في ألمانيا، وبعد الترحيب الأولي من المسؤولين البارزين هناك لفوز بايدن بالرئاسة، صدرت تصريحات عديدة على مستوى الأحزاب تتناول شكل العلاقات المستقبلية مع واشنطن، والرغبة في إعادة العلاقات عبر الأطلسي إلى سابق عهدها، رغم التحذيرات من "الأوهام" بعودة واشنطن لممارسة دورها على مستوى العالم.
وبعد تهنئة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل (من أوّل المهنئين)، ثم وزير الخارجية مايكو هاس، فنائب المستشارة أولاف شولتز، حذر اليوم الأحد، فريدريش ميرز، المرشح الأبرز لزعامة حزب ميركل "المسيحي الديمقراطي" في حديث مع صحيفة "فيلت ام زونتاغ، الألمان من "الأوهام"، لافتاً إلى أن أميركا لن تستأنف دورها السابق كقوة للنظام العالمي حتى في ظل عهد بايدن، "ويجب أن نستمر في أخذ مصيرنا بأيدينا"، من دون أن ينفي ترحيبه بأن الديمقراطية الأميركية أثبتت قدرتها على التصحيح.
وأعرب ميرز عن أمله في أن تكون اللهجة تجاه الشركاء في العالم معتدلة مرة أخرى في المستقبل.
أما زميله في الحزب ومنافسه على قيادته، نوربرت روتغن، فكان أكثر ارتياحا، واعتبر أن العقلانية وروح الشراكة ستعود وستنتعش العلاقة عبر الأطلسي، موضحا بأن نجاحها يعتمد بشكل حاسم على "رغبتنا" في تحمل المزيد من المسؤولية، مؤكدا أن على ألمانيا مع باقي الدول الأوروبية أن تقدم مقترحات محددة.
بدورها، اعتبرت زعيمة حزب الخضر أنالينا بربوك، أن على الاتحاد الأوروبي أن يحقق سيادته الاستراتيجية من أجل العمل كشريك على قدم المساواة مع الولايات المتحدة لمواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والصحة والرقمنة.
أما نائب رئيس كتلة المسيحي الديمقراطي يوهان فاديفول فرأى أن على أوروبا أن تقدم لأميركا شيئا ما من أجل الحفاظ على العلاقات عبر الأطلسي، محذرا من اتباع أفكار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الحكم الذاتي لأوروبا.
وأضاف "عدا عن المال، على أوروبا أن تتحمل المخاطر أيضا لأن الإدارة الجديدة في واشنطن ستكرس اهتمامها بشكل أساسي للشؤون الداخلية خلال السنوات القادمة، وعلى الأوروبيين أن يقدموا مساهمة كبيرة في حل الصراعات السياسية في دول مجاورة".