أثار توجه حزب "الأصالة والمعاصرة"، ثاني أكبر حزب في البرلمان المغربي، نحو ترشيح رئيس "جمعية الصداقة المغربية الإسرائيلية"، سيمون سكيرا، في الانتخابات المحلية القادمة، موجة غضب في صفوف مناهضي التطبيع مع إسرائيل في البلاد.
واعتبر "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، اليوم الخميس، أنّ ترشيح حزب "الإصالة والمعاصرة" لسكيرا، خلال الانتخابات المحلية المقبلة، يروم "تمرير المكون الصهيوني بالمؤسسات الدستورية المنتخبة بالمغرب.. في إطار عملية كبرى لقرصنة المكون العبري بالدستور منذ 10 سنوات عبر عدد من التحركات المتعددة المحاور سياسياً إعلامياً دبلوماسياً".
وقال المرصد المغربي، في بيان له نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك "، إنّ "صهينة المكون العبري عملية جد خطيرة على بنية النسق السياسي المغربي وعلى موقع وموقف ومسؤوليات الدولة المغربية تجاه شعبها وتجاه الأمة وتجاه فلسطين والقدس، التي يرأس المغرب لجنتها منذ أكثر من 45 سنة".
وفي السياق، أبدى رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، أحمد ويحمان، في حديث مع "العربي الجديد "، استغرابه من إقدام "الأصالة والمعاصرة" على ترشيح "مجرم حرب"، مشيراً إلى أنّ سكيرا "عضو في جيش الحرب الصهيوني، ويفتخر بأنه مجند فيه وبأنه جريح الجيش الإرهابي في حرب 1973 التي سقط لنا فيها شهداء من الجيش المغربي ومن الفدائيين المغاربة على رأسهم العقيد الشهيد العلام".
وتابع ويحمان: "دماء الشهيد العلام ستكون في رقبة من يرشح هذا الإرهابي الذي يدعي أنه يرأس جمعية الصداقة المغربية الإسرائيلية، ولأن جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم، فنحن نطالب بمحاكمته وليس بترشيحه ليدخل إلى التمثيلية الشعبية فيما مكانه الحقيقي هو العدالة لتقول كلمتها فيه".
ويأتي ذلك في وقت تواترت فيه أنباء عن ترشيح رئيس اليهود المغاربة المقيمين بفرنسا، الذي كان قد انتمى في وقت سابق إلى حزبي "جبهة القوى الديمقراطية" (اليساري) و"التجمع الوطني للأحرار"، خلال الانتخابات المحلية المقبلة لخوض السباق المؤدي إلى رئاسة أكبر جهة بالمغرب وهي الدار البيضاء.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإنّ المفاوضات بين قيادة "الأصالة والمعاصرة" المعارض وسكيرا بلغت أشواطاً متقدمة بعد الجلسة التي جمعت، الأسبوع الماضي، هذا الأخير بالأمين العام للحزب عبد اللطيف وهبي، مشيرة إلى أن الحزب يدرس حالياً الموضوع وله إرادة لترشيحه خلال محطة الانتخابات المنتظرة صيف السنة الحالية.
وكان المغرب قد وقع في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اتفاقاً ثلاثياً مع الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، تم بموجبه استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب.