أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الجمعة، مضي حكومته في إعادة إعمار الكنائس التي دمرها تنظيم "داعش" الإرهابي خلال سيطرته على عدد من مدن العراق عام 2014، وذلك خلال لقاء جمعه بالبابا فرنسيس في الفاتيكان.
ويجري رئيس الوزراء العراقي مع وفد وزاري رفيع جولة تشمل عددا من الدول الأوروبية، وتهدف إلى حشد الدعم لبلاده في ملفي الانتخابات ودعم القوات الأمنية.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، في بيان، إن الكاظمي قدم شكره للبابا على حسن الاستقبال، مشيدا بـ"زيارة البابا التاريخية إلى العراق، وما انطوت عليه من رسائل دعم للعراق أكدت وحدة الإنسانية في التطلع إلى السلام والتعايش والوقوف بوجه التطرف بكل أشكاله".
وأشار الكاظمي إلى "التزام الحكومة العراقية بالعمل من أجل ترسيخ المسيحيين العراقيين والأقليات الأخرى في أراضيهم كجزء أساسي من نسيج مجتمعاتهم، إضافة لتسهيل عودة النازحين والمهاجرين منهم إلى مناطقهم الأصلية، وكذلك العمل على حث الجهات الكنسية العراقية لتفعيل أنشطتها الإنسانية، لا سيما التعليمية والصحية، وتقديم كل العون المطلوب لها".
رئيس مجلس الوزراء @MAKadhimi يلتقي في الفاتيكان قداسة بابا الفاتيكان @Pontifex_ar ، وعبر سيادته عن شكره لقداسة البابا على حسن الاستقبال، واشاد بزيارة البابا التاريخية الى العراق، وما انطوت عليه من رسائل دعم للعراق واكدت وحدة الانسانية في التطلع الى السلام والتعايش . pic.twitter.com/IQMEsWiV7v
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) July 2, 2021
وأكد الكاظمي أن الحكومة ماضية في إعمار ما دمر من الكنائس الأثرية على يد "داعش"، بالإضافة إلى "سعي الحكومة الجاد لإعمار مدينة أور (في محافظة ذي قار جنوبي البلاد) نظرا لأهميتها التاريخية، ولتكون مهيئة لاستقبال الوفود المسيحية". كما أكد ضرورة "اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تفويج المجاميع السياحية والدينية إلى مدينة أور الأثرية".
من جانبه، رحب البابا فرنسيس بالكاظمي والوفد المرافق له، مؤكدا أهمية "تعزيز جهود السلام في المنطقة، وبما يحقق ازدهار الشعوب واستقرارها".
ووفقا للبيان الحكومي العراقي، فإن الكاظمي التقى رئيس وزراء الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، وجرت خلال اللقاء مناقشة "العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون والتنسيق المشترك لتسهيل تفويج المجاميع السياحية والدينية إلى مدينة أور التاريخية، فيما جدد دعوته للجنة الحوار الدائمة العليا بين العراق والفاتيكان لعقد الاجتماع الثالث لها في بغداد العام الجاري".
وشهدت العلاقات بين العراق والفاتيكان تطورا لافتا بعد زيارة البابا فرنسيس إلى العراق قبل 4 أشهر.
وتستعدّ مدينة أور الأثرية لاستقبال 13 ألف حاج من الطائفة المسيحية، في رحلة قال مسؤول عراقي إنّها الأكبر في تاريخ المدينة التي شهدت في وقت سابق زيارة للبابا فرنسيس.
وأكد مدير مفتشية الآثار والتراث في محافظة ذي قار عامر عبد الرزاق، أمس الخميس، أن رئيس مؤسسة السياحة والحج المسيحي ريمو كبافاريني اتفق مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين على تنظيم الرحلة خلال زيارة الأخير إلى الفاتيكان، موضحاً، في حديث لصحيفة "الصباح" الرسمية، أن "هذه الرحلة تعد أكبر رحلة حج مسيحي من نوعها لمنطقة أور الأثرية، مسقط رأس النبي إبراهيم، إذ تضمّ 13 ألف حاج، وستمهِّد لرحلات حج دينية منتظمة شهرياً".
ومطلع مارس/ آذار الماضي، أجرى البابا فرنسيس زيارة إلى العراق لاقت ترحيبا سياسيا وشعبيا واضحا. وشملت الزيارة مدنا لها دلالات تاريخية ودينية، هي بغداد والنجف وذي قار وأربيل والموصل وسهل نينوى.