النظام السوري يزعم تصفية عناصر لـ"داعش" في ريف درعا

24 سبتمبر 2022
نفت مصادر وقوع قتلى خلال الاشتباك (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت قوات النظام السوري أنها قتلت عدداً من عناصر "داعش"، على أطراف مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي جنوبي سورية، فيما نفت مصادر محلية صحة ذلك، واعتبرته يندرج في إطار محاولات النظام ابتزاز الأهالي، نافية وجود أي عناصر للتنظيم الإرهابي في المدينة.

ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام عن "مصدر أمني" قوله "خلال عملية مداهمة نفذتها الجهات الأمنية لأحد أوكار تنظيم داعش الإرهابي، في إحدى مزارع مدينة جاسم بالريف الشمالي الغربي، جرى القضاء على سبعة من إرهابيي التنظيم". وأضاف المصدر أن العملية أسفرت أيضاً عن مقتل أحد عناصر "القوات الرديفة العاملة مع الجهات الأمنية خلال الاشتباك".

وأشارت الوكالة إلى أنه، في الخامس من الشهر الجاري، جرى تنفيذ عملية مماثلة جرى خلالها قتل محمد إياد عبد الرزاق، الملقب بأبو قاسم العقرباوي، الذي قالت إنه قيادي في تنظيم "داعش".

غير أن أيمن أبو محمود، الناطق باسم "تجمع أحرار حوران"، استبعد في تصريح لـ"العربي الجديد" صحة هذه الإعلانات، وقال إن مصادر "التجمع" على الأرض لم تشر إلى وقوع قتلى خلال الاشتباك الذي جرى يوم أمس على أطراف مدينة جاسم، باستثناء سقوط قتيل واحد من قوات النظام، وإصابة آخرين، وظلت جثته بالقرب من مكتب للسيارات عند المدخل الشرقي للمدينة لساعات عدة.

من جهته، قال العميد المنشق عن قوات النظام إبراهيم الجباوي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن مدينة جاسم تعد "شوكة في حلق النظام، على غرار العديد من مدن حوران الأخرى، مثل طفس والحراك والصنمين ودرعا البلد التي ترفض الخنوع لهيمنة النظام".

وأوضح الجباوي، المتحدر من جاسم، أن اتفاقيات التسوية التي أُبرمت مع المعارضة عام 2018 برعاية روسية، منعت النظام من دخول المدن الرئيسية، وأبقت على وجوده في أطراف المدن، وهو لا يكف عن محاولاته السيطرة على هذه المدن وإذلال أهلها وابتزازهم، ودفع أبنائهم للهجرة خارج بلدهم.

وأضاف أن النظام يتذرع بحجج شتى، منها وجود عناصر لتنظيم "داعش" في أو على أطراف هذه المدن، مؤكداً عدم وجود أي أتباع لتنظيم داعش في مدينة جاسم أو غيرها من مدن محافظة درعا.

وتابع قائلاً: "إن وجد أحد هؤلاء، فهم من صنيعة النظام، وممن دسّتهم أجهزة مخابرات النظام، ليكونوا ذريعة لاستهداف تلك المدن"، مشيراً إلى أن "ما يمنع النظام من اقتحام المدن هو إضافة إلى اتفاقيات التسوية، أيضاً الجاهزية الكبيرة لدى شباب تلك المدن للدفاع عنها، مدعومين من المجتمع المحلي الذي لا يرغب أبداً في عودة السطوة الأمنية، وما يرافقها من ممارسات مهينة وابتزاز واعتقالات، وكل ما من شأنه تعكير صفو حياة الناس".

 وكانت قوات النظام قد دهمت، فجر أمس الجمعة، منزلاً وعدداً من المزارع على أطراف مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي، وتخلل ذلك اندلاع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، أسفرت عن مقتل عنصر من قوات النظام.

 كما قصفت قوات النظام بقذائف الدبابات من مواقعها في تل المطوق، السهول والمزارع في منطقة السريا، وهي منطقة زراعية تقع جنوب شرق مدينة جاسم، وسط تهديدات من جانب مسؤول الأمن العسكري في المحافظة العميد لؤي العلي باجتياح المدينة إذا لم يجر تسليم أو إبعاد عناصر مزعومين من تنظيم "داعش" من المدينة.

مقتل قيادي من "الجيش الوطني السوري" بصاروخ موجه

في الأثناء، قُتل قيادي عسكري يتبع لفصيل "فيلق الشام" المنضوي ضمن "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا، وأُصيب قيادي آخر كان برفقته اليوم السبت، إثر استهداف سيارتهم بصاروخ موجه أطلق من منطقة عسكرية مُشتركة تُسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وقوات النظام السوري على محور بلدة كباشين بريف حلب الشمالي، شمال سورية.

وأكد مصدر إعلامي من "فيلق الشام" في حديث لـ"العربي الجدد"، مقتل القيادي فرزات أبو عبدو، بالإضافة إلى إصابة القيادي خلدون أبو إدريس بجروح خطرة في الرأس.

إلى ذلك، استهدفت قوات النظام السوري بقذائف المدفعية، اليوم السبت، أطراف مدينة تفتناز بريف إدلب الشرقي، تزامن معها قصف مدفعي استهدف بلدات مكلبيس وكفر عمة، وكفر نوران، وتديل، بريف حلب الغربي، دون وقوع إصابات بشرية.

من جهة أخرى، قُتل الشيخ معتز أبو حمدان، وأصيبت زوجته وابنه بجروح خطيرة الليلة الماضية، ونقلوا على إثرها إلى المستشفى، إثر عملية اغتيال بالرصاص استهدفته من قبل مسلّحين مجهولين في مدينة طفس غربي درعا.

وذكر "تجمع أحرار حوران" أن أبو حمدان مدني لا ينتمي لأي جهة عسكرية، وهو إمام أحد المساجد في مدينة طفس.

مقتل مُسن برصاص حرس الحدود التركي غربي إدلب

كما عُثر على جثة مُسن، يوم أمس الجمعة، ضمن أرضٍ زراعية على الشريط الحدودي مع تركيا، غربي محافظة إدلب، فيما تضاربت الأنباء حول أسباب وفاته.

حيث ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أنه وثّق مقتل مواطن برصاص "الجندرما" التركية، أثناء اقترابه من الشريط الحدودي من جهة خربة الجوز بريف إدلب الغربي، شمال غربي سورية، فيما نفى الناشط الإعلامي براء درويش صحة هذه المعلومات، مؤكداً في منشور له على حسابه في "فيسبوك"، أن الرجل الذي عُثر على جثته بالقرب من الشريط الحدودي "توفي نتيجة سكتة قلبيّة تعرّضَ لها هُناك، وهو من النازحين الذين يقطنون في مخيّم بالقرب من الجدار".

ولفت "المرصد السوري" إلى أن "تعداد المدنيين الذين قضوا برصاص قوات حرس الحدود التركي (الجندرما) قد بلغ 18 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال وسيدة منذ مطلع العام الجاري، ضمن مناطق سورية متفرقة واقعة قرب وعند الحدود مع تركيا".

في سياق منفصل، انتشلت فرق "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، جثة طفل بعمر ثلاث سنوات، فُقد منذ تسعة أيام، من بئر داخل حديقة المنزل الذي يقطن فيه، في مزارع قديران في منطقة الباب شرقي محافظة حلب، شمال سورية.

وكانت الطفلة رهف عبد القادر الصالح، البالغة من العمر 13 عاماً، قد توفيت أمس الجمعة غرقاً في مياه بحيرة ميدانكي، فيما حاول ابن عمها حسين حسن الصالح، البالغ من العمر 14 عاماً، إنقاذها لكنه غرق أيضاً. وانتشلت فرق "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) جثتيهما ونقلتهما إلى مستشفى مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، لترتفع حصيلة ضحايا الغرق في شمال غربي سورية إلى 48 حالة منذ بداية العام الحالي، وفق "الخوذ البيضاء".

المساهمون