اللجنة العربية لحقوق الإنسان: 60 منظمة إسرائيلية على قائمة الإرهاب

18 فبراير 2024
من أجواء اجتماعات اللجنة العربية لحقوق الإنسان في الدوحة (العربي الجديد)
+ الخط -

بدأت في الدوحة، اليوم الأحد، اجتماعات الدورة العادية الـ53 للجنة العربية لحقوق الإنسان، وتتصدر جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة جدول أعمال هذه الاجتماعات، بالإضافة لإدراج 60 منظمة إسرائيلية في قوائم الإرهاب.

وتبحث اللجنة في الإجراءات القانونية التي يمكن اتخاذها كإجراء عملي للمساهمة في وقف جريمة الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى تصنيف 60 منظمة إسرائيلية منظماتٍ إرهابيةٍ تمهيداً لاعتماد القائمة في إطار الجامعة العربية.

كما تعمل اللجنة على اعتماد قائمة من 97 شركة ومؤسسة تعمل في المستوطنات الإسرائيلية تمهيداً لمقاطعتها من جميع الدول العربية (كان مجلس حقوق الإنسان تبنى هذه القائمة)، بالإضافة إلى اعتماد "قائمة العار" التي تضم 22 شخصية إسرائيلية حرضت على جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.

وافتتحت وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطرية لولوة الخاطر اجتماعات اللجنة بكلمة دانت فيها جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وازدواجية المعايير وتباين المواقف حول ما يحدث في المشهد الفلسطيني، حيث ظهر ذلك جلياً في المواقف الهشة والصامتة، بل والمتواطئة أحياناً حيال الجرائم الممنهجة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة.

وقالت الخاطر إن "الاحتلال الإسرائيلي مارس جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والتهجير القسري، واستهدف المستشفيات والمرافق الصحية ودور العبادة، وقطع إمدادت الماء والكهرباء وقصف المناطق التي أعلنها آمنة، كما حقق رقماً قياسياً غير مسبوق على مستوى العالم في استهداف الصحافيين وقتلهم".

واستذكرت الخاطر في كلمتها قصص عدد من الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة الأطفال، وقالت إن "هذه الإبادة الجماعية تستحق بجدارة لقب مجزرة الأطفال"، مستذكرة الشهداء لؤي وهند و"روح الروح" ريم، وكل طفل فلسطيني استشهد في هذه الحرب.

وأضافت الخاطر: "لا أنسى ما حييت ذكرى حمزة الدحدوح والدكتور أحمد السحار وعمرو قاسم الذي هو غصة في القلب والروح، ولا تزال صورته ماثلة أمامي استرجعها كل يوم حزناً ولوماً للذات، ذلك الشاب الذي استمر في مساعدة الآخرين إلى أن أصيب بحروق في معظم جسده، وقد حاولنا لثلاثة أسابيع متتالية إخراجه للعلاج وخاطبنا في ذلك دولاً ومنظمات لكي نستطيع إخراجه، ولكن لم يستجب أحد".

جدول الأعمال

وعرضت الأمينة العامة المساعدة ورئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة، في كلمتها، لأهم القضايا التي ستناقشها اللجنة، إلى جانب حرب الإبادة وجرائم الحرب التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأهمها اتفاقية مناهضة جميع أشكال العنف ضد المرأة وانضمام جميع الدول العربية إليها، وهي بمكانة التزام أخلاقي، وبلورة رؤية عربية موحدة حول عدد من المواضيع المؤثرة على حقوق الإنسان، من قبيل التغيير المناخي والذكاء الاصطناعي.

ودعا رئيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان السفير خالد المطيري، في كلمته بالجلسة الافتتاحية، إلى إيلاء الحرب العدوانية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أولوية قصوى، وقال: "لن يهدأ لنا بال إلا بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار وحمايه المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانيه إلى المحتاجين دون عوائق"، وشدد على "ضرورة إجراء تحقيق دولي شفاف ومستقل بهدف تحديد المسؤوليات وضمان عدم الإفلات من العقاب وتحقيق العداله والمساءلة اللذين يشكلان أساس تحقيق السلام المستدام والاستقرار في المنطقه".

ورحب المطيري في معرض رده على أسئلة "العربي الجديد" بقرار محكمة العدل الدولية حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقال إن "هذين القرار والحكم أعطيا نافذة وبريق أمل للأشقاء في فلسطين بأن المجتمع الدولي بدأ يسمع صوتهم ويسمع صوت المنكوبين في فلسطين، ونتطلع في اللجنة العربية لحقوق الإنسان إلى أن تواصل محمكة العدل الدولية عملها في ترسيخ المفاهيم لموضوع الإبادة الجماعية، واللجنة ستواصل دعم الشعب الفلسطيني لتأكيد حقوقه ورفض الانتهاكات التي يتعرض لها على يد الاحتلال الإسرائيلي، وتثبيت مبدأ رفض الإفلات من العقاب".

60 منظمة إسرائيلية

وكشف المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية السفير مهند عبد الكريم العكلوك، لـ"العربي الجديد"، عن أن اللجنة العربية لحقوق الإنسان ستبحث في اجتماعها بالدوحة الإجراءات القانونية التي يمكن اتخاذها كإجراء عملي للمساهمة في وقف جريمة الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال العكلوك في معرض رده على أسئلة "العربي الجديد": "لدينا قائمة بـ60 منظمة إسرائيلية نسعى لاعتمادها عربياً كمنظمات إرهابية، بحيث توضع على القوائم العربية للإرهاب، تمهيداً لاعتماد القائمة في إطار الجامعة العربية"، موضحاً أن هذه المنظمات "تقوم باقتحامات يومية للمسجد الأقصى المبارك وإحراق ممتلكات المواطنين في الضفة الغربية المحتلة".

وأضاف العكلوك: "لدينا قائمة أخرى من 97 شركة ومؤسسة تعمل في المستوطنات الإسرائيلية، ونسعى لمقاطعتها من جميع الدول العربية، وكان مجلس حقوق الإنسان تبنى هذه القائمة. ولدينا أيضاً قائمة العار وتضم 22 شخصية إسرائيلية حرضت على جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، ونسعى لكي تتبنى اللجنة العربية لحقوق الإنسان هذه القائمة، بحيث تبدأ مؤسسات المجتمع المدني العربية وهيئات حقوق الإنسان ونقابات المحامين باتخاذ إجراءات قانونية، والتحرك لرفع دعاوى قضائية في المحاكم الدولية والمحاكم الوطنية ذات الاختصاص لمحاكمة المجرمين الإسرائيليين، الذين حرضوا على ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية"، مؤكداً أن "هناك جملة من الإجراءات القانونيه والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية يجب أن تتخذ سريعاً على المستوى العربي، إذا ما أردنا فعلاً أن نمنع تصفية القضية الفلسطينية".

وكانت اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان دانت في التوصيات الختامية للدورة الـ52، في أغسطس/ آب من العام الماضي، جميع السياسات والجرائم الممنهجة وواسعة النطاق وسياسات العقاب الجماعي التي تمارسها القوة القائمة بالاحتلال "إسرائيل" ضد الشعب الفلسطينى والشعب السوري في الجولان المحتل، وحرمانه من حقوقه الأصيلة وغير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حق تقرير المصير، باعتبارها جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.

ودعت اللجنة في تقريرها الختامي والتوصيات التي رفعتها إلى الدورة الـ160 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب إلى الاستمرار في دعم المسار القانوني لدولة فلسطين، بتوجهها إلى محكمة العدل الدولية لاستصدار رأي استشاري حول شرعية وجود الاحتلال على الأرض الفلسطينية.

وأعربت اللجنة عن الاستهجان بشأن عدم إضافة الأمين العام للأمم المتحدة (إسرائيل)، القوة القائمة بالاحتلال بجيشها ومستعمريها، على لائحة العار للجهات التي تنتهك حقوق الأطفال في النزاعات المسلحة تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم (1612)، وكلفت الأمانة العامة بمخاطبة المجموعة العربية لدى الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف للاستمرار بالعمل من أجل إدراج إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في تلك القائمة.

المساهمون