علق رئيس كتلة "ائتلاف الكرامة"، المحامي سيف الدين مخلوف، الخميس، إضرابه عن الطعام، بطلب من وفد من المحامين، بعد أسبوع من الإضراب رفضاً للمحاكمة العسكرية، في وقت نفذ عدد من المحامين وقفة احتجاحية في محكمة تونس، مؤكدين مواصلة النضال حتى رفع المظلمة عن السجناء السياسيين.
وأكد العميد السابق عبد الرزاق بن كيلاني، على صفحته في "فيسبوك" نبأ تعليق مخلوف إضرابه، مرفقاً ذلك بشعار: "المجد للمحاماة.. لا للمحاكمات العسكرية للمحامين.. يسقط الانقلاب.. الحرية لسيف الدين مخلوف".
وقال بن كيلاني: "الحمد لله.. الأستاذ سيف الدين مخلوف يعلق إضراب الجوع إثر زيارة وفد من المحامين، يضم عميد المحامين ورئيس الفرع الجهوي للمحامين وكاتب عام الهيئة والعميد عبد الرزاق الكيلاني.. العاقبة لاسترجاع حريته قريباً إن شاء الله".
وأكد المحامي والحقوقي عبد الرؤوف العيادي، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "ما يتعرض له المحامي السجين سيف الدين مخلوف مظلمة ووصمة في تاريخ تونس بعد الثورة"، معتبراً أن "المحاكمات العسكرية للمدنيين تعد منعرجاً خطيراً يجب وقفه"، مشدداً على أن "القضاء العسكري غير مختص في محاكمة المدنيين، في سياق شبيه بالسيناريو المصري الذي أسس له نظام الاستبداد".
وحذر العيادي من خطورة ما وصفه بـ"تواصل الانحراف الذي يقوده الرئيس التونسي قيس سعيد، وضرورة النضال للتصدي لأي محاولة للانقلاب".
وقال العيادي إنه "تمت دعوة مخلوف خلال زيارته في سجن المرناقية، يوم الثلاثاء، لرفع إضراب الجوع لأن حالته الصحية في تدهور متواصل".
ولفت إلى أن "الوقفة الاحتجاجية اليوم الخميس مثلت رسالة تحديد أشكال الاحتجاج والنضال، من أجل رفع ما اعتبره مظلمة في حق المحامي السجين".
وعقدت هيئة الدفاع عن مخلوف صباح الخميس، اجتماعاً إخبارياً بدار المحامي، تلتها وقفة احتجاجية ببهو المحكمة الابتدائية بالعاصمة.
وأكد رئيس هيئة الدفاع، المحامي أنور ولاد علي، في تصريح صحافي أن "المحامين يرفضون محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، معتبراً أن المحاكمة التي يخضع لها مخلوف فيها خرق لحصانة المحامي وللمرسوم المنظّم لمهنة المحاماة؛ لأن إيقاف مخلوف تم وفق تعبيره خلال ممارسته لمهنته، دفاعاً عن النائب راشد الخياري، وليس النائب نضال سعودي مثلما راج. كما أشار إلى أن هذه القضية لا علاقة لها بقضية المطار".
ومن جهة أخرى، قال أولاد علي، إن "مخلوف الذي تطوّع للدفاع عنه أكثر من 100 محامٍ من مختلف جهات الجمهورية؛ يخوض إضراب جوع منذ أسبوع وحالته الصحية متدهورة".
وأصدرت المحكمة العسكرية في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، بطاقتي إيداع بالسجن، الأولى بحق النائبين نضال السعودي وسيف الدين مخلوف في ما يعرف بقضية "اقتحام المطار"، والثانية بحق مخلوف على خلفية "التطاول على أحد القضاة العسكريين وتوجيه تهديد له".
وتحقق المحكمة العسكرية مع النائبين ماهر زيد وعبد اللطيف العلوي اللذين أبقتهما في حالة سراح، فيما يواصل زميلهما النائب محمد العفاس الفرار رافضاً تسليم نفسه.
كما وجّه قاضي التحقيق العسكري، تهماً للإعلامي عامر عياد، بالتآمر على أمن الدولة وارتكاب فعل موحش في حق رئيس الجمهورية.
وتم إيقاف عياد والنائب عبد اللطيف العلوي على خلفية برنامج تلفزيوني بثته قناة "الزيتونة" وقراءة قصيدة، ليقرر بعد ذلك قاضي التحقيق إصدار بطاقة إيداع بالسجن في حق عياد مع الإبقاء على العلوي بحالة سراح.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
