أجرت محكمة الثورة في طهران، أمس السبت، جلسة محاكمة الناشط الإصلاحي الإيراني البارز مصطفى تاج زادة، وفق ما أكدته اليوم الأحد زوجته فخر السادات محتشمي بور.
وأضافت محتشمي بور في تصريحات، أوردها موقع "إنصاف نيوز" الإيراني أن تاج زادة "حضر محكمة الثورة رقم 15 رغم إرادته ولم يقدم أي دفاع".
إلى ذلك، ذكر المركز الإعلامي للقضاء الإيراني، أن تاج زادة واجه في جلسة محاكمته ثلاث تهم في لائحة اتهام من 36 صفحة، مشيراً إلى أن من بين التهم الثلاث التجمع والتواطؤ على الأمن القومي.
ورفض تاج زادة الدفاع عن نفسه بعد توجيه الاتهامات إليه، حيث قال المركز الإعلامي للجهاز القضائي الإيراني إنه "التزم الصمت" بعد طلب القاضي أبو القاسم صلواتي منه الرد على الاتهامات، لافتاً إلى أنه أعلن إنهاء محاكمة تاج زادة، ليصدر خلال المهلة القانونية الحكم عليه.
واختارت عائلة تاج زادة ثلاثة محامين له، لكنهم لم يتمكنوا مع عائلته بعد من لقائه في سجن "إيفين" بطهران بعد مرور أكثر من شهر على اعتقاله، وفق تصريحات أحد محاميه، أمير حسين أبادي، أوردتها صحيفة "شرق" الإيرانية الإصلاحية.
وقال حسين أبادي إنه لم يتمكن بعد من لقاء تاج زادة، مشيراً إلى أن محامياً آخر، هو هوشنغ بور بابايي، كان قد راجع أمس السبت، السجن "لكن على الرغم من أمر المحكمة بضرورة أن يكون اللقاء حضورياً، لم يحصل ذلك".
وتابع: "لم يكن مقرراً أن يحصل اللقاء وراء الحاجز الزجاجي العازل، لذلك انصرف موكلي وعاد إلى السجن"، قائلاً إنه خلال فترة الاعتقال أجرى تاج زادة ثلاثة اتصالات بعائلته.
وأضاف أنه منذ عشرين يوماً "يصوم" احتجاجاً على وضعه وطريقة اعتقاله ليلاً "في توقيت غير مألوف"، مؤكداً أن "السيد تاج زادة حتى الآن يمتنع عن الدفاع عن نفسه في جلسات المحاكمة، وخلال الفترة السابقة التي قضى سبعة سنوات في السجن أيضاً رفض الدفاع".
وكان تاج زادة قد اعتقل خلال الاحتجاجات الواسعة لأنصار الإصلاحيين على نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2019 وصدر حكم بالسجن بحقه لسبع سنوات.
وعزا حسين أبادي رفض تاج زادة المشاركة في جلسات المحاكمة أو الدفاع عن نفسه، إلى أنه "أحد أبرز أشكال اعتراضه".
وحول وضعه الصحي، دعا المحامي إلى إخضاع موكله لمعاينات طبية دقيقة من قبل الأطباء خارج السجن، بسبب مرضه.
وكانت السلطات الأمنية الإيرانية قد اعتقلت تاج زادة في التاسع من الشهر الماضي، من بيته. وذكرت حينها، وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء أن اعتقال تاج زادة جاء على خلفية اتهامه "بالتواطؤ ضد أمن البلاد ونشر الأكاذيب بهدف التشويش على الرأي العام".
تاج زادة كان شاباً يعيش في فرنسا، فالتقى مؤسس الثورة الإسلامية الإيرانية، آية الله روح الله الخميني، أواخر عام 1978، وقرر بعد ذلك عدم إكمال الدراسة في باريس والعودة إلى بلاده للانخراط في الثورة.
تولى مصطفى تاج زادة، بعد الثورة، مناصب عدة في إيران، أبرزها، وزير الداخلية بالإنابة في عهد حكومة "الإصلاحات" للرئيس محمد خاتمي، ونائب وزير الداخلية للشؤون السياسية والأمنية، ورئيس لجنة الانتخابات الإيرانية، ونائب وزير الثقافة والإرشاد للشؤون الدولية في حكومة رئيس الوزراء مير حسين موسوي. كان عضواً في اللجنة المركزية لـ"جبهة المشاركة لإيران الإسلامية" ومنظمة "مجاهدي الثورة الإسلامية"، قبل أن تحلهما السلطة القضائية عام 2009.
معروف في إيران بانتقاداته الحادة للسياسات الداخلية والخارجية، وقضى سبع سنوات في السجن بعد احتجاجات عام 2009 على نتائج الانتخابات الرئاسية. اختارته "جبهة الإصلاحات" الإيرانية، المظلة الشاملة للتيارات الإصلاحية، في عملية تصويت داخلي، ضمن المرشحين الثلاثة الأول للجبهة لخوض السباق الرئاسي عام 2021، لكن مجلس صيانة الدستور رفض أهليته وأهلية بقية مرشحي الجبهة الذين بلغ عددهم تسعة لخوض غمار السباق الرئاسي.