طالب النظام السوري، اليوم السبت، الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإصدار إدانة "واضحة وصريحة" لـ"الاعتداءات الإسرائيلية"، وذلك عقب القصف الذي استهدف نقاطاً غربي طرطوس، مساء الخميس الماضي، في وقت أجرى المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن، مباحثات مع نائب وزير الخارجية الروسي وممثل الرئيس فلاديمير بوتين الخاص إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف في موسكو، تناولت العملية السياسية في سورية، ومواصلة عمل اللجنة الدستورية السورية.
وقالت وزارة خارجية النظام، في رسالة وجهتها لكل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، إنّ سورية "تحتفظ لنفسها بحق الرد بالوسائل المناسبة التي يقرها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في مواجهة هذه الاعتداءات الإسرائيلية".
وأضافت، بحسب ما نقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام، أن الوضع الدولي بشكل عام وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، "يمرّ بمرحلة هشة وحساسة لا تحتمل المزيد من التصعيد والتوتر، وعلى الرغم من ذلك فإنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي مصمّمة على نهج تصعيدي نمطي خطير، يزيد من مستوى التهديدات والتحديات التي يواجهها السلم".
وتابعت: "تطالب سورية الأمانة العامة ومجلس الأمن بإصدار إدانة واضحة وصريحة لهذه الاعتداءات الإسرائيلية، وبتوصيفها باعتبارها خرقاً متعمداً ومتكرراً لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة وتهديداً مباشراً للسلم والأمن الإقليميين والدوليين، بما يتسق مع مبادئ الأمم المتحدة التي ترفض العدوان والاحتلال، وتحترم سيادة واستقلال وسلامة ووحدة أراضي جميع الدول الأعضاء دون تمييز أو انتقائية".
ويوم الخميس الفائت، أعلن النظام السوري أن وسائط الدفاع الجوي تصدت لعدوان جوي إسرائيلي من اتجاه البحر، جنوب غربي محافظة طرطوس، وأسقطت معظم الصواريخ التي استهدفت محيط مدينتي حماة وطرطوس، على حدّ قوله.
وأمس الجمعة، نقلت وكالة أنباء تاس عن القوات الروسية المتمركزة في سورية قولها، إنّ أربع طائرات إسرائيلية أطلقت ما مجموعه أربعة صواريخ كروز و16 قنبلة موجهة ضد منشأة في مدينة مصياف.
ونقلت "تاس" عن ضابط روسي كبير تأكيده أنّ قوات النظام السوري التي استخدمت أسلحة روسية الصنع مضادة للطائرات، أسقطت صاروخين وسبع قنابل موجهة.
بيدرسن يبحث الأزمة السورية في موسكو
من جانب آخر، بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن مواصلة عمل اللجنة الدستورية السورية وحفظ السلام ضمن جهود مسار أستانة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان نقلته وكالة "تاس" الروسية، إنّ الطرفين تبادلا الآراء بشكل معمّق حول آفاق دفع تسوية شاملة في سورية، على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
ويأتي اللقاء ضمن زيارة يجريها بيدرسن لروسيا، حيث سبق أن أجرى الخميس لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحث الوضع في سورية، وإمكانية استئناف عمل اللجنة الدستورية، بحسب بيان الخارجية الروسية.
وقال لافروف عقب اللقاء، إنّ بلاده "لم تفقد اهتمامها بالتسوية السورية، في سياق العملية الخاصة في أوكرانيا"، وأكد التزام موسكو بتحقيق "المصالحة" في سورية.
كما شدد لافروف على أنّ موسكو "مهتمة بصدق باستكمال التسوية السورية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، والقرارات التي جرى تبنيها في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي عام 2018".