ارتكبت قوات النظام السوري والمليشيات المساندة لها، صباح اليوم السبت، مجزرة راح ضحيتها ثمانية مدنيين، معظمهم أطفال، إضافة إلى إصابة أكثر من 10 آخرين، وذلك جراء قصف مدفعي وصاروخي لقرى جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، بمؤازرة روسية.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام المتمركزة في مواقعها المحاذية لجبل الزاوية استهدفت بالقذائف المدفعية والصاروخية الموجهة من طائرات الاستطلاع الروسية بلدات عدة في ريف إدلب الجنوبي، حيث قتلت عائلة كاملة في بلدة إبلين بجبل الزاوية من عائلة العاصي، ضمت الأب الذي يعمل متطوعاً في منظمة طبية محلية وزوجته وأطفالهما الثلاثة، فيما أصيب ثلاثة آخرون، امرأة وطفلان.
وأوضحت المصادر أن طفلتين قتلتا أيضاً، وأصيب رجل وسيدة جراء قصف مماثل لقوات النظام على بلدة بليون في جبل الزاوية، فيما قتل طفل وأصيب أربعة آخرون، رجل وسيدة وطفلان، إثر قصف مدفعي لقوات النظام السوري استهدف منازل المدنيين في بلدة مشون.
وكان قد أصيب فجر اليوم عدد من المدنيين نتيجة قصف قوات النظام أيضاً محيط مدينة أريحا بريف إدلب.
وتزامن القصف المدفعي لقوات النظام ومليشياته مع تحليق طائرات الاستطلاع الروسية في أجواء ريفي إدلب الجنوبي وحماة الغربي، التي تقوم بتوجيه عمليات القصف.
في سياق موازٍ أيضاً، استهدف الطيران الروسي بغارتين جويتين محطة الروج الشمالي، والتي تحوي عشر مضخات مجهزة بشكل كامل للعمل، حيث تروي المحطة حوالي 3500 هكتار من الأراضي الزراعية. كما طاولت إحدى الغارات الجوية بثلاثة صواريخ مركزًا للدفاع المدني في منطقة الشيخ يوسف، مما أدى إلى خروج المركز عن الخدمة، دون تسجيل أي إصابات، وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
وتواصل قوات النظام وروسيا قصف منطقة خفض التصعيد في إدلب والأرياف المتصلة بها من محافظات حلب وحماة واللاذقية، ما أدى خلال الأسابيع الأخيرة إلى مقتل عشرات الأشخاص، معظمهم مدنيون.
نيّات خبيثة
وفي بيان له اليوم السبت، تعليقاً على المجزرة صباح اليوم والتصعيد في محافظة إدلب، قال الائتلاف الوطني السوري المعارض إن الهجوم والتصعيد المستمر للنظام وروسيا وإيران على ريف إدلب وحلب، والتطورات على مدار الأسابيع الماضية "تكشف النيّات الخبيثة لتصعيد الأمور باتجاهات خطرة جدًا".
ورأى الائتلاف إن "استمرار القتل بحق الشعب السوري على مدى عشر سنين من قبل نظام مجرم وأنظمة مارقة لا يجعل منه أمراً عادياً، بل يستدعي استنفار المجتمع الدولي".
وأضاف أن العائلة التي قتل جميع أفرادها اليوم جراء قصف قوات النظام، فقدت أيضاً قبل أيام قليلة 11 شخصا من أقربائها جرّاء قصف مشابه، "ما يشير إلى أنه استهداف متعمد للمنطقة، الأمر الذي سيتسبب من دون شك بزيادة معاناة المدنيين وإجبار عشرات الآلاف منهم على النزوح".
ورأى البيان أن "ما يرتكب من مجازر وتطورات ميدانية يستدعي رداً دولياً حقيقياً وعاجلاً"، داعيا كل الأطراف الإقليمية والعربية والدولية إلى التحرك الجاد "من أجل وقف جرائم النظام وحلفائه". كما طالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والأطراف الفاعلة فيه بـ "البدء في وضع آليات محاسبة ومحاكمة هذا النظام المجرم وكل من ساعده من أنظمة وتنظيمات إرهابية، على جرائمه التي ارتكبها خلال عشر سنين وعلى رأسها جريمة الكيميائي".