نفى الكرملين، اليوم الأربعاء، التكهنات بأن الرئيس فلاديمير بوتين يعتزم إعلان الحرب على أوكرانيا وإعلان التعبئة الوطنية في التاسع من مايو/ أيار الجاري عندما تحيي روسيا ذكرى انتصار الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية.
ويصف بوتين حتى الآن تحركات روسيا في أوكرانيا بأنها "عملية عسكرية خاصة" وليست حرباً. لكن ساسة غربيين وبعض مراقبي الشأن الروسي تكهنوا بأنه قد يستعد لإعلان مهم يوم الاثنين المقبل، في ظل مجموعة من السيناريوهات المحتملة، مثل إعلان صريح بشن حرب أو إعلان النصر.
ورداً على سؤال عن التكهنات بأن بوتين سيعلن الحرب على أوكرانيا في التاسع من مايو/ أيار، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: "لن يحدث أمر كهذا. هذا هراء".
وأضاف بيسكوف أنه لا ينبغي للناس الاستماع إلى التكهنات بإمكانية اتخاذ قرار بشأن التعبئة الوطنية.
"استعدادات" روسية لعرض في ماريوبول
إلى ذلك، ذكر جهاز الاستخبارات الأوكرانية، اليوم الأربعاء، أن روسيا تعد لاستعراض عسكري في ميناء ماريوبول المحاصر منذ فترة طويلة.
وقال جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكراني إن نائب مدير الإدارة الرئاسية الروسية، سيرغي كيرينكو، وصل إلى ماريوبول للإعداد لاحتفال بلاده بالانتصار على ألمانيا النازية.
وذكر بيان نشره الجهاز على تطبيق "تلغرام" أن "المهمة الرئيسية لمسؤول بوتين هي التحضير لمراسم 9 مايو/ أيار" التي ستصبح خلالها مدينة ماريوبول الساحلية في جنوب شرق أوكرانيا "مركزاً للاحتفالات"، مبيناً أن "الطرق الرئيسية في المدينة نُظِّفَت على وجه السرعة، كذلك أُزيل الركام والجثث، إضافة إلى الذخيرة التي لم تنفجر".
وأضاف أن المشاهدين الروس سيشاهدون تقارير عن "فرح" سكان ماريوبول برؤية الروس يصلون إلى مدينتهم.
وتجري "حملة دعائية واسعة النطاق" بين سكان المدينة الذين تقدّر السلطات الأوكرانية الآن عددهم بما بين 100 و120 ألف نسمة، مقابل حوالى نصف مليون قبل الحرب.
ورداً على سؤال عن الاستعدادات ليوم 9 مايو/ أيار، لم يتطرّق وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو صراحة إلى إمكانية قيام مثل هذا العرض في ماريوبول.
واكتفى بالإشارة إلى أن "هذا العام ستقام عروض عسكرية في 28 مدينة روسية... سيشارك نحو 65 ألف شخص وحوالى 2400 نوع من الأسلحة والمعدات العسكرية وأكثر من 460 طائرة هذا العام".
تقع ماريوبول بالكامل تقريباً تحت السيطرة العسكرية الروسية ما عدا مجمع آزوفستال الصناعي، حيث يتحصّن آخر المقاتلين والمدنيين الأوكرانيين.
وأكد قائد في كتيبة آزوف الأوكرانية التي تدافع عن مصنع الفولاذ الثلاثاء أن الروس شنوا هجوماً على الموقع، لكن الكرملين نفى هذه المعلومات الأربعاء.
يُعد يوم النصر الذي يحل في التاسع من الشهر الجاري إحدى أهم المناسبات الوطنية في روسيا، وهو ذكرى التضحية السوفييتية الهائلة التي قُدِّمَت خلال هزيمة ألمانيا النازية في ما يُعرف في روسيا بالحرب الوطنية العظمى.
وقُتل ما يقدّر بنحو 27 مليون مواطن سوفييتي في الحرب العالمية الثانية التي دارت رحاها بين عامي 1939 و1945 ودمّرت الاتحاد السوفييتي وفقدت كل أسرة تقريباً عزيزاً لديها.
واستغل بوتين الخطابات السابقة في يوم النصر لتوجيه انتقادات إلى الغرب واستعراض القوة العسكرية للجيش الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)