المغرب في قلب حملة الانتخابات الجزائرية... تحذيرات من المشاكل ودعوات للتكامل

26 مايو 2021
مقري يحذر من استغلال المغرب من قبل الكيان الصهيوني للتآمر على الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -

أقحم قادة الأحزاب السياسية في الجزائر، الخلافات الجزائرية المغربية والتطورات المرتبطة بملف التطبيع، في الخطابات والقضايا التي تم التطرق إليها في التجمعات الشعبية، بمناسبة الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة في 12 يونيو/حزيران المقبل.

وقال رئيس حركة "مجتمع السلم" عبد الرزاق مقري، في تجمع شعبي، عقده في ولاية بشار قرب الحدود الغربية مع المملكة المغربية، إنه يستغل تواجده في هذه المنطقة الحدودية، ليوجه رسالة إلى السلطات المغربية للعدول عن قرار التطبيع. 

كما دعا من وصفهم "بالأشقاء المغاربة إلى أن يعودوا لعقلهم ورشدهم ويضعوا في أذهانهم أن مستقبلهم مع الجزائر"، محذراً من أن يتم استغلال المغرب من قبل الكيان الصهيوني، للتآمر على الجزائر، وذكر أن "كل تآمر على الجزائر سيضر بهم أكثر مما يضر بالجزائر".

وأوضح رئيس أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر: "إنكم بالتأكيد مخطئون إن كنتم تعتقدون أنكم ستنالون من الجزائر، فالشعب والدّولة جبهة واحدة وصف واحد ضد الكيان الصهيوني، ولن تستطيعوا التفريق بين الشعب المغربي والجزائري".

 وأكد أن "استعانة المغرب بالصهاينة، ضمن مسار التطبيع، لن تخدمهم كون الكيان الصهيوني يدمر أي بلاد يحل فيها، وأن التطبيع مع الكيان الصهيوني يدمر الاقتصاد والتعليم، مشدداً على أنه لم ينفع مصر والأردن ولن ينفع المطبعين الجدد مثل المغرب".

وكان حزب العدالة والتنمية المغربي، قد وجه قبل شهر رسالة إلى مقري، تتضمن عتاباً، عن الانتقادات الحادة التي وجهها إلى قيادة الحزب المغربي بعد توقيع رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني على اتفاق التطبيع، خاصة وأن قيادتَي الحزبين تشتركان معاً في بعض الهيئات العاملة في المجال الإسلامي والبرلمان الإسلامي، وتنتميان إلى نفس المدرسة السياسية والفكرية، لكن مقري رفض الرد حينها على هذه الرسالة.

من جهته، قال رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني إنه ليست من مصلحة الجزائر والمغرب العودة إلى مرحلة توترات على غرار حرب الرمال سنوات الستينيات، مشدداً على أن الجزائريين ورغم اختلافاتهم، لا يقبلون أي  مساس باستقرار البلاد.

 وقال: "يجب على النظام المغربي الحذر من تحدي الجزائر، وحذاري من محاولة اللعب مع الجزائر مرة ثانية بعد حرب الرمال (1963)، رغم أن الجزائر آنذاك كانت منهكة وحديثة الاستقلال". 

وأشار  إلى أن الأمور تغيرت والجزائر لا تريد مشاكل مع جيرانها، ولا تريد أن يعبث أحد بأمنها واستقرارها، واستشهد بقرار زعيم جبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد بتوقيف الخلاف الداخلي مع السلطة عام 1963، وتوحيد الجبهة الداخلية للرد على الاعتداء المغربي في حرب الرمال الأولى في تلك السنة.

وأكد رئيس جبهة المستقبل بلعيد عبد العزيز، في تجمع انتخابي، عقده في منطقة المسيلة وسط البلاد، أن حزبه يرافع من أجل أن يكون الفضاء المغاربي فضاء للتعاون بين الدول المغاربية وتحويل المقدرات الموجودة لصالح شعوب المنطقة، وإبعاد القوى التي تعيش تفقير الشعوب. 

وأشار إلى أن الجزائريين والطبقة السياسية مدركون لكل الأبعاد المرتبطة بالتطورات الجارية في دول الجوار على اختلافها، بما فيها وجود قوى لا تريد الخير للجزائر،" وهو ما يفرض علينا الوحدة والعمل معا أولا لبناء دولة قوية، ولمواجهة التهديدات والمؤامرات الرامية إلى زعزعة استقرار البلاد".

ويستغل قادة الأحزاب السياسية تواجدهم في إطار الحملة الانتخابية في المناطق القريبة من الحدود مع المغرب، للحديث عن ملف العلاقات والخلافات والحدود بين الجزائر والمغرب، في أفق التطورات وكذا المستقبل، لكن اللافت أن مواقف وخطاب الأحزاب الجزائرية سواء بمناسبة الحملة الانتخابية أو غيرها، تظل منسجمة مع الخطاب الرسمي للدولة، دون أي حياد عنه، مع فارق تركيز الأحزاب الموالية على مهاجمة النظام المغربي، فيما تطرح أحزاب معتدلة ومستقلة عن السلطة خطاباً أقل حدة إزاء المغرب وتركز على ضرورات التكامل الاقتصادي.

المساهمون