القاهرة تنتظر بلينكن ونجاحه بشأن محور صلاح الدين وتحريك مفاوضات غزة

21 أكتوبر 2024
بلينكن ونظيره المصري بدر عبد العاطي بالقاهرة، 18 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

تترقب القاهرة زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بعد غد الأربعاء، عقب زيارته إسرائيل غداً الثلاثاء، إذ يراهن المسؤولون المصريون على التغيرات الحاصلة على الأرض، وأبرزها استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، في تحريك مفاوضات غزة لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، وكذلك زحزحة موقف الاحتلال الإسرائيلي المتصلب تجاه مستقبل قطاع غزة بعد الحرب.

قوة دولية لممر صلاح الدين

علمت "العربي الجديد" أن مباحثات بلينكن مع المسؤولين في مصر سوف تتركّز على خطط إنشاء قوة دولية تشرف على إدارة القطاع (يمكن أن تشارك فيها مصر)، وتتولى أيضاً مراقبة الشريط الحدودي بين شمال سيناء في مصر وقطاع غزة، والبالغ طوله 14 كيلومتراً والمعروف بمحور صلاح الدين (فيلادلفي)، وهو ما يرفضه الاحتلال متشبثاً ببقائه في هذا المحور، على أمل تعديل معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، بما يقنن وضع قواته في تلك المنطقة الممنوعة عليه بموجب تلك المعاهدة الموقعة في 1979.

مباحثات بلينكن ستتركّز على خطط إنشاء قوة دولية تشرف على إدارة القطاع وتتولى مراقبة محور صلاح الدين

والنقاط العالقة بشأن المنطقة الحدودية من بنود الخلاف التي عرقلت التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى في مفاوضات غزة خلال جولتها في القاهرة في يوليو/تموز الماضي، بعدما رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الانسحاب من محور صلاح الدين. وسيبحث بلينكن في جولته في المنطقة رؤية تتبناها واشنطن بشأن "اليوم التالي" في غزة، وتعتمد على "تمويل" أطراف عدة في المنطقة. 

ومصر لاعب محوري في التوسط بين إسرائيل وحماس، إذ تتمتع القاهرة بعلاقات جيدة مع الطرفين، ما يجعلها أحد أهم الأطراف التي يمكنها التأثير في الجهود الرامية إلى تحقيق تهدئة طويلة الأمد. في هذا السياق، ستشكل زيارة بلينكن فرصة مهمة للتفاهم بين واشنطن والقاهرة في هذا الملف، خصوصاً أن الإدارة الأميركية تسعى جاهدة إلى تأمين وقف لإطلاق النار يمكن أن يكون أساساً لمفاوضات أوسع لحلّ النزاع، لا سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وسعي إدارة جو بايدن إلى تقوية فرص نائبته الحالية كامالا هاريس في الفوز بالرئاسة.

مفاوضات غزة لا تزال عالقة

رأى عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أيمن سلامة، أن القوة متعدّدة الجنسية يمكن أن تكون الحل في أزمة قطاع غزة بشكل عام، ومحور صلاح الدين بشكل خاص. وقال سلامة لـ"العربي الجديد" إنه "بالنظر إلى التغيّر الجوهري الحاصل في قطاع غزة، يمكن أن تؤدي القوة متعدّدة الجنسيات دوراً مستقبلياً حيوياً في الممر"، موضحاً أن "تلك القوة تلعب منذ عام 1982 دوراً حاسماً في مراقبة الحدود بين مصر وإسرائيل في شبه جزيرة سيناء". ولفت إلى أنه "يُمكن تعديل الميثاق المؤسّس للقوة بموافقة الدول الثلاث، مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، وتكليف القوة بمهام جديدة في ممر صلاح الدين، من بينها مهام المراقبة وتمتين دور القوّة في نواحٍ عديدة".

ولفت سلامة إلى أنه "يُمكن أيضاً الاستفادة من المُسيّرات واستخدامها لمراقبة ممر صلاح الدين الواقع بين مصر وفلسطين وإسرائيل، واكتشاف النشاط غير المُصرّح به، وتحديد التهديدات المحتملة، كما تُمكن الاستعانة بكاميرات التصوير الحراري التي تكتشف نشاط الأفراد والمركبات حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة، ما يساعد في تحديد هوية الأفراد والمركبات". ولفت إلى أنه "توجد قوات حفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة الآن، تستخدم المسيّرات والكاميرات في عمليات حفظ السلام، كما يُمكن تركيب أجهزة استشعار أرضية، مثل أجهزة الاستشعار الزلزالية وأجهزة الاستشعار الصوتية، لاكتشاف الأنفاق والمعابر غير المصرّح بها".

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حسن نافعة، لـ"العربي الجديد"، إن "إدارة بايدن تخشى بالفعل من ضربة إسرائيلية لإيران تتجاوز الحدود المتفق عليها، وتتسبب في حرب كبرى في المنطقة، ما سيؤثر على فرص هاريس في الفوز بانتخابات الرئاسة"، مضيفاً أن "بايدن الآن يريد إقناع رئيس حكومة الاحتلال باستغلال الفرصة المتاحة بعد استشهاد قائد حماس يحيى السنوار، لتحريك مفاوضات غزة وتحقيق وقف إطلاق النار في القطاع". واعتبر نافعة أنه "على الرغم من تلك التحركات والجهود الأميركية بالتعاون مع مصر والحلفاء الآخرين في المنطقة العربية لمنع تصاعد الصراع وتحقيق وقف إطلاق النار، إلا أن فرص النجاح لا تزال ضئيلة".


 

المساهمون