الفلسطينيون يشيعون جثمان الأسير المحرر الشهيد حسين مسالمة

23 سبتمبر 2021
تفاقمت حالته في السجن نتيجة سياسة الإهمال الطبي (فيسبوك)
+ الخط -

شيع الفلسطينيون اليوم الخميس، جثمان الشهيد الأسير المحرر حسين مسالمة (39 عاما) في بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بعد ساعات من إعلان استشهاده الليلة الماضية، حيث كان قد أفرج عنه قبل عدة أشهر بعد تدهور وضعه الصحي نتيجة إصابته بمرض السرطان.
ووصل جثمان الشهيد مسالمة إلى مستشفى بيت جالا الحكومي في بيت لحم، وانطلق موكب التشييع في جنازة عسكرية من أمام المستشفى باتجاه منزل عائلته في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، وبعدما ألقت عائلته نظرة الوداع على جثمانه نقل إلى مسجد البلدة الكبير، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة عليه قبل أن يوارى الثرى في مقبرة الشهداء في مخيم الدهشة، بناء على وصيته.


وقال أمين سر حركة فتح في بيت لحم محمد المصري لـ"العربي الجديد"، إن مسيرة جابت شوارع الخضر ومخيم الدهيشة وشارك فيها نحو ألفي فلسطيني، حيث ردد المشاركون الهتافات الوطنية الداعية إلى وقف الجرائم بحق الأسرى والمطالبة بضرورة الإفراج عنهم، كما رفعوا أعلام فلسطين ورايات الفصائل الوطنية، وهتفوا لأسرى نفق الحرية الستة الذين تمكنوا من انتزاع حريتهم وأعاد الاحتلال اعتقالهم.

وأكد المصري أن الإضراب الشامل شل كافة مناحي الحياة في محافظة بيت لحم حدادا على روح الشهيد الأسير المحرر حسين مسالمة.
من جانبه، قال مدير نادي الأسير الفلسطيني في بيت لحم عبد الله الزغاري لـ"العربي الجديد"، إن الشهيد مسالمة أوصى بأن يتم دفنه حال استشهد في مقبرة الشهداء في مخيم الدهيشة عند أصدقائه الشهداء الذين استشهدوا إبان انتفاضة الأقصى الثانية، وليس في مسقط رأسه في بلدة الخضر.
وأكد الزغاري أن قضية استشهاد مسالمة تعيد قضية الأسرى المرضى وكبار السن والمؤبدات الذين أمضوا أكثر من عشرين عاما إلى الواجهة، مشيرًا إلى أن الأمر لم يعد  يحتمل انتظار خروج الأسرى شهداء، داعيًا إلى ضرورة العمل بشكل جاد في المرحلة المقبلة لإطلاق سراحهم.
من جانبه، قال نادي الأسير الفلسطيني في بيان صحافي، إنّ المئات من الأسرى المحررين وعلى مدار سنوات الاحتلال ارتقوا شهداء نتيجة أمراض ورثوها من سجون الاحتلال الإسرائيليّ، وكان آخرهم الشّهيد حسين مسالمة الذي ارتقى الليلة الماضية، جرّاء جريمة الإهمال الطبيّ "القتل البطيء" التي واجهها في سجون الاحتلال، حيث تمثلت المماطلة في علاجه في تفاقم وضعه الصحيّ.
ولد حسين محمد حسين المسالمة في بيت لحم عام 1982، وهو الابن البكر لعائلته، المكونة من عشرة أشقاء ووالديه، ومع اندلاع  انتفاضة الأقصى عام 2000، انخرط الأسير مسالمة في العمل النّضالي ومقاومة الاحتلال، حتّى اُعتقل في تاريخ 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2002، وفي حينه تعرض لتحقيقٍ قاسٍ استمر ثلاثة شهور، وحكم عليه الاحتلال بعد عامين من اعتقاله بالسّجن لمدة (20 عامًا) .
وكانت محطته الأخيرة في سجن النقب الصحراوي قبل نقله إلى مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، وعلى مدار عامين من اكتشاف المرض كان يعاني الأسير مسالمة من أوجاع، حيث تفاقمت بشكل كبير نهاية العام الماضي، إثر مماطلة إدارة سجون الاحتلال في نقله إلى المستشفى، حتّى تبين أنه مصاب بسرطان الدم (اللوكيميا) وأنّ المرض في مرحلة متقدمة، ليجري نقله لاحقًا إلى مستشفى "سوروكا" الإسرائيليّ.
وأفرج عن مسالمة في شهر شباط / فبراير 2021، ومنذ الإفراج عنه مكث في مستشفى "هداسا" الإسرائيليّ، حتّى نُقل مؤخرًا إلى مستشفى الاستشاري في رام الله، إلا أن ارتقى شهيدًا الليلة الماضية.
وحمّل نادي الأسير الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير حسين مسالمة، وعن مصير كافة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، حيث وصل عددهم إلى نحو 550 أسيرًا منهم من يُعاني من أمراض مزمنة  كالسرطان والكلى والقلب.
من الجدير ذكره أنّ (226) أسيرًا ارتقوا في سجون الاحتلال منذ عام 1967 حتّى عام 2020، من بين الشهداء الأسرى (75) أسيرًا ارتقوا نتيجة للقتل العمد، و(7) بعد إطلاق النار عليهم مباشرة، و(71) نتيجة لسياسة الإهمال الطبيّ.
وشكّلت عمليات التعذيب الجسدي والنفسي، أبرز السياسات الممنهجة التي أدت إلى قتل (73) أسيرًا على مدار العقود الماضية، والتي تصاعدت مجددًا منذ نهاية عام 2019.
وخلال العشر سنوات الماضية، ارتقى في سجون الاحتلال (29) أسيرًا. وفي العام 2020، ارتقى أربعة أسرى في سجون الاحتلال وهم: نور الدين البرغوثي، وسعدي الغرابلي، وداود الخطيب، وكمال أبو وعر.
ويواصل الاحتلال احتجاز جثامين سبعة أسرى شهداء أقدمهم الأسير أنيس دولة منذ عام 1980، إضافة إلى عزيز عويسات من القدس الذي اُستشهد عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح الذين استشهدوا عام 2019، وسعدي الغرابلي وكمال أبو وعر منذ عام 2020.