المعارضة التركية تسعى إلى لقاء الأسد لحل مشكلة اللاجئين السوريين

02 ديسمبر 2022
أصبح اللاجئون السوريون ورقة بيد المعارضة في وجه حكومة حزب العدالة والتنمية (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن "الحزب الجيد" التركي المعارض، اليوم الجمعة، قراره بتقديم طلب إلى وزارة خارجية النظام في سورية، من أجل اللقاء برئيس النظام بشار الأسد لبحث مسألة اللاجئين.

وصرّح المتحدث باسم الحزب كورشاد زورلو بأن "زعيمة الحزب ميرال أكشنر سبق أن قالت قبل نحو عامين، إنها مستعد للقاء الأسد، وإن الحزب يستعد حاليا لتقديم طلب إلى وزارة الخارجية"، وقد تكون أكشنر على رأس الوفد.

كما أوضح المتحدث أن الشعب التركي سيتمكن من معرفة الخطوات ومراحل اللقاء، التي يتم تحديدها من قبل وزارة خارجية النظام بشفافية، مع تأكيده أن الحزب مصر على هذا اللقاء.

وتعتقد أوساط سياسية وشعبية تركية أن عودة اللاجئين السوريين وحل مشكلة التنظيمات المسلحة في جنوب البلاد (وحدات الحماية الكردية)، يكون عبر الحوار مع النظام وعودة العلاقات معه إلى طبيعتها، وهو ما دفع الحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان لاتخاذ خطوات بهذا الصدد، منها بناء حوار استخباراتي بين أنقرة ودمشق، ومساعٍ لرفع العلاقات إلى الأروقة الدبلوماسية، فأعلن الرئيس أردوغان عدة مرات استعداده للقاء الأسد في حال توفرت الظروف المناسبة، إذ "لا يوجد خصام دائم في السياسة".

وفي السياق نفسه، قال المرشح الرئاسي السابق، رئيس حزب الوطن محرم إنجه، في مؤتمر صحافي، إنه سبق وتقدم بطلب للقاء بشار الأسد، ولكن طلبه لم يلق  قبولا. وهي المرة الأولى التي يعلن فيها عن ذلك.

وأضاف: "على الدولة التركية لقاء الأسد، وهو أمر إيجابي"، واليوم يطلب أردوغان لقاء الأسد "لا نقول له لا تلتقي معه، بل التق به  بأسرع وقت".

وبرر إنجه سبب عدم تمكنه من لقاء الأسد بأنه "لا يتمتع بأي منصب رسمي في الدولة التركية"، مؤكدا أنه سعى للقاء الأسد حين كان مسؤولو البلاد "نياما"، وأن على أردوغان "لقاء الأسد وتعيين السفراء، وإعادة اللاجئين بأسرع وقت، لأن وقت الضيافة طال جدا".

وتعد ورقة اللاجئين السوريين، والمهاجرين غير النظامين، واحدة من أهم وأقوى أوراق المعارضة التركية في مواجهة الحكومة والرئيس أردوغان، خاصة في فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، بعد تأثيرها الملحوظ في الانتخابات المحلية التي جرت في العام 2019، وتمكنت المعارضة من الفوز فيها في كبرى المدن التركية، على رأسها أنقرة وإسطنبول.

ويتسابق السياسيون في تركيا لتحقيق تقدم في هذا المجال عبر مخاطبة الرأي العام التركي، وتحمل المعارضة سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم، لا سيما قطع العلاقات مع النظام، مسؤولية تدهور الأوضاع في سورية، وفي الوقت الذي تدافع فيه الحكومة عن مواقفها، فإنها سعت أيضا إلى فتح حوار استخباراتي مع النظام.

وفي وقت سابق من اليوم، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إنه "لا قرار ملموسا حتى الآن لعقد لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأسد".

وارتفعت التوقعات لعقد لقاءات سياسية بين تركيا والنظام السوري بعدما شهدت السياسة التركية الخارجية، في العامين الأخيرين، تحولات انتهت بمصالحات ولقاءات مع عدة دول، بدءا بالإمارات والسعودية وإسرائيل، وصولا إلى مصر، بعد اجتماع الرئيس أردوغان مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في الدوحة، على هامش افتتاح كأس العالم في قطر قبل نحو أسبوعين.

وسبق لزعيم المعارضة كمال كلجدار أوغلو أن أعلن عدة مرات أن من أولوياته إعادة السوريين إلى بلادهم بالطبل والزمر، بعد عامين من توليه الحكم عقب الانتخابات وتأسيس علاقات مع النظام السوري وعودة عمل السفارات بين البلدين.

المساهمون