامل مع "داعش" و"النصرة" و"الخوذ البيضاء".
وكان النظام قد أطلق في يونيو/ حزيران الماضي مجموعة من المعتقلين، كما أطلق غيرهم على دفعات متفرقة في حين لا يزال هناك مئات المفقودين من أبناء المحافظة في سجونه.
وخضعت مناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة في المحافظة في يوليو/ تموز 2018 لاتفاق تسوية ومصالحة مع النظام برعاية روسية، وتشهد المنطقة بشكل دوري تظاهرات للمطالبة بالمعتقلين في سجونه.
قاعدة في دير الزور
على صعيد منفصل، بدأت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن ببناء قاعدة عسكرية جديدة في ريف دير الزور الشرقي قرب نهر الفرات والحدود مع العراق شرقي سورية.
وقالت مصادر مطلعة مقربة من قسد، لـ"العربي الجديد"، إن القوات الأميركية ضمن التحالف الدولي ضد "داعش" شرعت بداية الأسبوع الجاري ببناء قاعدة عسكرية جديدة لها في ريف دير الزور الشرقي قرب الضفة الشمالية لنهر الفرات.
وذكرت المصادر أن القاعدة تقع في بلدة الباغوز آخر النقاط التي خسرها تنظيم "داعش" في المنطقة، وتقع أيضاً على مقربة من الحدود السورية العراقية التي تنتشر فيها المليشيات العراقية المدعومة من طهران.
وتأتي أهمية قاعدة الباغوز الجديدة وفق المصادر من كونها تطل على منطقة البوكمال التي تواصل فيها المليشيات المدعومة من الحرس الثوري بناء قواعد وتحصينات لها، كما تقوم بعمليات تجنيد مكثفة في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن التحالف الدولي بدأ بنقل مواد بناء بشكل مكثف إلى مكان بناء القاعدة في الباغوز عبر شاحنات تأتي من كردستان العراق محملة بالأسمنت والحديد ومواد أخرى، فضلاً عن وصول آليات هندسية إلى المكان.
ويتزامن بناء القاعدة الجديدة مع توسيع التحالف الدولي قواعده العسكرية في كل من مدينة الشدادي جنوبي الحسكة، وحقل كونيكو للغاز شمال شرق دير الزور، وحقل العمر النفطي شمال ناحية الشحيل في ريف دير الزور الشرقي أيضاً. والتي باتت جميعها تضم مهبطاً للطيران المروحي.
وكان التحالف الدولي بالتعاون مع "قوات سورية الديمقراطية"(قسد) في مارس/آذار عام 2019 قد سيطر على منطقة الباغوز آخر معاقل تنظيم "داعش" في دير الزور بعد معارك عنيفة استمرت أشهراً. وأعلنت على إثرها "قسد" هزيمة "داعش" عسكرياً في سورية.
قصف روسي على البادية
إلى ذلك، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن تسع طائرات حربية روسية أقلعت خلال الساعات الماضية من مطار حميميم العسكري في ريف اللاذقية ونفذت ضربات في بادية دير الزور الجنوبية القريبة من أرياف حمص وحماة والرقة.
وذكرت المصادر أن الغارات طاولت مواقع لتنظيم "داعش" في الجبال الوعرة ببادية الشولا وبادية كباجب جنوب دير الزور، في حين لم تتبين نتائج تلك الضربات التي باتت تكرر بشكل كثير في الآونة الأخيرة وبخاصة مع تزايد وتيرة الهجمات التي تشنها خلايا "داعش" في البادية ضد النظام والمليشيات الموالية له.
وفي هذا السياق، قالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إن عنصرين من قوات النظام قتلا، اليوم الأربعاء، جراء هجوم بعبوة ناسفة على سيارة عسكرية للنظام قرب حقل سفيان الواقع في البادية جنوب غرب الرقة.
وكانت روسيا قد بدأت بالتعاون مع قوات النظام بحملة تمشيط واسعة في البادية انطلاقا من ريف دير الزور الغربي إلا أن تلك الحملة لم توقف الهجمات التي طاولت دوريات وأرتالhW ومواقع النظام والتي كبدته خسائر بشرية وخسائر بالعتاد أيضاً.