تمكن "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا، اليوم الإثنين، من القبض على المشتبه فيهم بتنفيذ عملية اغتيال الناشط محمد عبد اللطيف المعروف باسم "أبو غنوم"، بعد متابعة استمرت ثلاثة أيام عبر كاميرات المراقبة داخل مدينة الباب، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" شرقي محافظة حلب، شمال سورية.
وكان مسلحون يستقلون سيارة قد اغتالوا، ليل الجمعة الماضي، الناشط محمد عبد اللطيف، هو وزوجته الحامل إثر استهدافهما بعدة طلقات نارية بالقرب من دوار الفرن داخل مدينة الباب شرقي محافظة حلب (شمالاً)، الأمر الذي أدى إلى عصيان مدني وإضراب عام في المدينة احتجاجاً على الفلتان الأمني المتردي في المدينة.
بدروه، قال الناشط معتز الناصر، وهو من أهالي مدينة الباب، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "القوى الأمنية العاملة تحت مظلة الجيش الوطني السوري وبالتعاون مع الشرطة العسكرية والشرطة المدنية، ومن خلال متابعة الكاميرات وتسجيلات الفيديو للشارع الذي اغتيل فيه الناشط محمد عبد اللطيف مع زوجته، وعبر التتبع لاحظت الجهات الأمنية أن هناك مشتبها فيهما يقومان بمراقبة المغدور"، مؤكداً أنه "لاحظت القوات الأمنية أن المشتبه فيهما لاحقا أبو غنوم، وبقيا أكثر من 6 ساعات يحومان حول منزل عائلة زوجة أبو غنوم بعد الوصول إليه".
وأشار الناصر إلى أنه "تم التعرف على المشتبه فيهما، وهما يتبعان لأمنية فرقة الحمزة العاملة في الجيش الوطني، وتحديداً مجموعة المدعو أبو سلطان المتمركزة في مدرسة الزراعة التي اتخذتها مقراً أمنياً لها، ويُشرف على هذا المقر الأمني المدعو أبو كادري المعروف بسمعته السيئة في مدينة الباب"، لافتاً إلى أنه "من خلال التتبع تم تحديد السيارة التي قامت بتنفيذ عملية الاغتيال للناشط أبو غنوم في مدينة الباب".
وأضاف الناصر، أنه "تمت ملاحقة السيارة حسبما أدلى قيادي عسكري في الجيش الوطني للمعتصمين عند خيمة عزاء أبو غنوم، وأكد القيادي العسكري أن المجموعة التي قامت برصد أبو غنوم وتتبعه هي ذاتها التي نفذت عملية الاغتيال بعد رصدها عبر كاميرات الفيديو، وبعد الانتهاء من العملية دخلت السيارة إلى مقر أمني يتبع لفرقة الحمزة، كما أوضح القيادي أن التصفية للناشط أبو غنوم تمت عبر مسدس من عيار سبعة".
وبحسب مصدر أمني في "الجيش الوطني السوري"، لـ "العربي الجديد"، فإن "أمنية الفيلق الثالث ألقت القبض على أحد المتورطين في عملية الاغتيال عصر اليوم الإثنين، وأُصيب شخص آخر كان برفقته"، مبيناً أنه "تم تحويل أحد المتورطين إلى مركز أمنية مدينة أعزاز لاستكمال التحقيقات معه، فيما لا يزال المتورط الآخر مصاباً ويتلقى العلاج داخل مستشفى مدينة الباب تحت حراسة أمنية مشددة من قبل الشرطة العسكرية والشرطة المدنية ومجموعات عسكرية من الفيلق الثالث".
من جهته، قال الناشط مالك أبو عبيدة، في منشور على حسابه الشخصي في "فيسبوك"، إنه "تم كشف الخلية التي عملت واغتالت أبو غنوم وزوجته، من قبل غرفة عمليات تم تشكيلها من قبل الفيلق الثالث في الجيش الوطني والشرطة العسكرية والشرطة المدنية"، مضيفاً: "بعد عمل متواصل لثلاثة أيام ومتابعة تسجيلات أكثر من 200 كاميرا مراقبة في المدينة، توصلوا إلى هوية أعضاء الخلية، وأحدهم داعشي سابق يعمل مع فصيل فرقة الحمزة، وتم اعتقاله وإصابته أثناء اعتقاله بطلق ناري"، لافتاً إلى أن "جميع الأدلة التي تدين هذه الخلية موجودة لدى غرفة العمليات المصغرة التي تم تشكيلها لكشف قضية اغتيال أبو غنوم".
ولفت الناشط معتز الناصر إلى أن "مطالب المعتصمين داخل خيمة عزاء أبو غنوم، هي: القصاص من القتلة، وتحميل المسؤولية للجهات المُسيطرة على المنطقة بما فيها السلطات التركية، والمطالبة باستقالة أمني الفصائل المتواجدة في مدينة الباب والقائمين على الأجهزة الأمنية سواءً من الشرطة المدنية أو العسكرية، وتنفيذ خطة أمنية للمدينة تعصم المدينة من حالة الفلتان الأمني التي تشهدها، وكف يد الفصائل عن العبث بالشؤون المدنية من إدارة وغيرها داخل المدينة".
وتداول ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر هوية منفذي عملية الاغتيال، ومقاطع فيديو توضح عملية ملاحقة الناشط "أبو غنوم" قُبيل اغتياله.
1️⃣
— Abdullah Almousa (@Abu_Orwa91) October 10, 2022
تطور كبير بعد اغتيال أبو غنوم
الجهاز الأمني في الفيلق الثالث تحقق من كاميرات المراقبة وثبت أن عنصران من فرقة الحمزة كانا يراقبان "أبو غنوم" وزوجته
اليوم حاول الفيلق اعتقال هذين الشخصين فأصيب أحدهما واعتقل الثاني
المصاب حاليا فب مشفى الباب وتحاول مجموعته إخراجه لحمايته pic.twitter.com/5SabT7LP0o