ثمن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان الموقف الليبي الداعم لوحدة السودان وأمنه القومي وأكد رفض التدخلات السلبية في البلدين، مشيراً إلى احتضان ليبيا آلاف الأسر النازحة من السودان على أراضيها.
وكان البرهان يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، اليوم الاثنين، في العاصمة الليبية التي وصل إليها اليوم، واعتبر أن الزيارة ستكون فاتحة للعلاقات بين البلدين من مختلف القوى في السودان اقتصادياً وسياسياً.
من جهته، قال المنفي إنه استعرض مع البرهان العلاقات الثنائية بين ليبيا والسودان وسبل تطويرها، و اتفقا على تفعيل الاتفاقيات المشتركة الموقعة بين البلدين وتبادل الوفود. وأضاف المنفي أن اللقاء بين الطرفين جرى خلاله تناول القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يؤدي إلى إحلال السلام والاستقرار في السودان والمنطقة.
كما استقبل رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، البرهان وناقشا عدداً من الملفات الإقليمية والدولية المشتركة بين البلدين، بحسب بيان مقتضب نشره المكتب الإعلامي لحكومة الوحدة الوطنية.
ووصل البرهان إلى العاصمة الليبية طرابلس في زيارة رسمية لبحث الأزمة في السودان ضمن وساطة يقودها المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوحدة الوطنية، وجرت مراسم استقبال رسمية شارك فيها إلى جانب المنفي رئيس أركان الجيش الليبي التابع لحكومة الوحدة الوطنية، محمد الحداد، وأعضاء اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 عن المنطقة الغربية، ووزير الخارجية المكلف بحكومة الوحدة الوطنية، الطاهر باعور.
ووفقاً لمصادر مقربة من المجلس الرئاسي لـ"العربي الجديد"، تأتي زيارة البرهان اليوم تلبية لدعوة من المنفي لمناقشة تصور ليبي للوساطة بين الأطراف المتصارعة في السودان. وكانت حكومة الوحدة الوطنية قد أعلنت، أول أمس السبت، أن البرهان سيقوم بزيارة إلى طرابلس خلال الأسبوع الجاري.
وكان الدبيبة قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع قائد قوات الدعم السريع في السودان، الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وقال المكتب الإعلامي للحكومة إن الطرفين بحثا سبل "تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية لإحلال السلام والاستقرار في السودان الشقيق". ورجحت مصادر حكومية مفضلة عدم نشر اسمها في حديث لـ"العربي الجديد"، زيارة قريبة لحميدتي إلى طرابلس.
ولم يصدر أي تعليق من جانب قيادة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بشأن الوساطة في طرابلس بين طرفي النزاع في السودان، ولا سيما أن حميدتي يتلقى دعماً عسكرياً من جانب حفتر.
الحدود مع السودان
وبالإضافة للحدود المشتركة مع السودان، يعاني الجنوب الليبي فراغاً أمنياً كبيراً ومن غياب لسيطرة المؤسسات الرسمية وخدماتها. واستغلت العديد من الحركات الأفريقية المسلحة هذا الفراغ للتوزع فيه، بحثاً عن نقاط تمركز تنطلق منها لمعارضة السلطات الرسمية في بلدانها، ومنها أعداد غير معروفة من مسلحي "الجنجويد"، الذين انبثقت عنهم قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي.
وسبق أن نفت قيادة حفتر تقديمها أي دعم لقوات الدعم السريع على خلفية تداول وسائل إعلام دولية أنباء بشأن نقله عتاداً ومعدات عسكرية جواً إلى المناطق القريبة من الحدود مع السودان لدعم قوات حميدتي.
وكان "العربي الجديد" قد كشف، في 20 إبريل/ نيسان 2023، عن تسيير رحلتين جويتين محملتين بعتاد عسكري من قاعدة الخروبة المحاذية لمعسكر حفتر في الرجمة إلى قاعدة الجفرة، أهم قواعد حفتر في وسط جنوبي البلاد، قبل أن تتوجه إلى مطار الكفرة، قرب الحدود مع السودان.
ويتركز وجود "الجنجويد" في الجنوب الليبي منذ أعوام كحلفاء لحفتر وانضموا للقتال في حروبه العديدة، لا سيما في هجومه على العاصمة طرابلس في 2019 و2020، بالإضافة إلى تأمين مواقعه العسكرية والحيوية في الجنوب الشرقي للبلاد.