الكرملين: العلاقات بين موسكو وواشنطن في "الحضيض"

14 فبراير 2022
العلاقات بين بوتين وبايدن يشوبها التوتر (Getty)
+ الخط -

أكد الكرملين، اليوم الإثنين، أن العلاقات بين موسكو وواشنطن وصلت إلى "الحضيض" على الرغم من تزايد الحوار الثنائي، أخيراً، وذلك وسط اعتراضات غربية على تدريبات عسكرية كبيرة تجريها روسيا قرب حدودها مع أوكرانيا.

وقالت الولايات المتحدة، أمس الأحد، إن روسيا قد تغزو أوكرانيا في أي وقت ويمكن أن تخلق ذريعة مفاجئة لشن هجوم، وأكدت تعهدها بالدفاع عن "كل شبر" من أراضي حلف شمال الأطلسي.

وحشدت روسيا أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من أوكرانيا، لكنها نفت مرارا وجود أي نية لغزو جارتها واتهمت الغرب بالتصرف "بهستيريا".

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن هناك قنوات محددة للحوار، ومن بين الإيجابيات التواصل بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن، حيث تحدثا عبر الهاتف يوم السبت، لكن العلاقات في جوانب أخرى لا يزال يشوبها التوتر.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بيسكوف قوله في مقابلة: "زعيما البلدين على تواصل، وهناك حوار على جبهات أخرى. هذا تطور إيجابي لأنك تعلم أنه قبل عامين فقط لم يكن هناك حوار، ولم تكن هناك مثل هذه الاتصالات على الإطلاق".

وأضاف: "لكن بالنسبة لبقية الجوانب، للأسف لا يمكن الحديث سوى عن سلبيات فقط في العلاقات الثنائية. وصلنا إلى مستوى متدن للغاية. إنها في الواقع في الحضيض".

وكان مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف قد أعرب، الأحد، عن تنديد موسكو بـ"الهستيريا الأميركية" التي بلغت ذروتها بعد المكالمة الهاتفية بين بوتين، وبايدن، بحسب موقع "روسيا اليوم".

وقال: "استمرت المحادثة أكثر من ساعة بقليل. وجرت محادثة في جو من الهستيريا غير المسبوقة من قبل المسؤولين الأميركيين حول الغزو الروسي المفترض لأوكرانيا. الجميع يعرف ذلك".

وأضاف: "الرئيس الأميركي بايدن، خلال المحادثة الهاتفية، أشار إلى عقوبات محتملة ضد روسيا في سياق الوضع المتوتر حول أوكرانيا، لكن لم يكن هناك تأكيد لهذه المسألة".

وأشار أوشاكوف إلى أن "بوتين أكد أنه سيحلل بعناية الاعتبارات التي عبّر عنها بايدن، لكن للأسف لا توجد ضمانات، لا بشأن توسع الناتو ولا بشأن العودة إلى عام 1997، لم يلق عدد من الموضوعات استجابة بشأن الأسس الموضوعية المعلن عنها".

وشدد على أن "بوتين أوضح بالتفصيل نهج روسيا وسبب حاجتها الآن إلى اتخاذ قرار العودة إلى اتفاقية عام 1997. في التسعينيات بدا أنهم أصدقاء، ولكن عندما بدأ توسع الناتو واقترب التحالف من الحدود الروسية كان هناك ترد للأمن في الخطة الأورو-أطلسية وكان مرتبطا ببلدنا".

وأضاف: "إنهم ما زالوا لا يعلمون ما إذا سيكون هناك غزو أم لا".

من جهته، أشار البيت الأبيض الأميركي، إلى أن "الرئيس بايدن حذر نظيره الروسي بوتين من أن واشنطن وحلفاءها لن يتوانوا عن الرد بشكل حازم وسريع، إن أقدمت موسكو على غزو أوكرانيا".

وجاءت المكالمة التي استغرقت 62 دقيقة، وفقا لوكالة "أسوشييتد برس"، في وقت أعلنت الولايات المتحدة عن إجلاء معظم دبلوماسييها وعسكرييها من أوكرانيا بدعوى خطر تعرض هذا البلد لـ"غزو روسي في أي لحظة".

وتجري روسيا تدريبات عسكرية مشتركة مع بيلاروسيا، الجارة الشمالية لأوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مقاتلات من طراز سوخوي سو-30 نفذت دوريات مشتركة على الحدود بين روسيا وبيلاروسيا، اليوم الإثنين.

ونقلت صحيفة "إزفيستيا" عن مصادر عسكرية قولها إن روسيا سترسل أيضاً مجموعة من السفن المسلحة بصواريخ كروز وصواريخ أسرع من الصوت إلى البحر الأسود والبحر المتوسط.

وقال الأسطول الروسي في البحر الأسود، يوم السبت، إن أكثر من 30 سفينة بدأت تدريبات بالقرب من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، في إطار مجموعة واسعة من التدريبات من المحيط الهادئ إلى المحيط الأطلسي بمشاركة جميع أساطيلها في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط.
 

(العربي الجديد، رويترز)