النظام السوري يدفع بتعزيزات كبيرة إلى درعا تمهيداً لعملية عسكرية

21 اغسطس 2021
المفاوضات ما زالت متعثرة (يوسف كروشان/فرانس برس)
+ الخط -

مع تواصل تعثر المفاوضات الخاصة بالعثور على صيغة حل للوضع في درعا البلد، وعموم محافظة درعا جنوبيّ سورية، استقدمت قوات النظام تعزيزات كبيرة إلى محيط درعا البلد، في تهديد واضح للجنة التفاوض الممثلة لأهالي المحافظة بأنّ التوجه للخيار العسكري هو الخطوة التالية إن واصلت رفضها مطالب النظام وروسيا بتسليم كامل السلاح، وإبعاد بعض المطلوبين للنظام إلى الشمال السوري.

وفي خطوة نادرة تحمل معنى التهديد، أعلنت وسائل إعلام النظام، اليوم السبت، وصول هذه التعزيزات إلى محافظة درعا.

وزعمت وكالة "سانا"، التابعة للنظام، أنه "بعد مرور نحو شهر على إطلاق جهود للتسوية لإنهاء سيطرة مجموعات إرهابية على مصير المدنيين في منطقة درعا البلد وإعطاء الأولوية لحل يحفظ دماء المدنيين ويكرس حالة الأمن والاستقرار، لا تزال المجموعات الإرهابية تصرّ على رفض التسوية وتسليم السلاح، مستندة إلى دعم سياسي خارجي لإفشال جميع الجهود التي قامت بها الدولة". 

وادعت الوكالة أنه "أمام هذا الواقع، وبعد استنفاد كل السبل للوصول لحل سلمي بعيداً عن العمليات العسكرية، قام الجيش العربي السوري خلال الساعات الماضية باستقدام تعزيزات عسكرية بهدف إخراج المجموعات الإرهابية الرافضة لجهود التسوية من درعا البلد وطريق السد وتسليم كل أنواع الأسلحة التي بحوزتها وتكريس الاستقرار الأمني في المحافظة".

وزعمت أن المسلحين في درعا يقيمون تحصينات لـ" شنّ اعتداءات على المدنيين ونقاط الجيش"، وأنهم "يعملون على استعادة الأسلحة الثقيلة المخبّأة تحت الأرض التي يفترض أنهم سلموها للجيش خلال المرحلة الماضية"، وفق الوكالة.

في الشأن، أكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ هذه التعزيزات تتبع للفرقتين الرابعة والخامسة عشرة التابعتين لقوات النظام، وقد انتشرت ابتداءً من جسر صيدا ونقطة المشفى مروراً بالمعصرة الألمانية التي اتخذتها مركزاً للتجمع، وصولاً إلى أم المياذن التي أصبحت أشبه بثكنة عسكرية.
وتضمّ التعزيزات عناصر من قوات الغيث التابعة للفرقة الرابعة الموالية لإيران، إضافة إلى راجمات صواريخ من نوع جولان.
في أثناء ذلك، دارت اشتباكات، الليلة الماضية وفجر اليوم، بين مقاتلي درعا البلد وقوات النظام والمليشيات الموالية لها على عدة محاور من المدينة، بالتزامن مع تحليق لطيران الاستطلاع التابع للنظام فوق أحياء مدينة درعا.
وذكر موقع "تجمّع أحرار حوران"، أنّ اشتباكات جرت بين الطرفين على محاور الكرك الغربي وكتاكيت في درعا البلد، إضافة إلى أخرى على محور القبة شرقيّ حيّ طريق السد. 


وأضاف أنّ الاشتباكات تزامنت مع قصف عنيف بقذائف الهاون والدبابات على أحياء درعا البلد المحاصرة، من قبل قوات النظام والمليشيات الإيرانية منذ حوالى الشهرين، وهو ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، حيث قتل القيادي السابق في المعارضة محمد هلال زطيمة، خلال القصف بقذائف الهاون على حيّ طريق السد، الذي اشتهر بمقطع مصور هدد فيه أحد ضباط قوات النظام.
وشغل زطيمة منصباً قيادياً في "لواء التوحيد" التابع لفصائل الثوار، قبيل دخول النظام إلى محافظة درعا بموجب اتفاق التسوية في 2018.

وكانت الشرطة العسكرية الروسية قد أعلنت، الأحد الماضي، وقف إطلاق النار بالتزامن مع استمرار المفاوضات بين اللجنة المركزية وضباط النظام التي لم تحرز تقدماً حتى الآن بسبب إصرار النظام على تحقيق مطالبه، وخاصة تسليم كامل السلاح، بحسب المتحدث باسم اللجنة المركزية في درعا البلد، عدنان المسالمة.

وسبق أن قدّم الجانب الروسي ما سمّاها "خريطة طريق" للوصول إلى اتفاق حول أحياء درعا البلد، إلّا أنها لاقت رفضاً شعبياً واسعاً من قبل أهالي المحافظة.

توتر في السويداء

وفي محافظة السويداء المجاورة، هاجمت مجموعة مسلحة حاجزاً لقوات النظام في بلدة أم ضبيب شمال شرقيّ السويداء، ودارت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة مع عناصر الحاجز، تخللها اختطاف عنصرين تابعين لفرع أمن الدولة، فيما أُصيب أحد العناصر المهاجمة.

وذكر موقع "السويداء 24" المحلي، أنّ المسلحين من أقارب أحد متزعمي عصابات الخطف في السويداء، الذي اعتقل بعد إصابته قبل أيام، ونُقل إلى سجون العاصمة دمشق. 


ورجّحت مصادر محلية أنّ اختطاف عناصر أمن الدولة هدفه إجراء عملية تبادل مع قوات النظام.

إلى ذلك، عَثر أهلي بلدة المزرعة في ريف السويداء، صباح أمس الجمعة، على جثة شاب مقتول ومعلق على سارية المدفع في البلدة. 

وجاء ذلك على خلفية اندلاع اشتباكات ليل الخميس ــ الجمعة، بين مسلحين من أبناء العشائر ومسلحين يتبعون لفصيل "حزب اللواء السوري" المشكل قبل شهرين من قبل أبناء المنطقة، بهدف بسط الأمن في البلدة، وبعد ذلك شهدت بلدة المزرعة توتراً بين أبناء العشائر التي ينتمي إليها الشاب القتيل، وعناصر حزب اللواء السوري.