اعتداء بالضرب على نائب بالبرلمان العراقي وسط النجف جنوبي البلاد

17 يوليو 2024
النائب محمد عنوز (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- النائب المستقل محمد عنوز تعرض للاعتداء بالضرب في النجف أثناء مراسم عاشوراء، مما أدى إلى نقله إلى المستشفى، وتم اعتقال المعتدي.
- الإعلامي علي وجيه والناشط حيدر سفينة أشارا إلى أن الاعتداء يعكس التحديات التي يواجهها النواب المستقلون في العراق، حيث يفتقرون للحماية والانتماء الحزبي.
- عنوز لفت الأنظار بحملته الانتخابية المتواضعة التي كلفت ألف دولار فقط، مقارنة بملايين الدولارات التي أنفقها مرشحون آخرون، ويظل تأثير النواب المستقلين محدوداً في البرلمان.

تعرّض النائب المستقل في البرلمان العراقي محمد عنوز في ساعة متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء إلى الاعتداء بالضرب المبرح وسط مدينة النجف جنوبي البلاد، ونُقل إثر ذلك إلى المستشفى. وعنوز نائب مستقل في البرلمان العراقي عن محافظة النجف للدورة الخامسة (الحالية)، وشغل سابقاً منصب المشرف العام على "الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان".

ووفقاً لأحد أفراد أسرة العنوز فإن الأخير كان يشارك في مراسم عاشوراء بالقرب من مرقد الإمام علي بن أبي طالب، في مدينة النجف جنوبي البلاد، وخلال مشاركته تعرض له شاب بالشتائم قبل أن يعتدي عليه بالضرب المبرح، ما أدى إلى "خروج الدماء من وجهه وسقوطه على الأرض".

وبيّن في اتصال مع "العربي الجديد" أن "عنوز نقل إلى المستشفى، وحالته حالياً مستقرة، ولا نعرف ما أسباب تهجم هذا الشاب عليه، رغم انه ليس له أي مواقف غير مواقفه المعلنة والرافضة للفساد والفاسدين والأحزاب التي تعتاش على المحاصصة والفساد".

جهاز الشرطة في محافظة النجف أكد في بيان رسمي أنه اعتقل شخصاً "بعد إقدامه بالاعتداء على النائب محمد عنوز عضو البرلمان العراقي، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه وإحالته إلى القضاء لينال جزائه العادل، دون كشف مزيد من التفاصيل".

 

من جهته، قال الإعلامي علي وجيه، في منشور له عبر منصة "إكس"، إن "النائب العصاميّ، القانوني محمد عنوز، يتعرض لاعتداء من فرد "سائب"، قليل مروءة، ليُنقل عنوز على إثر ذلك إلى المستشفى". وأضاف وجيه أنه "لو كان عنوز مسلحاً، أو ذا حماية، أو غير مستقل، لما تجرأ أحد عليه، وكلّ هذه الممارسات، من الجلد الرمزيّ إلى الاعتداء الفعليّ ستضيّق مساحة التصدي من قبل الخيّرين".

بالمقابل، قال الناشط من محافظة النجف حيدر سفينة، في منشور له عبر "فيسبوك": "بعد أن عجزوا من الاعتداء أو حتى انتقاد نواب العصائب وبدر ودولة القانون وباقي الأحزاب الكبيرة توجهوا للنائب محمد عنوز الرجل البسيط والكبير بالسن والذي اعتدنا أن نراه بدون حماية واعتدوا عليه بالضرب المبرح أمام مرقد الإمام علي".

 

ولفت محمد عنوز الأنظار بسبب حملته الانتخابية المتواضعة، إذ تمكن بجهود ذاتية من إكمال عدد محدود من اليافطات رفعها في حيه السكني وسط مدينة النجف. ولم تتطلب حملته الدعائية مبالغ مالية كبيرة، كما هو الحال مع بقية المرشحين، خصوصاً المنضوين ضمن التحالفات الانتخابية المعروفة. إذ أكد مقربون منه أن ما دفعه على حملته لا يتجاوز ما يعادل ألف دولار في مدينة وصلت مبالغ الحملات الانتخابية فيها إلى ثلاثة ملايين دولار.

وتعتبر الدورة الحالية للبرلمان العراقي الأكثر احتواء على نواب مستقلين ضمن قوائم مدنية وليبرالية وصل عددهم إلى أكثر من 40 نائباً من أصل 329 نائباً في البرلمان العراقي، غير أن تأثيرهم ما زال محدوداً بسبب النفوذ الواسع للقوى التقليدية المتصدرة للمشهد منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003.