المبعوث الأممي يبحث مع الحوثيين تجديد الهدنة في اليمن

31 مايو 2022
دعا المبعوث الأممي إلى خطوات جديّة تجاه إنهاء النزاع بشكل شامل (Getty)
+ الخط -

مع قرب انتهاء الهدنة الإنسانية في اليمن، بعد غد الخميس، عقب شهرين على إعلانها، تنصبّ الجهود المبذولة راهناً على السعي لتجديدها، على الرغم من الخروقات العسكرية المتبادلة بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، والتي بقيت في إطار محدود لم يؤد إلى انهيار الهدنة.

والتقى المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في العاصمة العُمانية مسقط، اليوم الثلاثاء، كبير المفاوضين الحوثيين، محمد عبد السلام، ومسؤولين عُمانيين.

في الثاني من أبريل/ نيسان الماضي، دخلت هدنة حيز التنفيذ بوساطة من الأمم المتحدة، على أن تستمر لشهرين وتنتهي مفاعيلها الخميس. ويشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب مدمرة.

وأكد غروندبرغ، وفق الصفحة الرسمية للبعثة الأممية على "فيسبوك"، ضرورة إعادة فتح الطرق في تعز ومناطق أخرى من اليمن، وتجديد الهدنة الإنسانية، و"أخذ خطوات جديّة تجاه إنهاء النزاع بشكل شامل".

وكان غروندبرغ قد عقد، أمس الإثنين، اجتماعات في عدن مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، ووزير الخارجية، أحمد بن مبارك، لمواصلة النقاشات حول إعادة فتح الطرق في تعز وتجديد الهدنة.

وبحسب بيان لمكتب المبعوث الأممي، ركزت النقاشات على ضرورة تحقيق نتائج للمدنيين في تعز وغيرها من محافظات اليمن. وأشار غروندبرغ إلى أهمية تجديد الهدنة لـ"ترسيخ الفوائد التي تم إحرازها، ومن أجل التقدم نحو تسوية سياسية".

أميركا: صعوبات تواجه المحادثات

وفي السياق، حذّرت الولايات المتحدة الثلاثاء من "صعوبات" تواجه المحادثات التي تجرى حول هدنة الشهرين في اليمن، داعية إلى تمديد اتفاق وقف إطلاق النار لتسهيل مساعدة ملايين الأشخاص الذين يواجهون مخاطر.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن المحادثات الرامية إلى تمديد مفاعيل وقف إطلاق النار "لم تنته بعد، لكن يبدو أنها تواجه بعض الصعوبات".

وأشارت توماس غرينفيلد، في تصريح للصحافيين، إلى أن بلادها تعتبر "وصول المحادثات إلى مأزق مشكلة". وقالت: "أشجع الفرقاء في الجانبين على مواصلة تلك الجهود وعلى إيجاد سبيل سلمي لتوفير المساعدات الإنسانية للشعب اليمني".

كذلك، تطرّق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى "جهود تعزيز الهدنة في اليمن وتمديدها" خلال محادثات أجراها مع نطيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية.

فرص التهدئة في محادثة العليمي- غوتيريس

وبحسب وكالة "سبأ"، تلقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد محمد العليمي، اليوم الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، للبحث في مستجدات الأوضاع اليمنية، وفرص تمديد الهدنة، والبناء عليها لإحلال السلام والاستقرار في اليمن.

وخلال المحادثة شكر العليمي مساعي غوتيريس من أجل تمديد الهدنة وتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني، وجدد دعم القيادة والحكومة اليمنية "كافة الجهود الرامية لإحلال السلام العادل والشامل، وفقاً للمرجعيات المحلية والإقليمية والدولية".

وأضافت الوكالة أن رئيس مجلس القيادة ذكّر بالمبادرات التي قدمها المجلس لإنجاح الهدنة، بما فيها تسهيل وصول سفن الوقود إلى موانئ الحديدة، والرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، مقابل العراقيل المستمرة من جانب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.

ودعا المسؤول اليمني إلى "مضاعفة الضغط على المليشيا الحوثية للوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق الهدنة، وفي المقدمة فتح معابر تعز ودفع رواتب الموظفين من رسوم سفن المشتقات النفطية".

وبحسب الوكالة، أعرب غوتيريس، خلال المحادثة الهاتفية، عن "خالص تهانيه لرئيس وأعضاء مجلس القيادة بتولي مهام السلطة"، مؤكداً دعم الأمم المتحدة لتوجهات المجلس، بما في ذلك الإصلاحات الاقتصادية، والتعهدات المعلنة في مجال حقوق الإنسان.

منظمات تدعو لتمديد الهدنة

وفي السياق نفسه، دعت منظمات إغاثية عاملة في اليمن أطراف النزاع إلى تمديد الهدنة الحالية، والتي تنتهي الخميس.

وقالت المنظمات، وعددها أكثر من ثلاثين، بينها "المجلس النرويجي للاجئين"، في بيان: "نحثكم على تمديد اتفاق الهدنة والمضي قدماً لإضافة مكاسب على تلك التي تم تحقيقها خلال الشهرين الماضيين، والعمل من أجل السلام لليمنيين".

وتابع البيان: "رأينا الآثار الإنسانية الإيجابية للهدنة، ففي الشهر الأول من الهدنة فقط انخفض عدد القتلى أو الجرحى في اليمن أكثر من 50 في المائة، ونظراً للدخول المنتظم لسفن الوقود إلى ميناء الحديدة لم يعد الناس يقفون في طوابير".

رحلات

ويأتي ذلك مع استمرار النتائج الإيجابية للهدنة، إذ وصلت إلى مطار صنعاء الدولي اليوم الرحلة التجارية المدنية السادسة آتية من مطار الملكة علياء الأردني، وحملت على متنها 229 راكباً. 

ومن المرتقب أن يبدأ، غداً الأربعاء، تسيير رحلات مباشرة بين صنعاء والقاهرة.

وبحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن قضية الرحلات. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، في بيان، إن بلينكن شكر في مكالمة هاتفية مع شكري الحكومة المصرية على هذه الرحلات.

كما قالت السفارة الأميركية في الرياض، اليوم الثلاثاء، إنّ بلينكن ونظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، بحثا هاتفياً "جهود المملكة لتعزيز الهدنة في اليمن وتمديدها".

تقارير عربية
التحديثات الحية

تفجير

إلى ذلك، استهدف تفجيرٌ القيادي في قوات دفاع شبوة ماجد لمروق بالقرب من نقطة عسكرية تابعة للواء ثاني مشاة جبلي في مديرية ميفعة بمحافظة شبوة.

وسقط قتيل وعدد من الجرحى من قوات دفاع شبوة بحسب المعطيات الأولية، وذلك بعد استهداف طقم عسكري بعبوة في جول الريدة بمديرية ميفعة.

ويأتي هذا بعد ساعات قليلة من سقوط أربعة قتلى وعدد من الجرحى من قوات دفاع شبوة في محبط عتق عاصمة محافظة شبوة.

مجلس القيادة الرئاسي

وفي سياق متصل، يواصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي مساعيه لإرساء سلطة المجلس في المناطق الخاضعة للشرعية، وتسلّم، اليوم الثلاثاء، من رئيس الفريق القانوني بالإنابة القاضي حمود الهتار، مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس القيادة وهيئة التشاور والمصالحة والفريقين القانوني والاقتصادي، بموجب المادة الثالثة من إعلان نقل السلطة في البلاد.

وتنص المادة الثالثة من إعلان نقل السلطة على تشكيل فريق قانوني من الكفاءات الوطنية المختصة لصياغة مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس القيادة الرئاسي وهيئة التشاور والمصالحة والفريقين القانوني والاقتصادي، المشكلين بموجب الإعلان، على أن يتم رفعها لرئيس مجلس القيادة لاعتمادها وإصدارها بقانون.

وتضمن المادة ذاتها للفريق القانوني تقديم رأيه الاستشاري بشأن الموضوعات التشريعية والدستورية لمجلس القيادة الرئاسي بناءً على طلب من رئيس المجلس.