الموت يُغيّب الزعيم النقابي المغربي نوبير الأموي

07 سبتمبر 2021
عُرف النقابي الأموي بمواقفه السياسية القوية (تويتر)
+ الخط -

غيب الموت، اليوم الثلاثاء، النقابي المغربي البارز محمد نوبير الأموي، الأمين العام السابق لنقابة "الكونفدرالية الديمقراطية للشغل" (اتحاد عمالي)، بإحدى المصحات الخاصة بمدينة الدار البيضاء، بعد معاناة طويلة مع المرض.

وكان الزعيم النقابي قد أُدخل قبل أيام إلى إحدى المصحات الخاصة بمدينة الدار البيضاء، لتلقي العلاج، وذلك بعد تدهور وضعه الصحي المستمر منذ عشر سنوات.

وأبصر الأموي النور في عام 1937 بقرية ابن أحمد بإقليم (محافظة) سطات، ودرس في كتاب لتحفيظ القرآن، قبل أن يلتحق بالتعليم الابتدائي في مدينة الدار البيضاء، وبجامعة ابن يوسف بمدينة مراكش، ثم جامعة القرويين بمدينة فاس.

ويمتلك "بوسبرديلة" (السبرديلة في الدارجة المغربية تعني الحذاء الرياضي)، كما كان يصفه خصومه لعدم اعتنائه بمظهره، سيرة سياسية تمتد في الزمن طويلاً، بدأها مبكراً بالتحاقه بحزب "الاستقلال" (أعرق الأحزاب المغربية)، وبالجناح النقابي (العمالي) للحركة الوطنية (الاتحاد المغربي للشغل).

ويبقى عام 1963 مفصلياً في مسار الرجل، بعد أن تم اختياره من قبل الزعيم الاتحادي المهدي بن بركة مسؤولا عن اللجنة العمالية بالرباط، وهو الاختيار الذي جرّ عليه بعد ذلك الاعتقالات والمضايقات الأمنية في ذروة الاستقطاب بين حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والسلطة.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

كما شكل تاريخ 26 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1978، تاريخ تأسيس نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (اتحاد) التي قادها طيلة أربعين سنة (1978-2018)، بداية مسار نضالي قاده إلى غياهب السجن، حيث قضى سنتين على خلفية الإضراب العام الذي دعت له الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في يونيو/حزيران 1980 احتجاجاً على الزيادة في أسعار المواد الأساسية، وهو الإضراب الذي وُوجه بعنف من قبل السلطات، ونتج عنه سقوط العديد من الضحايا في ما يعرف في المغرب بـ"شهداء الكوميرا" (الكوميرا نوع من الخبز). 

وظل الأموي يمارس نشاطه النضالي والسياسي طيلة ثمانينيات القرن الماضي داخل نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قبل أن يتسبب حوار صحافي أجراه مع صحيفة "ألباييس" الإسبانية عام 1992، ونعت فيه وزراء الحكومة المغربية بـ"اللصوص"، في سجنه 14 شهراً من أصل سنتين سجنا قضت بها المحكمة، بعد أن أصدر الملك الراحل الحسن الثاني عفوا عنه.

وعُرف الرجل بمواقفه السياسية القوية، إذ كان أول من طلب بإقرار ملكية برلمانية في عهد الملك الحسن الثاني، وكذا بقيادته في التسعينيات من القرن الماضي لانشقاق المنتمين للكونفدرالية الديمقراطية للشغل من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي كان يقوده آنذاك الراحل عبد الرحمن اليوسفي، أبرز السياسيين المغاربة الذين ساهموا في ميلاد ما يعرف في أدبيات السياسة المغربية بحكومة التناوب بين عامي 1998 و2002.

وبانتقال أنصار الكونفدرالية بقيادة الأموي في اتجاه دعم حزب جديد، هو حزب المؤتمر الوطني الاتحاد، واصل الأموي مساره النقابي إلى حين مغادرته لمنصب الأمين العام في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، تاركاً أمر تدبيرها لنائبه عبد القادر الزاير، متأثرا بتدهور وضعه الصحي.