انتخب إدريس لشكر، مساء السبت، كاتبًا أول (أمينا عاما) لحزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، أكبر أحزاب اليسار في المغرب، وأول قوة سياسية معارضة في البلاد، لولاية ثالثة على التوالي.
جاء ذلك في اليوم الثاني من المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب المنعقد منذ أمس الجمعة بمدينة بوزنيقة (30 كيلومترا جنوب العاصمة الرباط بوسط المغرب).
وكسب لشكر، انتخابات الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي بعد حصوله على 1158 صوتا مقابل 77 صوتا لمنافسه طارق سلام، فيما تم إلغاء 109 أصوات.
وفي كلمة له بعد إعلان فوزه بولاية ثالثة على التوالي، اعتبر لشكر أنّ إعادة انتخابه "تدشن انطلاقة جديدة في مسيرة تؤسس للتحرير والانعتاق الاجتماعي"، داعياً منافسيه في سباق الزعامة، وكافة الاتحاديين، إلى نسيان الماضي، وإلى ما سماها "الاستباقية لجعل الحزب في مقدمة معركة التحديث والتطوير، وجعل الحزب سبّاقاً في التعاطي مع تحديات المراحل المقبلة لكسب الرهانات التنموية بالتوجه إلى المستقبل ونسيان المنافسة على المسؤوليات".
وكانت الطريق سالكة أمام لشكر للظفر بولاية ثالثة، بعد أن تم استبعاد أبرز منافسيه من السباق الانتخابي إثر قرار لجنة التأهيل في المؤتمر الوطني الـ 11 للاتحاد الاشتراكي، ليل الجمعة، حصر المنافسة على منصب الكاتب الأول للحزب بين الكاتب الأول المنتهية ولايته، وعضو الحزب المقيم في إسبانيا طارق سلام.
في حين تم إسقاط اسم البرلمانية السابقة حسناء أبو زيد، التي كانت من أبرز المنافسين للشكر، من لائحة المرشحين للكتابة الأولى للحزب الاشتراكي بسبب "تغيبها" عن المؤتمر، كما تم استبعاد كل من الوزير السابق وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي عبد الكريم بنعتيق، وعضو المجلس الوطني محمد بوبكري، والرئيس السابق للكتلة النيابية للحزب، شقران إمام بعد أن سحبوا ترشيحاتهم.
وسبق للشكر أن صرح أكثر من مرة بأنه غير معني بالترشح من جديد لقيادة "الاتحاد الاشتراكي"، خاصة أن قوانين الحزب لا تسمح بأكثر من ولايتين، لكنه عاد وأعلن في برنامج إذاعي أن "المؤتمر سيد نفسه".
وفيما يشدد أنصار لشكر على أن إعادة انتخابه على رأس الحزب ستمكن من مواصلة إعادة قوة الحزب التنظيمية والسياسية والانتخابية، عاش حزب الاتحاد الاشتراكي منذ أسابيع، على وقع خلافات حادة وصل صداها إلى ردهات المحاكم، على خلفية إقرار المجلس الوطني (برلمان الحزب) تعديلات على قانون الحزب اعتبرت على مقاس لشكر، وأنها تطوع القانون على هوى لشكر وأنصاره، بعدما تحكم في مفاصل الحزب التنظيمية، كما أنها تتعارض مع قيم الحزب.
وبدأ لشكر حياته السياسية في شبيبة الحزب قبل أن ينتخب نائبا عن الرباط، ويعين في يناير/ كانون الثاني 2010 وحتى 2011 وزيرا مكلفا بالعلاقات مع البرلمان. وفي ديسمبر/ كانون الأول عام 2012 انتخب، خلال المؤتمر التاسع للحزب، كاتبا أول، وهو المنصب الذي حافظ عليه في المؤتمر العاشر في 19 مايو/ أيار 2017.