المغرب: رفض لقرار السلطات منع مسيرة تضامنية مع فلسطين

20 مايو 2021
السلطات قررت منع التظاهر بدعوى الطوارئ الصحية (جلال مرشيدي/الأناضول)
+ الخط -

أعلنت "مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين"، اليوم الخميس، رفضها لقرار السلطات المغربية منع المسيرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني، المزمع تنظيمها يوم الأحد المقبل بالعاصمة الرباط.

وقالت "مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين"، في ندوة صحافية نظمتها اليوم الخميس: "نعلن رفضنا الشديد لمنطق السلطوية في منع حق الشعب المغربي في التعبير بالتظاهر عن تضامنه مع شعب فلسطين، وتبنيه لخيار المقاومة الشاملة، ورفضه لكل أشكال التطبيع والهرولة".

وأبدت المجموعة تشبثها بـ"الحق في تنظيم مسيرة التضامن، التي اختارت لها شعار "الشعب المغربي مع المقاومة.. وضد التطبيع، ومن أجل إلغاء اتفاقات العار وطرد الصهاينة من المغرب"، داعية السلطات المغربية إلى مراجعة قرار المنع "غير المقبول"، و"الانتصار لنداء العقل والضمير والوجدان الشعبي والإنساني لتفويت الفرصة على من يراهنون على المزيد من قرصنة القرار المركزي وتصوير المغرب وكأنه صار ملحقة أميركية أو جنة تطبيعية للصهاينة".

إلى ذلك، وصف عبد القادر العلمي، منسق المجموعة، قرار المنع بأنه "انتكاسة وسقطة كبيرة للسلطات العمومية، وانكشاف لتهافت سقفها السياسي الذي فوت على نفسه فرصة قوية لاستعادة شيء من الكرامة الوطنية التي تم هدرها بمداد التوقيع على اتفاق الشؤم التطبيعي باسم قضية الصحراء الوطنية الأولى".

وقال العلمي، خلال الندوة الصحافية، إن المغرب "لا يمكن أن يبقى خارج تفاعل شعوب الأمة والإنسانية إزاء ما يجري من مجازر وحشية همجية يقود ركبها كيان صهيون بقيادته الإرهابية العنصرية"، مؤكدا أن "المغرب يتقلد مسؤوليات جساما في لجنة القدس وفي المنتظم الدولي تملي عليه حتمية الرقي بالموقف الرسمي والشعبي معا نحو ما تقتضيه تلك المسؤوليات من الوفاء لفلسطين بنفس القدر الذي يكون فيه الوفاء للوطن وقضاياه".

وكانت السلطات المغربية قد قررت، أمس الأربعاء، منع المسيرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني، بدعوى "تجنب كل ما من شأنه خرق مقتضيات حالة الطوارئ الصحية" المفروضة في البلاد لمواجهة تفشي فيروس كورونا الجديد.

وأعلنت السلطات عن منع أي تجمهر أو تجمع بالشارع العام "تجنبا لكل ما من شأنه خرق مقتضيات حالة الطوارئ الصحية، وحرصا على الالتزام بالتدابير الهادفة إلى حماية صحة المواطنات والمواطنين وضمان سلامتهم، وبالنظر للتأثيرات السلبية على الحالة الوبائية التي يمكن أن تسهم فيها التجمعات بالطرق والشوارع العمومية".

وعرف المغرب، خلال الأيام الماضية، فعاليات عدة للتضامن مع الفلسطينيين، كان أقواها ما عاشته أكثر من 46 مدينة مغربية، مساء الأحد الماضي، من تظاهرات للتضامن مع الفلسطينيين في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، وللتنديد بالعدوان الإسرائيلي المستمر منذ 10 أيام، وبالتطبيع.

واعتبر أحمد ويحمان، رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع مع إسرائيل"، في تصريحات سابقة لـ"العريي الجديد"، قرار المنع "اعتداء"، وذلك بالتزامن مع "الهجمة الشرسة للمشروع الصهيوني الذي يراهن على ضرب أهم ما يوحد المغرب، ممثلا في الإسلام والعروبة والدولة"، مضيفا: "منع المسيرة بدعوى كورونا مجرد شماعة يتم تعليق القرار عليها. لن نقبل بذلك، وسنواصل كفاحنا من أجل إسقاط التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال وطرد الجواسيس الإسرائيليين".

وسبق للمغرب أن أكد أنه "يتابع بقلق بالغ الأحداث العنيفة المتواترة في القدس الشريف وفي المسجد الأقصى، وما شهدته باحاته من اقتحام وترويع للمصلين الآمنين خلال شهر رمضان المبارك".

وأوضحت وزارة الخارجية المغربية أن المملكة، التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس لجنة القدس، تعتبر هذه الانتهاكات "عملا مرفوضا ومن شأنها أن تزيد من حدة التوتر والاحتقان".

كما بعث المغرب 40 طنا من المساعدات الإنسانية، تتألف من مواد غذائية أساسية (30 طنا)، وأدوية للعلاجات الطارئة وأغطية (10 أطنان)، وتم أمس إدخال نصفها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.

المساهمون