القصف الإسرائيلي على غزة: محاولة لتغيير قواعد الاشتباك

23 اغسطس 2016
جهوزية المقاومة لأي مواجهة جديدة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
لأكثر من ساعة متواصلة، تَشارك الطيران الحربي الإسرائيلي والمدفعية، ليل أمس الأحد ـ الاثنين، في قصف مناطق مختلفة شمالي قطاع غزة. وعاش الشمال المحاذي للأراضي المحتلة عام 1948 ساعات عصيبة أعادت إلى سكانه ذاكرة عدوان صيف 2014، الذي وُصف في حينه بـ"الأعنف والأقوى". وكان القصف الإسرائيلي، أمس، هو الأعنف الذي تشهده منطقة في قطاع غزة منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي، ولا يشابه ذلك القصف الذي تقوم به إسرائيل عقب كل عملية إطلاق صاروخ من غزة على الأراضي المحتلة، والذي كان يتم عبر قصف موقع أو اثنين على الأكثر ومن ثم تنتهي الموجة، ما يحمل رسائل متعددة، وفق قياديين فلسطينيين.

واستهدف الطيران الحربي والمدفعية مواقع عسكرية تدريبية لحركتي المقاومة الإسلامية (حماس)، و"الجهاد الإسلامي"، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وأراضي فارغة على امتداد الشريط الحدودي الشمالي والشرقي، ما أحدث حالة من الهلع الشديد، خصوصاً لدى الأطفال، وأضراراً جسيمة في ممتلكات الفلسطينيين الذين يقطنون بجوار الأماكن المقصوفة. وأخلت الأجهزة الأمنية والشرطية والحكومية مراكزها ومبانيها ومقارها في تعامل سريع مع الأحداث، خشية من تطور الأمور في حينه وتوسع العدوان. وعلى الرغم من انتهاء موجة القصف، لم يغادر الطيران الاستطلاعي المعروف في غزة باسم "الزنانة" أجواء القطاع.

ويبقى التصعيد محدوداً على الرغم من صعوبة موجة القصف الأخيرة على شمال غزة، في ظل رغبة طرفَي المعادلة، الاحتلال الإسرائيلي من جهة، و"حماس" من جهة أخرى، في إبقاء الأوضاع على ما هي عليه الآن، كي لا يتحول التصعيد المحدود إلى عدوان وحرب واسعة. ويقول القيادي في "حماس"، إسماعيل رضوان، لـ"العربي الجديد"، إنّ التصعيد الإسرائيلي الأخير والغارات على شمال قطاع غزة "تطور خطير وغير مبرر من قبل الاحتلال"، مشيراً إلى أنّ العدوان محاولة لخلط الأوراق من قبل الاحتلال على الساحة الفلسطينية.

ويشير إلى أنّ الاحتلال، وعبر سلسلة غاراته الأخيرة التي شنها على القطاع، يحاول تغيير قواعد الاشتباك مع المقاومة الفلسطينية في غزة، الأمر الذي لن تسمح به الأخيرة، وستواصل الدفاع عن الشعب الفلسطيني والوقوف في وجه الاحتلال بكل قوة.





ويحذّر القيادي، الاحتلال الإسرائيلي، من مواصلة العدوان على القطاع المحاصر منذ عشر سنوات، مؤكداً أن أي عدوان وتصعيد إسرائيلي جديد سيكون مصيره الفشل ولن ينجح في تحقيق أهدافه التي تضعها دولة الاحتلال. ويربط رضوان بين العدوان الإسرائيلي والتحضير للانتخابات المحلية في الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أنّ الغارات هي محاولة من قبل الاحتلال لخلط الأوراق على الساحة السياسية الفلسطينية، في ظل الاستعدادات المتواصلة لخوض الانتخابات البلدية المقرر إجراؤها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ويطالب رضوان، دولة مصر، بضرورة التدخل للجم العدوان الإسرائيلي، كونها الراعي لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل نهاية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة صيف عام 2014، داعياً الأمم المتحددة إلى الوقوف في وجه خروق الاحتلال المتواصلة للتهدئة.

من جهته، يشير القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، أحمد المدلل، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ العدوان الإسرائيلي لم يتوقف على الشعب الفلسطيني، وأنّ الاحتلال لا يحتاج إلى ذرائع لشنّ عدوان على الفلسطينيين لا سيما في قطاع غزة. ويلفت إلى أنّ القصف الإسرائيلي العنيف محاولة من الاحتلال لاستعادة قوة الردع، في الوقت الذي أكد فيه تقرير مراقب دولة الاحتلال فشله في تحقيق أي من أهدافه في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع عام 2014.

ويشدد على أنّ الغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزة هي محاولة لخلط الأوراق في المنطقة من جديد، في ظل حالة الهدوء، وتهدف إلى إرهاب الشعب الفلسطيني، والعمل على استعادة جزء من توازن القوى الذي فقده في حربه الأخيرة. ويوضح المدلل، أنّ حركته وفصائل المقاومة لا تريد جرّ الشعب الفلسطيني إلى حرب جديدة، خصوصاً أن الغزيين لا يزالون يعانون جراء العدوان الإسرائيلي الأخير، لكن هذا لا يعني أن المقاومة ستقف مكتوفة الأيدي، بل هي جاهزة لمواجهة الاحتلال والرد عليه. ويشير إلى تهديدات وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قبل توليه منصبه الحالي، مؤكداً أنّ "الإسرائيليين وليبرمان لا يستطيعون تحمل ضربات المقاومة الفلسطينية في أي حرب".



المساهمون