المغرب يعلن اعتقال خلية موالية لـ"داعش" بتنسيق مع إسبانيا

تمكّن الأمن المغربي، في عملية أمنية مشتركة مع المفوضية العامة للاستعلامات الإسبانية، اليوم الأربعاء، من اعتقال خلية إرهابية موالية لتنظيم "داعش"، تتكون من ثلاثة عناصر ينشطون في كل من إسبانيا والمغرب.

وأعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية (المكلف بمحاربة الإرهاب) أن عمليات التدخل التي باشرتها عناصر القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية)، قد أسفرت عن توقيف أحد العناصر جنوب المغرب، بشكل متزامن مع إلقاء السلطات الإسبانية القبض على عنصريين آخرين ينشطان في إطار نفس الخلية الإرهابية بألميريا.

وأفاد المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في بيان له، أن الأبحاث المنجزة توصلت أن "الأشخاص الموقوفين في هذه القضية، قد بايعوا تنظيم (داعش)، وكانوا ينشطون في نشر وترويج الفكر المتطرف بغرض التجنيد والاستقطاب، كما أبدوا استعدادهم للانخراط في عمليات إرهابية بعد تعذّر التحاقهم بمعاقل هذا التنظيم الإرهابي بمنطقة الساحل، وأنه تربطهم علاقات مع مقاتلين مكلفين بتجنيد وتسهيل دخول المتطوعين للقتال لهذه المنطقة".

إلى ذلك، تم وضع الشخص الموقوف بالمغرب تحت الحراسة النظرية على خلفية البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب والتطرف، بينما ستتكلف السلطات الإسبانية المختصة بإجراء الأبحاث والتحقيقات اللازمة مع عضوي هذه الخلية الموقوفين بإسبانيا.

في السياق، أوضح المكتب أن العملية الأمنية المشتركة مع الأمن الإسباني تندرج في إطار التنسيق الأمني المتواصل والمتميز بين المصالح الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية، حرصاً على تحييد جميع المخاطر والتهديدات الإرهابية المحدقة بالبلدين، وسعياً كذلك لتعزيز التعاون الثنائي لفك الارتباطات القائمة بين الخلايا الإرهابية التي تنشط بين البلدين.

أخبار

التحديثات الحية

المغرب يطوي خلافه مع الاتحاد الأوروبي: تأكيد على تعزيز الشراكة

وترتبط الرباط ومدريد باتفاقية تعاون في مجال مكافحة الجريمة، جرى توقيعها في 13 فبراير/شباط 2019، تنص على تطوير التعاون بين الجانبين في مجال مكافحة 18 نوعاً من الأفعال الإجرامية، وعلى رأسها الإرهاب، والجرائم التي تمس حياة الناس وسلامتهم الجسدية، والاعتقال والاختطاف غير القانونيين.

كما تشمل الاتفاقية الأمنية الموقعة بين المغرب وإسبانيا الجرائم الواقعة على الممتلكات، والاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية والسلائف (المواد الأولية اللازمة لتحضير بعض أنواع المخدرات أو المتفجرات)، والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، والاستغلال الجنسي للأطفال، ونشر مواد إباحية بمشاركة قاصرين وإنتاجها أو توزيعها أو حيازتها.

وعلى امتداد السنوات الماضية، تمكن المغرب وإسبانيا من تفكيك عدد من الخلايا الناشطة في البلدين، بفضل تعاونهما المكثف وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية، لا سيما في مجال محاربة شبكات استقطاب مقاتلين لمصلحة المجموعات المتشددة.

وفيما تصف الرباط ومدريد تعاونهما بـ"المستوى العالي والنموذجي"، وتقولان إنّ شراكتهما الأمنية "مبنية على المسؤولية المشتركة والثقة المتبادلة"، تكشف الأرقام أن التعاون الأمني والاستخباري مكّن البلدين من تنفيذ أكثر من 21 عملية مشتركة في مجال مكافحة الإرهاب منذ عام 2014.