أعلنت "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، التي كانت تحكم الإقليم الإثيوبي سابقاً، سيطرتها بنسبة 100 في المئة على العاصمة ميكيلي، في وقت طالبت ثلاث دول بعقد جلسة علنية طارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن تيغراي، الإقليم الإثيوبي، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية الاثنين.
ورجّحت المصادر، وفق "فرانس برس"، أن يعقد مجلس الأمن هذه الجلسة الطارئة يوم الجمعة، بناء على طلب الولايات المتحدة وأيرلندا وبريطانيا، علماً أنّه منذ اندلع النزاع في تيغراي في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني، لم ينجح الغرب يوماً في عقد جلسة عامة لمجلس الأمن حول الإقليم الواقع في شمال إثيوبيا، ذلك أنّ الدول الأفريقية والصين وروسيا وأعضاء آخرين في المجلس، يعتبرون هذه الأزمة شأناً إثيوبياً داخلياً.
وقالت "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" إنها تجري، اليوم الثلاثاء، عمليات تمشيط لملاحقة قوات الحكومة الإثيوبية التي انسحبت من العاصمة ميكيلي، وإن المدينة باتت تحت سيطرتها بنسبة 100 في المئة.
وقال جيتاتشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة، لـ"رويترز"، بهاتف يعمل عبر القمر الصناعي، صباح اليوم الثلاثاء: "انتهت الاشتباكات النشطة في ميكيلي قبل حوالي 25 دقيقة". وأضاف: "ما زالت قواتنا تقوم بعمليات مطاردة حثيثة إلى الجنوب والشرق".
ولم ترد المتحدثة باسم رئيس الوزراء ولا متحدث عسكري ولا رئيس قوة مهام الطوارئ الحكومية في تيغراي على طلبات للتعقيب.
وشنت "قوات الدفاع عن تيغراي" هجوماً واسع النطاق الأسبوع الماضي تزامن مع الانتخابات الإثيوبية. وقال مسؤول في الإدارة الإقليمية المؤقتة التابعة للحكومة لـ"فرانس برس"، الاثنين، إن مقاتلي "قوات الدفاع عن تيغراي" دخلوا ميكيلي. وأفاد بأن هذه القوات "سيطرت على المدينة، وشاهدتها بنفسي. لقد دخلت"، مضيفاً أن "المدينة تحتفل والجميع في الخارج يرقصون".
وذكر أن الإدارة المؤقتة، التي عيّنها رئيس الوزراء آبي أحمد في تيغراي، اختارت مغادرة ميكيلي بعدما حاصرها مقاتلو "قوات الدفاع عن تيغراي" "من الجوانب كافة". وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية: "غادر الجميع. غادر آخرهم بعد الظهر. لم تعد هناك حكومة في الإقليم". وأكد مسؤول يعمل في مجال الإغاثة مغادرة الإدارة المؤقتة. وتعذّر الحصول من مكتب آبي على تعليق رسمي مساء الاثنين.
وكانت محطة "فانا" التلفزيونية التابعة للحكومة قد أفادت بأن رئيس الإدارة المؤقتة طلب من الحكومة الفدرالية إعلان وقف إطلاق النار.
وأعلنت الحكومة الفدرالية في إثيوبيا، الاثنين، "وقف إطلاق نار من جانب واحد" في تيغراي، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية. وتمثّل التطورات الأخيرة نقطة تحوّل في النزاع المستمر منذ نحو ثمانية أشهر في تيغراي، الذي تشير الأمم المتحدة إلى أنه جعل 350 ألف شخص على حافة المجاعة.
وجاء في بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية ليل الاثنين: "أُعلِن وقف لإطلاق النار غير مشروط ومن جانب واحد اعتباراً من اليوم 28 يونيو/ حزيران". وأوضح الإعلام الرسمي أنّ وقف إطلاق النار سيستمرّ حتى نهاية "الموسم الزراعي" الحالي، وأنه يرمي إلى تسهيل الإنتاج الزراعي وتوزيع المساعدات والسماح للمقاتلين المتمردين بـ"العودة إلى المسار السلمي".
ولم يصدر على الفور أي ردّ فعل بعد من قبل "قوات الدفاع عن تيغراي" على إعلان الحكومة وقف إطلاق النار.
والاثنين، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أنه أجرى محادثات مع آبي أحمد، وأعرب عن أمله التوصل إلى "وقف فعلي للأعمال العدائية". ووصف الأمين العام الأحداث التي شهدها إقليم تيغراي أخيراً بأنها "مقلقة للغاية"، معتبراً أنها "تبرهن مجدداً أن لا حلّ عسكرياً للأزمة".