الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين في بيروت: تحذير من توسع الحرب

14 اغسطس 2024
من زيارة سابقة لهوكشتاين إلى بيروت، مارس 2024 (حسام شبارو/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **زيارة هوكشتاين إلى بيروت**: يزور كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة والاستثمار، عاموس هوكشتاين، بيروت للقاء المسؤولين السياسيين والأمنيين بهدف خفض التصعيد ومنع توسع الحرب في المنطقة، عشية مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

- **موقف لبنان وحزب الله**: يأمل لبنان في نجاح المساعي لوقف إطلاق النار، بينما يؤكد حزب الله أن الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر "آتٍ، قوياً، مؤثراً، وفاعلاً".

- **التصعيد والجهوزية اللبنانية**: لم تنجح زيارة هوكشتاين في تهدئة الجبهة، بل زادت المعارك تصعيداً، ورفع لبنان مستوى الجهوزية تحسباً لتوسع رقعة الاعتداءات الإسرائيلية.

تتجه الأنظار في بيروت، اليوم الأربعاء، إلى جولة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة والاستثمار عاموس هوكشتاين على المسؤولين اللبنانيين، في إطار المباحثات المستمرّة لخفض التصعيد ومنع توسّع رقعة الحرب في المنطقة، وذلك عشية مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. وتأتي زيارة هوكشتاين أيضاً استباقية للردّيَن المرتقبَيْن من حزب الله على اغتيال القيادي فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومن إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

وقالت أوساط حكومية لـ"العربي الجديد": "تبلغنا بزيارة هوكشتاين إلى بيروت، لكن لا علم لنا بمبادرة يحملها أو تطور جديد بين يديه"، مشيرة إلى أنّ "الجولة تأتي طبعاً في سياق التطورات العسكرية الأخيرة، والمفاوضات المرتبطة بوقف إطلاق النار في غزة، ومحاولة التهدئة، والتحذير من توسعة الحرب، خصوصاً أن الردّ لم يحصل بعد من جانب حزب الله أو إيران على الاغتيالين". وتشير الأوساط نفسها إلى أنّ "اتصالات المسؤولين اللبنانيين مع هوكشتاين لم تتوقف، وهو يمسك بزمام الملف، وسبق أن حمله في أكثر من زيارة له إلى بيروت، لكنه سيسمع الأجوبة نفسها والتي تمثّل موقف لبنان بأنه لا يريد الحرب، وملتزم بتطبيق القرارات الدولية، على رأسها القرار 1701، كما أن الحكومة باتت بيدها ورقة عرضتها قبل أيام، وتظهر القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في الجنوب اللبناني، وبالتالي باتت تعبّر عن الموقف اللبناني الرسمي".

وتلفت الأوساط إلى أنّ "لبنان يأمل في أن تنجح المساعي لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار لينعكس على الجبهة اللبنانية، ويأمل في أن يتم ذلك بأسرع وقتٍ لأن كل تأخير يزيد الأوضاع سوءاً". من جانبه، يقول مصدرٌ نيابيٌّ في حزب الله لـ"العربي الجديد"، إنّ "موقف الحزب بات معروفاً من الحراك الدولي، والذي يصبّ كله في صالح الأجندة الإسرائيلية، ولكن بكلّ الأحوال، نحن نأمل بأن تنجح المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة، ما يعني وقف إطلاق النار في لبنان، وهو ما عبّر عنه الحزب في كلّ مناسبة". ويشير المصدر إلى أنّ "جولة هوكشتاين لن تؤثر على الردّ من جانب حزب الله على العدوان على الضاحية الجنوبية واغتيال شكر، والذي سيحصل بمعزل عن كل المحادثات وحراك الموفدين".

وشدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابه الأخير على أنّ الردّ على اغتيال القيادي فؤاد شكر "آتٍ، قوياً، مؤثراً، وفاعلاً"، مشيراً إلى أنّ "الردّ آتٍ، وحدنا أو في إطار ردٍّ جامعٍ لكامل المحور، وهذه الفرضيات موجودة، فهذه معركة كبيرة، والاستهداف خطير، ولا يمكن أياً تكن العواقب أن تمرّ عليها المقاومة كذلك". وفي الزيارة الأخيرة له إلى لبنان في يونيو/ حزيران الماضي، حذّر هوكشتاين من أن "الوضع بين لبنان وإسرائيل يمرّ بأوقات صعبة ونريد حلولاً حاسمة". وأشار الموفد الرئاسي الأميركي إلى أننا "نمرّ بأوقاتٍ خطيرة ولحظاتٍ حرجة، ونحن نعمل معاً لنحاول أن نجد الطرق للوصول إلى مكان نمنع فيه المزيد من التصعيد".

ولم تنجح زيارة هوكشتاين وما تلاها من حراك للموفدين الدوليين إلى بيروت في تهدئة الجبهة، بل زادت المعارك تصعيداً وأخذت طابعاً مختلفاً، خصوصاً على مستوى الأهداف والأسلحة النوعية المستخدمة، وصولاً إلى حادثة مجدل شمس، التي اتهم الاحتلال حزب الله بالوقوف وراءها رغم نفي الأخير مسؤوليته عنها، وقام على أثرها باغتيال شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أعاد سيناريو الحرب الواسعة إلى الواجهة، خصوصاً بانتظار ردّ حزب الله على العملية ومن ثم الرد الإسرائيلي. وربطاً بالتطورات الأخيرة، رفع لبنان مستوى الجهوزية في حال توسّع رقعة الاعتداءات الإسرائيلية، وأعادت لجنة إدارة الأزمات والكوارث تعزيز عملها انطلاقاً من السيناريو الأول الذي وضعته مع بدء الحرب في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول، والذي يحاكي سيناريو حرب يوليو/ تموز 2006، القائم على تهجير نحو مليون و200 ألف شخص.

المساهمون