القضاء الدولي قد ينهي حكم هاشم تاجي وقادة كوسوفو السابقين

13 ديسمبر 2020
صورة للمبنى الخارجي لمحكمة كوسوفو (Getty)
+ الخط -

قد ينهي القضاء الدولي حكم القادة السابقين لـ كوسوفو، بعدما كانوا أبطال المعركة ضد الظلم الصربي وأصبحوا متهمين بارتكاب جرائم حرب، مدشنا بذلك عصرا جديدا توقعه المحللون.

كان سقوط هاشم تاجي، رجل المنطقة القوي الذي اضطر للاستقالة من رئاسة الدولة، قاسيا، وكذلك العديد من القادة السابقين الذين كانوا يكرمون لأنهم حرروا كوسوفو من صربيا في 1998-1999.

وعند مثولهم الشهر الماضي أمام المحكمة الخاصة في لاهاي، كانت الهالة التي تحيط بهؤلاء المقاتلين، الذين استبدلوا بزاتهم العسكرية ببزات رسمية، أقل بريقا مما كانت عليه في نهاية النزاع.

في نظر معارضيهم، يجسد هؤلاء نخبة سياسية متمسكة بالسلطة، ولطخت عبر الفساد والمحسوبية بدايات كوسوفو المستقلة التي ما زال الكثير من سكانها فقراء.

وهاشم تاجي وأربعة مقاتلين سابقين آخرون متهمون بالقتل والتعذيب والاضطهاد وجرائم أخرى.

"جيل جديد"

قد تستمر المحاكمات لفترة طويلة وربما لثماني سنوات. ويعتقد بلول بقاج، أستاذ العلوم السياسية، أن فصلا جديدا يمكن أن يفتح في غياب المتهمين. وصرح لوكالة فرانس برس "هذه بداية نهاية حقبة المجموعة العسكرية السياسية القوية التي جعلت كوسوفو في هذا الوضع".

كان حزب هاشم تاجي، الحزب الديمقراطي الكوسوفي، قد بدأ يواجه مشاكل في 2019 عندما أزيح عن السلطة إثر هزيمة تاريخية في الانتخابات التشريعية.

ولكن في غياب بديل يتمتع بدرجة كافية من القوة للحكم بمفرده، تبقى الحياة السياسية في كوسوفو مرتبطة بالتحالفات التي يتم تشكيلها بين الأحزاب لإنشاء ائتلافات هشة، أو بتحالفات سيئة.

مع ذلك يأمل بلول بقاج أن تملأ "النخبة السياسية الشابة التي نشأت بعد الحرب" الفراغ الذي تركه المتهمون.

ويرى أربين هاجر الله، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بريشتينا، أيضا، أنها "فرصة نادرة (...) لجيل جديد من السياسيين الذين تلقوا تعليمهم في الخارج".

لكنه يحذر من أن العديد من شخصيات حركة التمرد السابقة ما زالت تشغل مناصب مهمة ولن تتخلى عنها "بسهولة".

وظهر المتمردون الألبان الانفصاليون، الذين تجمعوا تحت راية "جيش تحرير كوسوفو"، في تسعينيات القرن الماضي ردا على القمع الذي كان يمارسه رجل بلغراد القوي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش.

وأسفرت الحرب عن سقوط 13 ألف قتيل معظمهم من الألبان، وانتهت في 1999 على أثر حملة قصف قام بها حلف شمال الأطلسي.

وتم حل "جيش تحرير كوسوفو" رسميا، لكن أعضاءه المنتصرين عملوا على تعزيز سلطتهم وإزاحة منافسيهم، بما في ذلك عبر تصفيتهم جزئيا.

 "في الأسفل"

هيمن الحزب الديمقراطي الكوسوفي، الذي فاز في الانتخابات التشريعية في 2007، على الحياة السياسية لأكثر من عقد. وبات المتمردون السابقون في صلب نشيد وطني وتماثيل وشوارع تحمل أسماءهم. وأصبح هاشم تاجي رئيسا للحكومة ووزيرا للخارجية ثم رئيسا للبلاد في 2016.

وكشفت هيمنة المقربين من هاشم تاجي على أجهزة الدولة والإعلام والقضاء مع نشر تسجيلات لمحادثاته مع حلفائه، يسمع فيها أن مناصب كانت تمنح على أساس الولاء.

واستخدم الرئيس السابق وحلفاؤه كل مهاراتهم في التعامل مع الآخرين لتقويض تحقيقات القضاء الكوسوفي في جرائم محتملة لـ"جيش تحرير كوسوفو"، وحاولوا التأثير على عمل محكمة لاهاي التي تم إنشاؤها في 2015.

وكتب المدعون الخاصون أن "للمشتبه بهم تأثيرا هائلا على الأعضاء السابقين لجيش تحرير كوسوفو وكوسوفو بشكل عام"، مطالبين بإصدار مذكرات توقيف بحقهم.

وقال المصدر ذاته إن مسؤولين "موالين" لهاشم تاجي دبروا "رشاوى حكومية" ومنح مناصب عامة لإسكات الشهود المحتملين.

وتشكل حوادث لاهاي مؤشرا على تراجع الدعم الذي يحظى به هاشم تاجي من الدول الغربية، التي كان همها دائما ضمان الاستقرار الإقليمي حتى على حساب نزاهة المؤسسات الديمقراطية.

وكان تاجي يلقى دعم واشنطن خصوصا. وقد شبهه جو بايدن، الذي كان حينذاك نائبا لرئيس الولايات المتحدة، بأول رئيس للولايات المتحدة، وقال إنه "جورج واشنطن كوسوفو".

ويتهم ألبولين أوبراجدا (22 عاما)، طالب الاقتصاد، تاجي بأنه هو والمقربين منه "سعوا إلى إطعام أنفسهم (...) وتركونا في الحضيض".

 

(فرانس برس)

دلالات
المساهمون