تفاصيل اعتقال المخابرات التركية قيادياً بحزب "العمال الكردستاني" داخل العراق

11 فبراير 2021
استمرار العمليات التركية لتحييد مسلحي حزب "العمال الكردستاني" (فرانس برس)
+ الخط -

في أول عملية من نوعها، أعلنت أنقرة، أمس الأربعاء، عن اعتقال جهاز المخابرات التركي قياديا بارزا في حزب العمال الكردستاني بمدينة سنجار التابعة لمحافظة نينوى غربي الموصل، شمالي العراق، والتي يمتلك فيها الحزب تواجداً مسلحاً واسعاً منذ عام 2015.

وأثار الإعلان الذي جاء بعد ساعات قليلة من إعلان وزارة الدفاع التركية عن إطلاق عملية "مخلب النسر 2"، ضد مسلحي الحزب بمعاقلهم التقليدية شمالي العراق، جدلاً واسعاً حول طريقة وتفاصيل التنفيذ، وذلك لبعد مدينة سنجار عن الحدود التركية، فضلاً عن موقف حكومة الكاظمي من التطورات الجديدة، وأهمية الشخصية المعتقلة.  

وبحسب ما نشرته وكالة "الأناضول"، فإن "الفرق الأمنية التركية نجحت في إلقاء القبض على إبراهيم باريم، ذي الاسم الحركي (لاشير)، والمسؤول عما يُعرف بقسم الأنشطة اللوجستية للمنظمة، في منطقة سنجار".

وأوضحت الوكالة أن "عملية استجواب باريم، مستمرة في شعبة مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع الاستخبارات الوطنية، ومديرية الأمن في أنقرة، بناء على تعليمات النيابة العامة في العاصمة، مشيرة إلى أن "باريم" "انضم إلى المنظمة الإرهابية في 2015"، وشارك بأنشطة في ولاية وان التركية وعين العرب السورية. 

وحمّل شيرزاد قاسم، وهو عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم بإقليم كردستان العراق، حزب العمال الكردستاني، "مسؤولية ما يجري في أراضي الإقليم"، مضيفاً أنه "يعطي فرصة للجيش التركي بالتقدم وشن الهجمات والغارات، وإقليم كردستان طالب في أكثر من مرة عناصر حزب العمال بمغادرة الإقليم، وعدم تعريض سكانه لمخاطر القصف والهجمات التركية".

وجاء تعليق قاسم رداً على القيادي في حركة "التغيير"، محمود شيخ وهاب، الذي وصف العملية التركية الأخيرة بأنها "تعكس مدى الاستهانة بسيادة العراق"، موضحاً، في تصريحٍ صحافي، أنه "من المخزي ألا يكون هناك موقف لحكومة الإقليم واضح وصريح، ويجب أن يكون الدفاع عن الأرض أغلى من المصالح الشخصية والحزبية". 

 وأوضح وهاب أن "العملية الأخيرة تمت بتوافق بين ثلاثة أطراف هي، أنقرة وبغداد وأربيل، خاصة في ظل عدم وجود تصريح أو إدانة لما جرى". 

وأكد مسؤول محلي في بلدة فايدة الحدودية بين نينوى ودهوك، وهي إحدى المناطق المتنازع على إدارتها بين بغداد وحكومة إقليم كردستان، حصول نشاط جوي شمل طائرات مروحية ومقاتلات حلقت بشكل واسع في اليومين الماضيين اللذين سبقا الإعلان التركي. 

وبين أن التحليق تركز بين بلدة فايدة وسنجار، في إشارة إلى احتمال ارتباطه بالعملية التركية لاعتقال إبراهيم باريم، إلا أن القيادي بحزب العمال الكردستاني كاوة شيخ موس، قال في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن القوات التركية اقتادت باريم من دهوك وليس سنجار".

وأضاف شيخ موس أن "إبراهيم باريم، موجود في دهوك، منذ نحو أربع سنوات، لكنه كان يقاتل في سنجار ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وعقب انتهاء المعارك انتقل الى دهوك وهو ليس قياديا بالمنظمة"، على حد وصفه.

ونفى أن تكون عملية الاعتقال تمت من قبل قوات تركية نفذت إنزالا جويا، وذلك باتهام حكومة إقليم كردستان العراق بأنها هي من سلمته، مضيفاً: "القوات التركية لم تقم بأي إنزال جوي أو عملية عسكرية في سنجار خلال الأيام الماضية، ونتهم سلطات إقليم كردستان بتقديم "إبراهيم باريم" إلى الأتراك".

وتحدث شيخ موس، خلال حديثه، عن تنفيذ القوات التركية سلسلة عمليات داخل العراق باليومين الماضيين شملت مناطق عدة أبرزها سيانه وكويزه وميروكي وكاني ساركي، كما قصف الأتراك "سهل كافية وسهل نهلة" بالطائرات المسيرة والحربية".

 لكن عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ببغداد، كاطع الركابي، أشار إلى أن "المعلومات المتوفرة لدينا بشأن العملية التركية الأخيرة، أنها انطلقت من العراق، أي أن القوات التركية لم تقتحم الحدود بين البلدين، بل إنها تحركت من داخل الأراضي العراقية، من المعسكرات التركية الموجودة في إقليم كردستان. 

وأشار إلى أن الحكومة العراقية لم تحصل على إشعار من القيادة العسكرية التركية، بل سمعت نتائج العملية مثل بقية العراقيين من خلال وسائل الإعلام"، على حد تعبيره، موضحاً، في اتصال مع "العربي الجديد"، أن "العمليات التركية تمثل اعتداء على السيادة العراقية، وتتكرر بشكل يومي، ولا يوجد أي موقف حكومي قوي يواجه هذه التحديات الأمنية".

 وتتواصل العمليات التركية لتحييد مسلحي حزب "العمال الكردستاني" في مناطق حدودية شمالي العراق، ضمن إقليم كردستان، منذ 17 يونيو/ حزيران العام الماضي، عبر عمليات جوية وبرية مختلفة، موقعة خسائر كبيرة في صفوف الحزب، فضلاً عن تدمير البنى التحتية له من مخازن عتاد وذخيرة وأسلحة وسيارات، عبر ضرب أهداف داخل زاخو ومخمور وقنديل وحفتانين شرقي دهوك وشمالي أربيل، ضمن عملية "مخلب النمر" التركية. 

وفي وقتٍ سابق، توغّلت قوات تركية خاصة إلى مناطق في العمق العراقي ضمن جبل كارة قرب محافظة دهوك شمالي العراق، وخاضت اشتباكات عنيفة مع مسلحي الحزب الذين يتخذون من العراق منطلقاً لتنفيذ اعتداءات متكررة داخل الأراضي التركية.

المساهمون