قال مصدر مقرب من "اللجنة المركزية في درعا البلد" المُكلفة بالتفاوض مع النظام السوري والقوات الروسية إن اللجنة حلت نفسها وطالبت بتشكيل لجنة أخرى لمتابعة أوضاع أهالي درعا البلد، في الجنوب السوري، بعد توجيه اتهامات لها بالعمالة لصالح النظام والقوات الروسية.
وأضاف المصدر، لـ"العربي الجديد"، إن "لجنة درعا البلد قامت باتخاذ قرار بحل نفسها ووقف نشاطها في كل المجالات والعودة لصفوف أهل البلد"، مؤكداً أن اللجنة "قامت خلال الفترات السابقة بما ترتب عليها من أمور لمصلحة درعا البلد والدفاع عن أبناء البلد بكل الطرق والسبل المتاحة".
وبحسب المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه، فإن أهالي درعا الذين كانوا ينتقدون اللجنة ويعارضون عملها ويتهمونها بالعمالة، باتوا الآن يطالبون بسدّ الفراغ في درعا البلد والقيام بواجبهم كأبناء البلد وتشكيل لجنة قادرة على تولي أمور البلد، مشددين في مطالبهم على ضرورة "إيجاد جهة تتواصل وتتفاوض مع النظام بعد اليوم لأن هذا الأمر ضروري جداً"، وفق المصدر.
ولفت المصدر الذي كان مُطلعا على عمل اللجنة إلى أن "أعضاء اللجنة كانوا على قدر المسؤولية وأدوا واجبهم على أكمل وجه ولم يخونوا أهلهم ولم يخذلوهم في أي موقف كان، وعرضوا حياتهم للخطر في كثير من المواقف"، مضيفاً: "كنا نختلف معهم في بعض الأمور، ولكن هم في النهاية بشر يخطئون ويصيبون ومن لا يعمل لا يخطئ".
بدوره، قال الناشط أبو البراء الحوراني، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن قرار حل اللجنة المركزية في درعا البلد جاء بعد وصول اللجنة إلى حائط مسدود نتيجة خلافات بينها وبين مجلس عشائر محافظة درعا، مُشيراً إلى أنّ هذا الأمر حدث بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة درعا البلد، وذلك إثر مطالبة النظام بخروج مطلوبين من درعا، وهذا الأمر الذي رفضه مجلس العشائر.
وتابع: "أعضاء اللجنة المركزية وضعوا الكرة الآن في ملعب مجلس عشائر درعا، وتركوا المهمة لهم في اختيار أعضاء جدد للجنة المركزية للتفاوض مع النظام والروس".
وتشكلت "اللجنة المركزية في درعا البلد" بستة أعضاء في سبتمبر/ أيلول عام 2018 عقب اتفاق التسوية في محافظة درعا الذي أبرم مع الجانب الروسي، حيث كانت مهمتها التفاوض مع النظام السوري والقوات الروسية، ولا سيما الأحداث التي شهدتها المحافظة طيلة فترة ما بعد التسوية، من هجمات نفذتها الفرقة الرابعة والمليشيات الإيرانية.