حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، اليوم الثلاثاء، من أن الحلف العسكري قد يدفع ثمناً باهظاً لمغادرة أفغانستان في وقت مبكر للغاية، وذلك بعد أن قال مسؤول أميركي إنه من المتوقع أن يسحب الرئيس الذي تنتهي ولايته في 20 يناير/كانون الثاني، دونالد ترامب، عدداً كبيراً من القوات الأميركية من أفغانستان خلال الأسابيع المقبلة.
ويمتلك الحلف أقل من 12 ألف جندي من عشرات الدول في أفغانستان، للمساعدة في تدريب وتقديم المشورة لقوات الأمن الوطني.
وغالباً ما تشكل القوات الأميركية حوالي نصف هذا العدد، ويعتمد التحالف، المؤلف من 30 دولة، بشكل كبير، على القوات المسلحة الأميركية في النقل والخدمات اللوجستية وغيرها من أشكال الدعم.
وقال ستولتنبرغ في بيان: "نواجه الآن قراراً صعباً. نحن في أفغانستان منذ ما يقرب من 20 عاماً، ولا يريد أي من حلفاء الناتو البقاء لفترة أطول من اللازم. لكن في الوقت نفسه، ثمن المغادرة في وقت مبكر للغاية وبطريقة غير منسقة قد يكون باهظاً للغاية".
وأضاف أن الدولة التي مزقتها الصراعات "تخاطر بأن تصبح مرة أخرى منصة للإرهابيين الدوليين للتخطيط وتنظيم الهجمات على أوطاننا. ويمكن لداعش (الدولة الإسلامية) إعادة بناء الخلافة الإرهابية التي خسرها في سورية والعراق في أفغانستان".
وشدد على أنه "حتى مع المزيد من خفض القوات الأميركية، سيواصل الناتو مهمته لتدريب قوات الأمن الأفغانية وتقديم المشورة والمساعدة لها. كما أننا ملتزمون بتمويلها حتى عام 2024." وأضاف: "مئات الآلاف من الجنود من أوروبا وخارجها وقفوا جنباً إلى جنب مع القوات الأميركية في أفغانستان، ودفع أكثر من ألف منهم الثمن الأقصى".
وتابع: "ذهبنا إلى أفغانستان معاً. وعندما يحين الوقت، يجب أن نغادر معاً بطريقة منسقة ومنظمة. أعتمد على جميع حلفاء الناتو للوفاء بهذا الالتزام من أجل أمننا".
ويأتي القرار الأميركي بعد أيام فقط من تعيين ترامب قائمة جديدة من الموالين له في مناصب عليا بالبنتاغون، والذين يشاركونه إحباطه من استمرار وجود القوات في مناطق الحرب.
وستترك الخطط المتوقعة 2500 جندي فقط في أفغانستان، بعد منتصف يناير/ كانون الثاني المقبل.
وقال مسؤولون أميركيون إن القادة العسكريين أُبلغوا في مطلع الأسبوع بشأن الانسحاب المزمع، وأن الأمر التنفيذي قيد الإعداد لكن لم يتم تسليمه للقادة بعد.
(أسوشييتد برس)