أكد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، اليوم السبت، أن جهود الوساطة والحوار والدبلوماسية لحلّ الأزمة اليمنية باتت ضرورية أكثر من أي وقت، في ظل استمرار التصعيد العسكري وما أسماه بـ"السقوط الحر" للاقتصاد.
وفي ختام زيارة إلى واشنطن ونيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، أشار غروندبرغ، في بيان صحافي، إلى أن موجة التصعيد العسكري الأخير "تجعل حياة اليمنيين أكثر قسوة".
وذكر البيان أن غروندبرغ التقى بأعضاء مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، لإحاطتهم بآخر مستجدات جهوده المبذولة للتوصل إلى خفض التصعيد وبدء عملية سياسية متعددة المسارات.
كما ناقش غروندبرغ في واشنطن العاصمة آخر التطورات في اليمن والمنطقة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وكبار المسؤولين في مجلس الأمن القومي الأميركي ووزارتي الخارجية والدفاع.
اختتم المبعوث الأممي إلى #اليمن، هانس غروندبرغ، زيارته إلى الولايات المتحدة حيث ناقش الموجة الأخيرة من التصعيد العسكري في اليمن والمنطقة والحلول الممكنة لتحقيق خفض التصعيد بشكل عاجل ولإحراز التقدم نحو تسوية سياسية جامعة لإنهاء الحرب: https://t.co/KvmQI0Iak2
— @OSE_Yemen (@OSE_Yemen) February 19, 2022
وأشار البيان إلى أن المبعوث الأممي ناقش مع المسؤولين الأميركيين "الجهود القائمة للوصول إلى حلّ مستدام وسلمي للنزاع. وتطرقت النقاشات إلى بحث الحلول الممكنة لخفض التصعيد بشكل عاجل، وإحراز التقدم نحو تسوية سياسية جامعة لإنهاء الحرب".
وبحسب البيان، فقد أطلع غروندبرغ المسؤولين الأميركيين على خيارات لتحقيق خفض التصعيد، ولبدء عملية متعددة المسارات، تتعامل بشكل فعّال مع القضايا السياسية والعسكرية-الأمنية والاقتصادية الأساسية في النزاع في اليمن.
وقال غروندبرغ: "إن تقديم الدعم من قبل مجلس الأمن، بما فيه الولايات المتحدة الأميركية بشكل ثابت ومستمر، هو أمر على قدر كبير من الأهمية، لتعزيز جهود الأمم المتحدة الرامية للوصول إلى تسوية سياسية جامعة من خلال التفاوض، وعلى جميع الأطراف إعلاء مصالح وطموحات جميع اليمنيين، بمن فيهم النساء والشباب".
وتزامنت تصريحات المبعوث الأممي مع تصعيد عسكري في محافظة حجة، شمال غربي اليمن، رغم انحسار الأعمال القتالية والضربات الجوية بشكل نسبي في محافظة مأرب، شرقي البلاد.
وقالت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، إن جماعة الحوثيين شنّت هجوماً واسعاً على مواقع القوات الحكومية في مديريتي عبس ومستباء، وذلك بعد أيام من تحقيق مكاسب في مدينة حرض.
ولم تُعرف بعد حصيلة المعارك هناك. وليل الجمعة-السبت، أعلن الجيش اليمني استعادة أسلحة خفيفة ومتوسطة وكميات من الذخائر المتنوعة من قبضة مليشيا الحوثي خلال معارك الساعات الماضية، وأسر عدد من المقاتلين، من دون التطرق لأي تفاصيل إضافية.
#حجة
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) February 19, 2022
قوات الجيش تستعيد أسلحة خفيفة ومتوسطة وكميات من الذخائر المتنوعة من قبضة مليشيا الحوثي الإيرانية خلال معارك الساعات الماضية وتلقي القبض على مجموعة من العناصر الإرهابية. pic.twitter.com/5KiNC2dyoV
بن مبارك: لموقف أممي حيال "عرقلة الحوثيين تحقيق السلام"
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، اليوم السبت، الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف حيال "عرقلة الحوثيين تحقيق السلام" في البلاد.
وطالب بن مبارك، خلال لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على هامش الدورة الـ58 لمؤتمر ميونخ للأمن، وفق وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، بـ"اتخاذ موقف أممي إزاء الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي، وعرقلتها كافة المبادرات الأممية والإقليمية الهادفة لتحقيق السلام في اليمن".
ودعا الوزير اليمني "الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على المليشيات الحوثية، للتعامل بإيجابية مع كافة الجهود والمبادرات الأممية الهادفة إلى تحقيق السلام"، كما أعلن استعداد الحكومة اليمنية لـ"تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة، من أجل الوصول إلى حل للأزمة التي يعيشها الشعب اليمني جراء الانقلاب الحوثي".
وتطرقت المباحثات أيضاً، وفق "الأناضول"، إلى "التهديد الذي يمثله استخدام الحوثيين ميناء الحديدة (غرب) للأغراض العسكرية، وتهديد السلم والأمن الدوليين، من خلال استهداف ممرات الملاحة الدولية"، حسب المصدر ذاته.
والجمعة، انطلقت أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، الذي يستمرّ على مدى 3 أيام، في مدينة ميونخ جنوبي ألمانيا، بمشاركة دولية واسعة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أنه بنهاية العام 2021، تكون الحرب في اليمن قد أسفرت عن مقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر.