المستوطنون يصعدون ضد أهالي الشيخ جراح.. وبن غفير يرفض المغادرة

المستوطنون يصعّدون اعتداءاتهم على أهالي الشيخ جراح.. وبن غفير يرفض المغادرة

15 فبراير 2022
استمرار التوتر في حي الشيخ جراح (مصطفى الخروف/ الأناضول)
+ الخط -

صعّد المستوطنون المتطرفون، في الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء، اعتداءاتهم على الأهالي في "جورة النقاع" المعروفة بـ"كبانية أم هارون" في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وسط استمرار التوتر، عقب رفض عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير مغادرة الحي وإبقاء مكتبه هناك مفتوحاً.

وفجر اليوم، اقتحم عشرات المستوطنين من أتباع بن غفير، مسلحين بالحجارة والسكاكين والآلات الحادة، حي الشيخ جراح، وشرعوا في تحطيم زجاج السيارات، ما خلّف أضراراً في إحدى عشرة سيارة.

وأفاد المواطن محمود السعو من أهالي حي الشيخ جراح، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن المستوطنين المهاجمين نفذوا اعتداءهم، حيث يوجد عضو الكنيست بن غفير، وحيت توجد شرطة الاحتلال التي كانت قد أغلقت الحي أمام الفلسطينيين ونصبت حواجز تفتيش على مداخله لمنع المتضامنين من الوصول إليه.

وأشار السعو إلى أن عدداً من أهالي حي الشيخ جراح حاولوا التصدي للمستوطنين المعتدين، إلا أن هؤلاء بادروا برشهم بغاز الفلفل وإلقاء الحجارة عليهم وعلى منازل المواطنين.

وسبق هذا الاعتداء قيام عشرات المستوطنين بالاعتداء على مركبات الفلسطينيين المارة في شارع رقم واحد المحاذي لحي الشيخ جراح ورشقها بالحجارة والأدوات الحادة، ما ألحق أضراراً ببعض منها، وتسبب بحوادث اصطدام بين عدد من السيارات.

ويتهم المواطنون في حي الشيخ جراح شرطة الاحتلال بالتقاعس عن ردع المستوطنين الذين يعتدون على ممتلكات المقدسيين على مرأى منها.

وهدمت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، منشأة تجارية في بلدة بيت حنينا شمال مدينة القدس، تستخدم كمعرض للسيارات من دون إخطار مسبق، من أجل تغريم مالكها تكاليف الهدم، فيما اقتحمت جرافات لقوات الاحتلال بلدة جبل المكبر في القدس، وسط تحذيرات من تنفيذ عمليات هدم لمنازل أو منشآت.

اقتحام المسجد الأقصى

في غضون ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته، خصوصاً في المنطقة الشرقية منه، واستمعوا لشروحات مزورة حول أسطورة الهيكل المزعوم.

مؤشرات خطيرة حيال المستقبل

وقال مصدر مسؤول في الأوقاف الإسلامية في القدس، لـ"العربي الجديد"، إنه بدا لافتاً، أخيراً، مشاركة أعداد كبيرة من طلاب المعاهد الدينية التلمودية ورؤساء جمعيات استيطانية وكبار حاخامات المستوطنين من الأحزاب القومية الدينية المتطرفة في هذه الاقتحامات وتركزها في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى، ما يحمل مؤشرات خطيرة حيال المستقبل وما تخطط له جمعيات التطرف من استهداف للمسجد وفرض أمر واقع جديد فيه.

وفي هذا السياق، كشف الناشط المقدسي ناصر الهدمي، في تصريحات صحافية، النقاب عن أن العديد من الجمعيات الاستيطانية تعمل في هذه الأيام على تعبئة عناصرها وحشدهم لما تسميه "الهجمة الكبرى" على القدس والمسجد الأقصى في شهر رمضان المقبل، الذي يتزامن مع شهر "نيسان العبري"، وتتخلله خمس مناسبات وأعياد لليهود.

ونبه إلى أن الاحتلال بين نارين: الأولى تنفيذ مخططاته واستراتيجيته في القدس، والثانية تخوفه من ردة الفعل الفلسطينية، فهو يعي تماماً أن المقاومة يدها على الزناد.

وحذر من أنه ما لم تنفجر الأمور في رمضان المقبل، سيفرض الاحتلال واقعاً جديداً، وصلاة دائمة للمستوطنين داخل الأقصى، وخاصة في باب الرحمة.

وفي الضفة الغربية، أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في بيان صحافي بأن مستوطنين حرقوا نقطة تعبئة مياه تابعة لبلدة قريوت جنوب نابلس لمنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم في المنطقة الجنوبية القريبة من مستوطنة مقاومة على أراضي قريوت.

اعتقال أطفال وقيادي في "حماس" 

وفي سياق سلسلة الاعتقالات اليومية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، القيادي في حركة "حماس" والأسير المحرر عبد الجبار جرار من مدينة جنين (شمال)، وسط اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

وأشار مدير نادي الأسير الفلسطيني في جنين منتصر سمور لـ"العربي الجديد" إلى أن جرار أسير محرر أمضى ما يزيد على 13 عاماً في سجون الاحتلال.

كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال شابين من بلدتي العيزرية وعناتا في محافظة القدس، فيما أصيب شاب فلسطيني بقنبلة صوت إثر مواجهات اندلعت بجبل أبو رمان في مدينة الخليل (جنوب)، تزامناً مع اعتقال 3 أطفال من المدينة، وهم الشقيقان تامر ومؤمن حسام أبو عيشة، ومحمد نضال فتحي أبو عيشة.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الطفلين محمد خالد راتب الصليبي وعبد الرحمن نسيم حسين زعاقيق من بلدة بيت أمر شمال الخليل، وفق ما أفاد به الناشط الإعلامي في بيت أمر محمد عوض، في تصريح صحافي.

واعتقلت قوات الاحتلال، اليوم، شاباً من مخيم الأمعري جنوب مدينة البيرة، كما اعتقلت الأسيرين المحررين عبد الله تيسير العاروري، وعادل محمد خصيب من قرية عارورة شمال غرب رام الله، واعتقلت شاباً من بلدة سنجل شمال شرق رام الله.

في حين اعتقل فلسطيني من مخيم عسكر شرق نابلس (شمال)، كما اعتقل شاب من قرية كفر قدوم شرق قلقيلية.

كذلك اعتُقل شاب من مدينة بيت ساحور في بيت لحم (جنوب)، وشاب آخر من قرية حوسان غرب بيت لحم، والطفلان محمد رأفت ديرية وصقر محمد طقاطقة من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم.

وسلمت قوات الاحتلال شاباً من مدينة بيت لحم بلاغاً لمقابلة مخابراتها.

إصابات في مواجهات بمخيم العروب

إلى ذلك، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت، اليوم الثلاثاء، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مخيم العروب شمال الخليل.
وهدمت قوات الاحتلال، اليوم، "بركس" وغرفة زراعية في قرية الفخيت بمسافر يطا جنوب الخليل، تعود ملكيتها إلى منسق لجان الحماية والصمود جنوب الخليل فؤاد العمور.
واستولت قوات الاحتلال، أمس الإثنين، على جرافة أثناء عملها في شق طرق واستصلاح أرض زراعية في بلدة كفر راعي جنوب جنين، واعتدت على طاقم البلدية ووزارة الزراعة.
كما هدمت قوات الاحتلال كراجاً لتصليح المركبات وجرّفت طرقاً زراعية في قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، وفق تصريحات لمسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس.