طالب السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل فوري، ووقف إطلاق النار، داعيا إلى عدم السكوت عن هذه "الجريمة"، مكذّبا الاحتلال في محاولته التنصل منها.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده منصور في مقر الأمم المتحدة، الثلاثاء، مع سفراء الدول العربية للأمم المتحدة، وقال: "نقف هنا كسفراء للمجموعة العربية في الأمم المتحدة وندين بأشد العبارات هذه المجزرة التي ارتكبت في المستشفى المعمداني في قطاع غزة"، مشدداً على أنه "لا يجب أن تمر هذه الجريمة المروعة دون محاسبة".
وطالب منصور "مجلس الأمن بالوقف الفوري لإطلاق النار والعدوان على أهلنا"، وأضاف "ولو كان مجلس الأمن قد تحمل مسؤوليته بالأمس لكان بالإمكان وجود هؤلاء الضحايا معنا أحياء بدلا من أن يكونوا أشلاء".
وكان مجلس الأمن الدولي قد فشل في تبني مشروع قرار روسي يطالب بإدخال المساعدات الإنسانية ووقف إنساني لإطلاق النار. ومن المفترض أن يصوت المجلس، الأربعاء، على مشروع آخر، صاغته البرازيل، حول الموضوع.
شدد منصور على ضرورة وقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية "فورا ووقف الترحيل القسري"، مطالبا بمحاسبة المسؤولين عن المجزرة.
وردا على أسئلة صحافية حول ادعاءات جيش الاحتلال، وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي اتهم المقاومة بقصف المستشفى، قال السفير الفلسطيني: "إنه يكذب والناطق الرسمي باسمه (على وسائل التواصل) كان قد غرد أن إسرائيل ضربت المستشفى لأنها كانت تعتقد أن هناك قاعدة لحماس بالقرب من المستشفى، ومن ثم مسح هذه التغريدة ولدينا نسخة منها".
وأضاف: "الآن قاموا بتغيير القصة للوم الفلسطينيين...وقبل أسبوع قال المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي إنه يجب اخلاء المستشفيات وأنها أهداف... وفي واقع الحال قاموا بضرب أحد المستشفيات الأسبوع الماضي"، وناشد المحكمة الجنائية الدولية بـ"تسريع تحقيقاتها حول الانتهاكات الإسرائيلية، وأن تضاف إلى تلك الملفات الانتهاكات الأخيرة".
ومن جهته، شدد السفير الأردني في الأمم المتحدة ورئيس المجموعة العربية للأمم المتحدة للشهر الحالي محمود الحمود على إدانة المجموعة العربية للهجمات، وطالب بوقف إطلاق النار غير المشروط وإدخال المساعدات الإنسانية ومحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم، وقال: "حتى اليوم لم تتم محاسبة أي من المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم التي ارتكبت في الماضي"، مؤكدا ضرورة القيام بذلك، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته.
إلى ذلك، دعت كل من الإمارات وروسيا لاجتماع مفتوح وعاجل لمجلس الأمن، من المقرر أن يعقد اليوم الأربعاء، لمناقشة الأحداث الأخيرة في غزة، واستهداف المستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، والذي أدى إلى قتل وجرح المئات. ومن المفترض أيضاً أن يصوت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار برازيلي حول إدخال المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق نار إنساني.
من جهته، دان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، بأشد العبارات، "الهجوم المروع" على المستشفى، وقدم تعازيه الحارة لعائلات الضحايا.
يشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في طريقه إلى القاهرة قادما من الصين، في زيارة كانت مقررة قبل بضعة أيام.
ومن جهتها، دانت "منظمة الصحة العالمية" التابعة للأمم المتحدة الهجوم على المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في شمال قطاع غزة، والذي أدى إلى مقتل وإصابة المئات. جاء ذلك على لسان المدير العام المنظمة العام تيدروس غيبريسيوس، في تغريدة له على موقع إكس (توتير سابقا)، دعا فيها إلى "توفير الحماية الفورية للمدنيين والرعاية الصحية والعدول عن أوامر الإخلاء من شمال إلى جنوب غزة".
كما دانت المديرة التنفيذية لمنظمة "يونيسف" كاثرين راسل الهجوم في حسابها الرسمي على منصة إكس، ودعت إلى حماية المدنيين "بمن فيهم الأطفال، والبنية التحتية"، كما دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية.
إلى ذلك، غرد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ووكيل الشؤون الإنسانية مارتين غريفيث، على حسابه الرسمي: "وصلت الآن إلى القاهرة وسط أنباء عن تعرض مدرسة ومستشفى لهجوم في غزة اليوم، وقتل مئات الأشخاص.. غزة تتهاوى، وتنهار أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي، ويتم تجريد الناس من كرامتهم". تأتي زيارة غريفيث إلى المنطقة للتفاوض حول المساعدات الإنسانية والوضع في غزة.
وفي بيان لها كانت منظمة الصحة العالمية أيضاً قد دانت بشدة الهجوم على المستشفى، وأشار بيان لها إلى لجوء النازحين والمرضى إلى المستشفى، ولفتت الانتباه إلى أن هذا المستشفى "كان واحدا من 20 مستشفى في شمال قطاع غزة طلب الجيش الإسرائيلي إخلاءها.
وشدد البيان على أنه "من المستحيل تنفيذ تلك الأوامر نظرا لانعدام الأمن والحالة الحرجة للمرضى ونقص سيارات الإسعاف والموظفين"، ودعت المنظمة العالمية إلى "توفير الحماية للمدنيين والطواقم الطبية".