المقاومة التي تقربنا

05 اغسطس 2024
تظاهرة في تونس تنديداً باغتيال هنية، 31 يوليو 2024 (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، أثار تفاعلاً واسعاً وتضامناً من مختلف التيارات الفكرية في تونس، مما يعكس وحدة نادرة حول المقاومة الفلسطينية.
- حماس أكدت في بيانها أن اغتيال هنية لن يضعف المقاومة، مشددة على مؤسسيتها العالية وقدرتها على التكيف مع التحديات واختيار بدائل قيادية بسرعة.
- الرئيس الأمريكي جو بايدن أعاد تأكيد التزامه بأمن إسرائيل في مواجهة تهديدات إيران والجماعات الإرهابية مثل حماس، مشيراً إلى دعم دفاعي جديد للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط.

لم تكن حركة حماس تبالغ عندما قالت في بيانها، أول من أمس السبت، إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران الأربعاء الماضي، ليس فقيد حماس فحسب، بل هو فقيد الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم وشرفائه، ولعلَّ هذا التفاعل والتضامن الواسع في مشارق الأرض ومغاربها يدل دلالة واضحة على ذلك".

في تونس، توحد المقاومة الفلسطينية جل التيارات الفكرية المحلية، المتشاحنة حول كل شيء إلا على المقاومة. يساريون معتدلون وراديكاليون، قوميون، إسلاميون، أحزاب، منظمات، وحتى الدولة أحياناً، كلهم بصوت واحد مع المقاومة. وكانوا جميعاً معزين في استشهاد هنية، من دون حسابات، وهي ظاهرة غريبة على نخبة تتصارع حول كل شيء، وتحوّله إلى مادة خلاف أيديولوجي.

مقتل هنية كان موجعاً بالفعل، تحسه في أصوات الناس وتعليقاتهم، برغم محدودية رد الفعل في الشارع، وخفوت صوت الغضب. ولكن لذلك ربما مبررات أو تفسيرات أخرى.

ما قاله متظاهرون أمام السفارة الأميركية بتونس، أول من أمس، عن أن قتل هنية لن يضعف المقاومة، بل إن تاريخها يؤكد أنها كانت دائماً تعود أقوى، هو نفس ما أكدته "حماس" في بيانها في اليوم نفسه، في رسالة طمأنة مهمة للغاية في هذا التوقيت الدقيق من الصراع في قطاع غزة. وشدّد بيان "حماس" على أن الحركة "تمتاز بمؤسسيتها العالية، وشوريتها الراسخة التي عكستها الوقائع والأحداث خلال العقود الماضية التي شهدت استشهاد عدد من قياداتها، إذ كانت تسارع إلى اختيار بدائل عنهم وفق لوائح وأنظمة الحركة".

وهذا عامل مهم جداً في استمرارية المقاومة، وتطورها وثباتها وقدرتها على التفاعل مع التطورات الكبرى التي تواجهها. وتفسر بالتأكيد كيف تتمكن حركة مقاومة مشتتة بين البلدان، من التواصل والتنسيق العالي واتخاذ قرارات مصيرية باستمرار، من دون أن تتصدع أو تدب فيها الخلافات، التي تعصف بمؤسسات ودول أحياناً. ولذلك، فلن يكون رحيل هنية نهاية للمقاومة كما يتمنى اللاعب الأميركي الذي أعطى بالتأكيد ضوءه الأخضر للكيان المارق لينفذ اغتياله الجبان، هذا إذا لم تكن هي أصلاً من نفّذت العملية.

وبكل العنصرية والعنجهية المعروفة عنها، تقول الإدارة الأميركية، الجمعة الماضي، إن الرئيس جو بايدن تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأعاد تأكيد التزامه بأمن إسرائيل في مواجهة كافة التهديدات من إيران، بما في ذلك من "الجماعات الإرهابية" الوكيلة مثل "حماس" وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن. وتطرق بايدن إلى الجهود الرامية إلى دعم دفاع إسرائيل ضد التهديدات، بما في ذلك ضد الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، فيما يتضمن هذا الدعم عمليات نشر دفاعية جديدة للجيش الأميركي في الشرق الأوسط.