القوى الكردية تقترب من إنجاز ورقة موحّدة لمفاوضات تشكيل الحكومة العراقية: صالح للرئاسة

04 يناير 2022
الاتفاق على تشكيل وفد سياسي مشترك(صافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -

شهدت الحوارات بين القوى السياسية الكردية العراقية تقدماً خلال اليومين الأخيرين، فيما يتعلق بتشكيل وفد سياسي مشترك يمثل أحزاب إقليم كردستان للتوجه إلى بغداد بورقة تفاوض موحدة يتم تقديمها لبقية الأطراف السياسية الفائزة في الانتخابات بهدف التوصل إلى تفاهمات قبل جلسة البرلمان الأولى المقرر أن تعقد في التاسع من الشهر الحالي.

وقال "الاتحاد الوطني الكردستاني"، ثاني أكبر أحزاب الإقليم والذي يتزعمه حالياً بافل الطالباني مساء أمس الاثنين، إنه اتفق مع الحزب "الديمقراطي الكردستاني" (بزعامة مسعود البارزاني) على برنامج مشترك للتفاوض مع الكتل السياسية بشأن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، مشددا في بيان على "ضرورة تشكيل حكومة اتحادية على أساس الدستور والتوافق والشراكة الحقيقية لجميع المكونات". 

وأكد على "أهمية ضمان استحقاقات الكرد في بغداد، وتشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة على ضوء نتائج الانتخابات، وبدء حوارات مكثفة بين القوى السياسية المختلفة، موضحاً أن لجنة مشتركة من الحزبين ستقوم بوضع برنامج مشترك لحسم الحوارات في بغداد. 

وفيما يتعلق بالاتفاق على المناصب التي جرى العرف السياسي في العراق بعد الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 أن تكون من حصة القوى السياسية الكردية، لا يزال الاتحاد الوطني الكردستاني متمسكاً بالتجديد لرئيس الجمهورية الحالي برهم صالح لولاية ثانية. 

وأكد القيادي في الحزب، ستران عبد الله، أن "منصب رئيس جمهورية العراق هو نصيب الاتحاد وسيبقى له"، موضحا في تصريح صحافي أن المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني عقد اجتماعاً، أمس الإثنين، ناقش خلاله الأوضاع في إقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل. 

وتابع "شهد الاجتماع التأكيد على ضرورة تقديم الخدمات لهذه المناطق"، مبيناً أن الاجتماع أكد على أهمية توحيد الموقف الكردي خصوصاً بين (الاتحاد الوطني الكردستاني) و (الحزب الديمقراطي الكردستاني) خلال مساعي تشكيل الحكومة الجديدة. 

يذكر أن "الديمقراطي الكردستاني" الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان السابق مسعود بارزاني، كان قد أعلن في وقت سابق أن منصب رئيس الجمهورية من استحقاقه. 

ووفقاً للعرف السياسي السائد في العراق فإن رئاسة العراق ذهبت إلى قوى إقليم كردستان منذ الانتخابات التشريعية الأولى التي جرت عام 2005. 

مصدر سياسي كردي مطلع على سير المباحثات الأخيرة في أربيل أكد، لـ"العربي الجديد"، أن معظم قيادات حزب الاتحاد الوطني متمسكون بإعادة ترشيح برهم صالح لمنصب رئاسة الجمهورية لولاية أخرى، إلا أن ذلك قد يصطدم بطروحات القوى في بغداد التي تعارض التجديد لأي من الرئاسات الثلاث.

الصورة
برهم صالح
الاتحاد الوطني متمسك بإعادة ترشيح برهم صالح لمنصب رئاسة الجمهورية(فرانس برس)

ووفقاً للمصدر ذاته، فإن موضوع رئاسة الجمهورية لم يمثل نقطة خلافية خلال الحوارات بين أحزاب إقليم كردستان التي شهدتها الأيام الماضية، موضحاً أن النقطة الأهم التي أكدت عليها الحوارات هي ضرورة الذهاب إلى بغداد بوفد كردي موحد لضمان الحصول على جميع استحقاقات إقليم كردستان، فضلاً عن الاتفاق مع الأطراف السياسية الأخرى على شكل إدارة المرحلة المقبلة التي ستشهد تشكيل حكومة تدير البلاد أربع سنوات جديدة. 

وتصدر "الحزب الديمقراطي الكردستاني" نتائج الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان بعد حصوله على 31 مقعداً، بينما حل "الاتحاد الوطني الكردستاني" ثانياً على مستوى الإقليم بعدما جمع مع الأحزاب المتحالفة معه في "التحالف الكردستاني" 17 مقعداً، أما حركة "الجيل الجديد"، التي غالباً ما تتبنى توجهات معارضة، والتي حصلت على 9 مقاعد فقد اختارت الذهاب إلى المعارضة.