فرضت قوات المعارضة السورية، اليوم الخميس، سيطرتها على نقاط للنظام وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في مناطق متفرقة بحلب وريفها، تزامناً مع إعلانها عن بدء معركة جديدة ضد النظام في سهل الغاب بريف حماه.
وأوضحت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد"، أنّ "فصائل غرفة عمليات فتح حلب تمكّنت من استعادة السيطرة على خمس نقاط لتنظيم الدولة، على جبهة قرية أم القرى في ريف حلب الشمالي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن إصابة 12 مقاتلاً من لواء السلطان مراد".
وكان ريف حلب الشمالي قد شهد تصعيداً، أخيراً، حين تسلل عناصر "داعش" إلى جبهة أم حوش، بعد عدة أيام على تسلل آخرين إلى مدينة مارع، في ظل معارك كرّ وفرّ بين الطرفين، بدأت قبل أكثر من شهرين، على خلفية تنفيذ تنظيم الدولة هجوماً مفاجئاً على مواقع المعارضة في ريف حلب الشمالي.
وفي سياق متصل، أعلنت حركة "نور الدين الزنكي"، بالاشتراك مع تجمع "فاستقم كما أُمرت" ولواء "حلب المدينة"، عن استعادتها نقاطاً كانت قوات النظام قد سيطرت عليها، اليوم، على جبهة حيّ صلاح الدين، ما أسفر عن مقتل عشرة من عناصر لواء "حلب المدينة" خلال مواجهات دامت خمس ساعات، وأدت إلى مقتل أحد قادتها الميدانيين (أحمد مصطفى كحيل)، وإصابة آخر هو إسماعيل ناصيف.
كذلك، اندلعت مواجهات عنيفة، اليوم، بين قوات النظام وفصائل "فتح حلب" على جبهة منطقة بستان الباشا، شرق حلب، بينما استهدف مقاتلو غرفة العمليات تجمعات النظام في محيط البحوث العلمية، ومنطقة مناشر منيان، قرب حلب الجديدة بقذائف مدفع "جهنم"، موقعين إصابات في صفوف عناصر النظام.
من جانب آخر، أكّد الناشط الإعلامي أحمد الحموي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "جيش الفتح، مدعوماً بفصائل أخرى، استأنف مساء اليوم معاركه ضد قوات النظام في سهل الغاب بريف حماه الغربيّ، بهدف تحرير منطقة القرقور، قرب معسكر جورين، فاستهدف تجمعات النظام ومليشياته هناك بقذائف المدفعية والدبابات وصواريخ غراد، كما دمّر دبابة للأخيرة على حاجز البركة، شمال جورين".
يأتي ذلك بعد يوم واحد من سيطرة المعارضة على قريتي الصفصافة والبحصة في سهل الغاب، فضلاً عن مواقع أخرى، بينها محطة زيزون الحرارية وصوامع المنصورة.
ولا يختلف المشهد اليوميّ لجهة المعارك المستمرة منذ نحو شهر في سهل الغاب، حيث تسيطر المعارضة على قرية ليستعيدها النظام لاحقاً، وسط محاولات متكررة من الطرفين لإمساك زمام المبادرة في المنطقة التي تعدّ إحدى أهم معاقل النظام وحواضنه الشعبية.
كما جددت قوات النظام السوريّ، مساء اليوم الخميس، قصفها بالغازات السامة على حيّ جوبر، شرقيّ دمشق، موقعة عدداً من الإصابات، كما واصلت قصفها مدينة داريا، في وقت قتل فيه ستة من عناصرها هناك.
وقالت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات النظام استهدفت بالغازات السامة، مساء اليوم، جبهة عارفة، المطلّة على ساحة العباسيين في حيّ جوبر، ما أدى إلى إصابة عدة أشخاص بحالات اختناق تمّ إسعافهم إلى طبيّة الحيّ".
كذلك، ألقى طيران النظام المروحيّ، حسب المصادر عينها، أكثر من 12 برميلاً متفجراً، خلال ساعة واحدة على مدينة داريا، غرب دمشق، ترافقت مع قصف بصواريخ أرض ـ أرض من نوع "فيل"، استهدفت مناطق متفرقة في المدينة، إضافة إلى آليات مكتب الخدمات التي كانت تعمل على إزالة آثار القصف الجويّ.
في المقابل، ذكر لواء "شهداء الإسلام" أنّ ستة عناصر لقوات النظام قتلوا، مساء اليوم، خلال اشتباكات بين الطرفين على الجبهة الشمالية لمدينة داريا، وذلك ضمن مجريات معركة "لهيب داريا"، التي بدأت الأحد الفائت، وأعلن عنها أمس.
اقرأ أيضاً: قيادي عسكري: معظم مقاتلي سهل الغاب من "حزب الله"