المغرب يشتكي من "استفزازات" خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب.. والجزائر تنفي خرق البروتوكول

30 أكتوبر 2022
زيارة بوريطة الأولى من نوعها منذ قطع الجزائر العلاقات مع المغرب (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

اشتكى الوفد المغربي المشارك في أشغال اجتماع مجلس وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية بالجزائر، السبت، من "استفزازات وخروقات بروتوكولية وتنظيمية متنافية مع الأعراف الدبلوماسية والممارسات المعمول بها في الاجتماعات"، في صورة أخرى من صور التوتر والخلافات العميقة التي تعرفها العلاقات بين البلدين الجارين. بينما نفت الجزائر خرق البروتوكول.

وقال مصدر رفيع في وزارة الخارجية المغربية لـ"العربي الجديد"، إن الوفد المغربي المشارك في اجتماع وزراء الخارجية "مستاء جداً من الطريقة التي تعاملت بها البلاد المستضيفة للقمة خلال استقبال الوفد المغربي، بعد أن تعرّض للإقصاء والتهميش".

وأضاف المصدر، الذي اشترط عدم كشف هويته، أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة والوفد المرافق له لم يُستقبَلوا رسمياً عند وصولهم إلى مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائرية، كما جرت العادة، وهو ما يُعتبَر خرقاً للبروتوكول والأعراف المعمول بها بالاجتماعات التي تنظم في إطار جامعة الدول العربية.

كذلك تعرّض الوفد المغربي لـ"التهميش والإقصاء المتعمدين خلال جميع الأنشطة الموازية للاجتماعات التحضيرية"، وفق المصدر ذاته، لافتاً إلى أن من شأن "تلك التجاوزات أن تحدث ارتباكاً جسيماً في ما بقي من أشغال القمة العربية".

في المقابل، قال مصدر دبلوماسي جزائري مأذون لـ"العربي الجديد"، إن "مراسم الاستقبال التي حظي بها وزير الخارجية المغربي، هي نفسها التي خُصّت بها باقي الوفود العربية المشاركة، التي أعربت جميعها عن ارتياحها لحسن الاستقبال والمرافقة منذ وصولها وخلال إقامتها في الجزائر".

وبشأن وجود "خروقات بروتوكولية"، قال المصدر الجزائري، الذي فضّل عدم كشف هويته، إن "هذه المزاعم من نسج خيال مدعيها، وليس لها أي أساس من الصحة، وخلافاً لهذا الادعاء، فإن الوزير المغربي نفسه حرص على تقديم الشكر للجزائر على حسن الاستقبال وكرم الضيافة في أثناء مداخلته خلال أشغال الاجتماع الوزاري".

وأشار إلى أنه بالنسبة إلى "الترتيب البروتوكولي للوفود خلال الاجتماعات الرسمية، أو المأدبات المنظمة على شرف الوفود، الجزائر عملت بمبدأ الترتيب المعتمد من قبل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية".

وفي تصريح له أمام الصحافيين، قال بوريطة: "إذا تجاوزنا الخلافات الجانبية والاستفزازات التي لا حاجة منها، وإذا البلد المضيف (الجزائر) تعامل وفق القواعد التي تحكم القمم، سواء من الناحية البروتوكولية أو من ناحية الأعراف، يمكن نجاح القمة"، محذراً من أنه "إن كان التلاعب بكل هذه القواعد، فالأكيد سيكون الفشل مصير هذه القمة".

إلى ذلك، نفت وكالة المغرب العربي للأنباء (رسمية) مغادرة بوريطة والوفد المرافق له مكان اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية في دورتها الـ31 المقرر عقدها يومي 1 و2 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بالجزائر إثر خلاف مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة.

وقالت الوكالة، استناداً إلى مصدر دبلوماسي مغربي، إن الوفد المغربي بقي داخل القاعة واحتج على استعمال خريطة المغرب غير المعتمدة من قبل الجامعة العربية، كما هو متعارف عليها، من قبل قناة جزائرية، ما اضطر الجامعة العربية الى إصدار بيان توضيحي، ورئاسة الجلسة إلى تقديم اعتذار.

ونفى بيان الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن يكون لها أي شركاء إعلاميين في تغطية أعمال القمة العربية الـ31 بالجزائر. وأكدت الأمانة العامة أن "الجامعة العربية لا تعتمد خريطةً رسمية مبيناً عليها الحدود السياسية للدول العربية، وأنها تتبنى خريطة للوطن العربي دون إظهار للحدود بين الدول، تعزيزاً لمفهوم الوحدة العربية".

ودعت الأمانة العامة للجامعة العربية جميع وسائل الإعلام إلى "توخي الحرص الشديد في نسبة المعلومات المنشورة على مواقعها للجامعة العربية، أو مؤسساتها". ولاحقاً اعتذرت قناة الجزائر الدولية في بيان لها، عن استخدامها لخريطة الوطن العربي، غير تلك المعتمدة من قبل جامعة الدول العربية.

وكان وزير الخارجية المغربي قد وصل مساء السبت إلى الجزائر، في أول زيارة لمسؤول مغربي منذ قرار السلطات الجزائرية قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 24 أغسطس/ آب 2021 وإغلاق مجالها الجوي في سبتمبر/ أيلول 2021.

وتستمر صباح اليوم الأحد الجلسة التشاورية لوزراء الخارجية العرب، لضبط جدول أعمال القمة واللوائح والقرارات التي سترفع إلى مؤتمر القمة على مستوى القادة الذي يعقد الثلاثاء المقبل، حيث طرحت عدة مقترحات التي لم يكن قد طرحت للنقاش في السابق، على غرار اعتماد آلية عربية للمؤسسات الناشئة.

المساهمون