القاهرة: جلسات حاسمة للمصالحة بين "حماس" و"فتح" اليوم وغداً

24 سبتمبر 2014
عقبات كثيرة تعترض ملف المصالحة (محمد عابد/فرانس برس)
+ الخط -

يعقد وفدان من حركتي المقاومة الإسلامية "حماس"، والتحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، اليوم وغداً الخميس، لقاء مفتوحاً، في العاصمة المصرية القاهرة، بهدف تدارس وحلّ كلّ الملفات التي جرى الاختلاف عليها خلال وبعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ومن المتوقّع أن يكون اللقاء حاسماً، وأن يترتّب عليه الكثير، في حال نجح في الوصول إلى اتّفاق ينهي الخلاف الأخير ويمهّد لتسلّم حكومة الوفاق الوطني مسؤولياتها في القطاع.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أنّ وفد "حماس" في القاهرة، يضمّ أعضاء المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق وخليل الحية ومحمد نصر وعزت الرشق ومحمود الزهار، فيما يتكوّن وفد "فتح" من عزام الأحمد وزكريا الآغا وصخر بسيسو وحسين الشيخ وجبريل الرجوب.

وفي سياق متّصل، قال مسؤول في "حماس"، تحفظ عن ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ الاجتماع سيكون مفتوحاً اليوم وغداً الخميس، وإنّ حركته ذاهبة "للاتفاق وتسهيل كل ما يتوجّب عليها تسهيله"، لكّنها ترغب في أن تبادلها حركة "فتح" هذا الخيار، وهو الموقف ذاته الذي أبلغه قيادي في "فتح" لـ"العربي الجديد".

وتبادلت حركتا "حماس" و"فتح" الاتهامات بعد العدوان الإسرائيلي، وشكّلت اللجنة المركزيّة لـ"فتح" وفداً، من خمسة قياديين فيها، للقاء "حماس"، بعد لقاءات عدة عُقدت في غزة، وتمّ تبادل أوراق وشكاوى من الطرفين لنقاشها وأخذ قرار فيها عند اللقاء النهائي.

واتفق الطرفان في مخيم الشاطئ للاجئين، غربي مدينة غزة، في 23 أبريل/نيسان الماضي، على طيّ صفحة الانقسام الفلسطيني، لكن عقب ذلك جرى خلاف حول آلية تطبيق وتنفيذ الاتفاق، ومسؤوليات كل طرف وواجباته.
ومنذ ذلك الاتفاق، لم يحدث أي تغيير على أرض الواقع سوى انسحاب وزراء حكومة "حماس" من مناصبهم، لكنّ ذلك لم يعجب السلطة الفلسطينية التي اتّهمت الحركة، بتشكيل حكومة ظلّ في القطاع المحاصر، وأغفلت السلطة وحركة "فتح" اجتماعاً للإطار القيادي المؤقت، وآخر لتفعيل المجلس التشريعي، كانا مقررين بعد شهر من توقيع الاتفاق.

من جهة ثانية، وصفت مصادر مطلّعة في غزة لـ"العربي الجديد"، اللقاء بين "حماس" و"فتح" بالمهم والحاسم، وقالت إنّه سيُبنى عليه الكثير، إن نجح في الوصول إلى قواسم مشتركة. ولفتت إلى أنه سيكون لفشل اللقاء عواقب كبيرة، من أبرزها تعطيل وتأخير ملف إعمار غزة.
وبرزت معضلات عدّة، خلال الأيام الماضية، يمكنها أن تعكّر "صفو" الوحدة الفلسطينية، التي بدت واضحة خلال العدوان الإسرائيلي. ويمكن القول، إنّ ملف موظفي غزة الأربعين ألفاً والذين لا يتلقون رواتبهم من حكومة الوفاق الوطني، بات من أصعب الملفات التي تعترض إتمام المصالحة والمضي قدماً بها، لكنه ليس الأصعب.

والأصعب، وفق مصادر "العربي الجديد"، هو المراوغة في عقد لقاء الإطار القيادي المؤقت، وهو الذي يعتبر بمثابة مجلس رئاسي فلسطيني، يتّخذ القرارات ويحسم الملفات الكبرى. وتتذرع السلطة وحركة "فتح" برفض مصر استضافته، لكنّ مصر التي استضافت لقاء "حماس" و"فتح"، لن يكون صعباً عليها أن تستضيف لقاء الإطار القيادي المؤقت للمنظمة.
المساهمون