تحدثت صحيفة "ملليت"، اليوم الاثنين، عن سعي لدى أحزاب في المعارضة التركية لتشكيل تحالف سياسي جديد يهدف لإسقاط الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، المنتظر إجراؤها في العام 2023.
ويأتي التحالف الجديد بعدما شكلت الأحزاب السياسية منذ العام 2018 تحالفين، الأول هو "التحالف الجمهوري" الحاكم، ويضم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم وحليفه حزب "الحركة القومية" وأحزابا صغرى، والتحالف الثاني هو "تحالف الشعب"، الذي يضم حزب "الشعب الجمهوي"، أكبر أحزاب المعارضة، و"الحزب الجيد"، و"حزب السعادة"، وبشكل غير معلن "حزب الشعوب الديمقراطي" الكردي.
وساقت الصحيفة مبررات تشكيل التحالف الجديد، بعدما شهد تحالف المعارضة تصدعا بسبب "حزب الشعوب الديمقراطي" ورفض "الحزب الجيد" اليميني وجوده، فضلا عن انشقاقات في "حزب الشعب الجمهوري" بسبب هذا التحالف.
وبحسب الصحيفة، فإن التحالف الجديد يضم "الحزب الجيد"، وحزبي "دواء" و"المستقبل" المنشقين عن حزب "العدالة والتنمية"، و"حزب السعادة"، و"الحزب الديمقراطي".
وذكّر المصدر ذاته بكلام زعيمة الحزب الجيد ميرال أكشنر، بأن مثل هذا التحالف سيحصل على ما يقرب من 25-30% من الأصوات بسبب تحالف "حزب الشعب الجمهوري" و"حزب الشعوب الديمقراطي".
وأوضحت الصحيفة أن "حزب الشعوب الديمقراطي" الكردي سبق ولوح بتشكيل تحالف ثالث بسبب مواقف "الحزب الجيد"، ولكن هذا الاحتمال غير ممكن لأنه لا توجد أي أحزاب يمكن أن تشارك الحزب الكردي، باستثناء الحزب الجمهوري الذي يشهد بداخله معارضة بسبب هذا التوجه.
وأكدت أن تحالف "حزب الشعب" و"حزب الشعوب" بات ممكنا بعد تصفية المعارضين، مثل المرشح الرئاسي السابق محرم إنجة، الذي استقال وسيعلن في الفترة المقبلة تأسيس حزبه الجديد. وبما أن "الحزب الجيد" غير قادر على المضي قدما في هذا التحالف، فإن جهود المعارضة يمكن أن تتكاتف لتأسيس تحالف ثالث.
وتهدف الأحزاب المشاركة في التحالف الثالث إلى إزالة قلق ومخاوف الناخبين القوميين والمحافظين من التحالف مع الحزب الكردي، ومن ثم منع حصول "التحالف الجمهوري" على الأغلبية الكافية البالغة 301 مقعد في البرلمان من أصل 600، والذهاب بالانتخابات الرئاسية للجولة الثانية.
وحسب الخطة لدى المعارضة، فإن بقاء الانتخابات لجولة ثانية لن يظهر الحزب الكردي على أنه داعم لتحالف المعارضة بشكل علني، وسيتم دعم المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات بعد الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبناء عليه، سيتم إعلان رؤساء الأحزاب المعارضة نوابا للمرشح الرئاسي المنافس لأردوغان، وسيبقى الحزب الكردي داعما لتحالف المعارضة بشكل غير مباشر، وعلى أن الهدف النهائي هو إسقاط الرئيس أردوغان في الانتخابات.
وقد جرى التشكيك بنجاح الخطة التي تعتزم المعارضة تنفيذها، لأن هدفها الوحيد هو إسقاط أردوغان دون تمكن أي حزب من الحكم في البلاد، وبغياب أهداف واضحة جامعة لأطياف المعارضة، باستثناء هدف إسقاط أردوغان.
وخلال عامين تقريبا، شهد الشارع التركي تأسيس أحزاب جديدة منشقة عن التحالف الحاكم، ومن تحالف المعارضة، في تحريك جديد للخريطة السياسية.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تراجع أصوات التحالف الحاكم بسبب تأثيرات جائحة كورونا على الاقتصاد. ومهما يكن، فإن حزب العدالة والتنمية لا يزال المرشح الأبرز لحسم الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، علما أنه يحكم البلاد منذ العام 2002.