القوات العراقية تختبر جاهزيتها داخل المدن: تدريب أمني يخنق الشوارع

04 نوفمبر 2022
استنفرت أجهزة الشرطة بشكل شامل في بغداد(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

نفذت قوات الأمن العراقية، ليلة أمس الخميس، تدريبا أمنيا هو الأول من نوعه منذ عدة سنوات، في العاصمة بغداد وجميع المحافظات، وبمشاركة قوات وزارة الداخلية والدفاع، في خطوة تهدف لاختبار جاهزية قوات الأمن، تخللتها عمليات اعتقال طاولت العشرات من المواطنين، فضلاً عن احتجاز عشرات السيارات والدراجات النارية، فيما شكا الأهالي من اختناق الشوارع وتعطل حركة السير والمرور.

ووجه وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، أمس، الأجهزة الأمنية المختصة في المحافظات بتطبيق ممارسة أمنية في كافة المحافظات والعاصمة بغداد تمتد من الساعة الخامسة مساءً وحتى الثانية عشرة ليلاً.

واستنفرت أجهزة الشرطة بشكل شامل، وانتشرت جميعها في الشوارع، وسط توعد بمساءلة قانونية لأي ضابط أو منتسب يتخلف عن الممارسة الأمنية.

ووفقاً لشهود عيان في العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى، تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإن المئات من عناصر الأمن بدأوا الانتشار المكثف من مساء الأمس حتى ساعة متأخرة من الليل، بكامل أسلحتهم، ترافقهم سيارات الشرطة والجيش، مؤكدين أن "القوات العراقية قطعت الكثير من الشوارع، ونصبت حواجز أمنية، وبدأت تفتيش العجلات والمارة".

وأضافوا أنه "تم اعتقال العشرات من الشوارع والأسواق بعد تدقيق أسمائهم، كما تم احتجاز العشرات من السيارات المخالفة، وعشرات الدراجات النارية"، مشيرين الى أن "الانتشار تم تخفيفه عند الثانية عشرة بعد منتصف الليل، إلا أن أعدادا ليست بالقلية من القوات أمضت الليل في الشوارع حتى الفجر".

وقال مسؤولون في قيادة عمليات العاصمة بغداد، بينهم عقيد بقوات الشرطة، لـ"العربي الجديد"، إن "الفعالية الأمنية سيتبعها تقييم للقوات الأمنية في مختلف المدن وقد تنتج عنه عمليات إعفاء وإبعاد لضباط وقادة أمنيين في حال ثبت تقصيرهم".

وبين العقيد، متحفظاً عن ذكر اسمه في اتصال هاتفي، أن "مئات الآلاف شاركوا في التمرين الأمني، والاعتقالات التي حدثت كانت لأشخاص متهمين بقضايا مختلفة، بينها مخدرات وسرقة، أو مخالفين للنظام".

قائد شرطة محافظة صلاح الدين اللواء قنديل خليل محمد، أكد تنفيذ التدريب الأمنية في محافظته، وقال لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إنه "تنفيذاً لتوجيهات وزير الداخلية ووكيل الوزارة لشؤون الشرطة تمت الممارسة الأمنية ونصب الحواجز المفاجئة من قبل كافة المديريات والأقسام وأفواج الطوارئ، بالتعاون مع الوكالات الأمنية في المحافظة كافة لتفتيش العجلات والأشخاص وفرض سلطة القانون وهيبة الدولة".

ولفت إلى أن "الخطة تضمنت اتخاذ إجراءات بحق السيارات المظللة والتي من دون أرقام وغير الأصولية، فضلاً عن الدراجات النارية، والتدقيق بحثاً عن الأشخاص المطلوبين".

وأثارت تلك الممارسة الأمنية قلق أهالي العاصمة بغداد، من دواعيها وما تسببت به من شلل في حركة السير وشبه تعطيل للحياة.

الباحث في الشأن السياسي العراقي، أمير الدعمي، أبدى استغرابه من إجراء تلك الممارسة، التي اعتبرها حالة "فوضى"، وقال على حسابه في موقع "تويتر": "معالي وزير الداخلية هل جربت أن تنزل الى شوارع بغداد لترى الفوضى بعنوان ممارسة أمنية!".

وتساءل "هل من المنطق أن تجرى الممارسات الأمنية في وقت الذروة وبغداد مختنقة أصلاً.. الحكومات وجدت لراحة المواطن لا لإخراجه من دينه وعقله!".

المساهمون