تمكن الأمن المغربي، الاثنين، من اعتقال ستة متطرفين، من بينهم معتقلين سابقين في قضايا الإرهاب والتطرف، وذلك في حدث هو الثاني من نوعه في أقل من أسبوع.
وكشفت المديرية العامة للأمن الوطني، ليلة الاثنين، أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تمكنت، بناء على معلومات دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات)، من توقيف ستة أشخاص متطرفين تتراوح أعمارهم ما بين 23 و39 سنة، أربعة منهم معتقلون سابقون في قضايا الإرهاب والتطرف وشخص واحد في جرائم المخدرات، وذلك للاشتباه في تورطهم في افتعال حوادث سير وهمية بغرض النصب على شركات التأمين وتسخير العائدات الإجرامية في تمويل مشاريع إرهابية.
وجاء اعتقال المشتبه فيهم الستة بمدينة سلا القريبة من العاصمة المغربية الرباط، وذلك بعد الاشتباه في حملهم لمشاريع ومخططات متطرفة، تتمثل في افتعال حوادث سير وهمية باستعمال دراجات نارية وسيارات والتصريح بها لشركات التأمين، من أجل الحصول على مبالغ التعويض التي يصنفونها ضمن خانة "الاستحلال والفيء"، وذلك لتسخيرها لأغراض تمويل أهداف إرهابية تنطوي على المس الخطير بالنظام العام، بحسب المديرية العامة.
وقالت، في بيان لها، إن عمليات التفتيش المنجزة بمنازل المشتبه فيهم أسفرت عن حجز دراجة نارية كانت تستخدم في حوادث السير الوهمية المصرح بحدوثها، وشهادات طبية ونسخ عديدة منها مسجلة في اسم الموقوفين وكذا الأغيار، ونسخ من محاضر لحوادث السير، وشرائح تخزين المعطيات الرقمية، وأجهزة معلوماتية، ومؤلفات ذات حمولة متطرفة، بالإضافة إلى تسعة أقراص طبية مخدرة.
إلى ذلك، تم إخضاع المشتبه فيهم لبحث قضائي من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب والتطرف، وذلك لتحديد جميع الحوادث المرورية الوهمية المصرح بها، ورصد حجم وقيمة المبالغ المالية المتوصل بها عن طريق هذا الأسلوب الاحتيالي، فضلاً عن الكشف عن تقاطعات وارتباطات هذه الأفعال الإجرامية مع قضايا تمويل الإرهاب والتخطيط لأهداف إرهابية.
ويأتي ذلك، بعد أسبوع عن تمكن السلطات الأمنية المغربية من اعتقال عنصرين مواليين لـتنظيم"داعش" الإرهابي، أحدهما معتقل سابق بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب، بعد عودته من الساحة السورية العراقية، حيث انخرط في صفوف هذا التنظيم الإرهابي.
وكشف المكتب المركزي للأبحاث القضائية (المكلف بمحاربة الإرهاب) أن العنصرين خططا لتنفيذ عمليات إرهابية بالغة الخطورة داخل المملكة، تستهدف منشآت حيوية ومقرات أمنية وثكنات عسكرية، وذلك خدمة لأجندة هذا التنظيم الإرهابي.
وتواجه السلطات المغربية في حربها ضد الإرهاب تحديات متزايدة بفعل تنامي ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة والعدوان الخارجي والتدخل الأجنبي، فضلاً عن التطور السريع الذي عرفه الإرهاب الإلكتروني.
وتمكّنت السلطات الأمنية المغربية منذ تفجيرات 16 مايو/ أيار 2003 الإرهابية، من اعتقال مجموعه 210 خلايا إرهابية، على خلفية إيقاف ما يزيد على 4304 أشخاص منها.
ومنذ عام 2013، اعتقلت 88 خلية على ارتباط وطيد بالمجموعات الإرهابية في العراق وسورية، لا سيما تنظيم "داعش"، كما تم إحباط ما يزيد على 500 مشروع تخريبي.
كذلك تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية من إيقاف 1347 شخصاً، في إطار قضايا الإرهاب، منهم 54 شخصاً من ذوي السوابق القضائية، و14 امرأة و34 قاصراً.
ومنذ صدمة أحداث الدار البيضاء الإرهابية، التي جاءت في سياق دولي متسم بارتفاع تحدي الجماعات المتطرفة، خصوصاً بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، سارعت الأجهزة الأمنية المغربية إلى تغيير تعاملها مع خطر الإرهاب، باعتماد مقاربة استباقية، كان من ملامحها الرئيسة تفكيك الخلايا الإرهابية قبل وصولها إلى مرحلة التنفيذ.