الفرنسيون إلى صناديق اقتراع الانتخابات الإقليمية غداً: الحظوظ لليمين المتطرّف

19 يونيو 2021
أصبح حزب لوبان حزباً ذا مكانة لدى العديد من الفرنسيين (جان كريستوف فيرهايغن/فرانس برس)
+ الخط -

لم يعد صعود اليمين المتطرف في فرنسا مجرد تحليلات أو نقاشات في برامج حوارية على التلفاز. فبين التقليل من أهمية ما يمكن أن يحققه من شعبية، والتحذير من أفكاره، أصبحت هذه الظاهرة واقعاً في الحياة السياسية، وأصبح حزب "التجمع الوطني" بزعامة مارين لوبان حزباً ذا مكانة لدى العديد من الفرنسيين، ما جعله منافساً قوياً للأحزاب التاريخية.

ومع توجّه الفرنسيين إلى صناديق الاقتراع يوم غد الأحد للتصويت في الجولة الأولى من الانتخابات الإقليمية، والأحد الذي يليه للتصويت في الجولة الثانية، يقترب حزب "التجمع الوطني" من تحقيق نتائج سعى إليها طويلاً، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أنه الأقرب إلى حسم الفوز، على الأقل، في إقليم بروفانس آلب كوت دازور، وبذلك ستكون هذه المرة الأولى التي يفوز فيها حزب يميني متطرف برئاسة مجلس إقليمي في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة.

بيد أن الحزب يسعى إلى الظفر بأكثر من إقليم، وهو يحقق تقدماً بنتائج استطلاع الرأي في ستة أقاليم، لكن ما يثير الحيرة في ذات الوقت، أن هذه النتائج التي أظهرها استطلاع أجرته "إبسوس" مطلع يونيو/ حزيران الحالي، تشير أيضاً إلى تراجعه مقارنة بالانتخابات السابقة التي جرت في عام 2015، وحينها لم يستطع الحزب، وكان يسمى وقتها "الجبهة الوطنية"، الفوز في أي إقليم.

يتوجّه الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع يوم غد الأحد للتصويت في الجولة الأولى من الانتخابات الإقليمية

ويبرّر البعض تزايد حظوظ اليمين المتطرف في انتخابات هذه السنة، بتراجع شعبية الأحزاب التقليدية، مثل اليمين الممثل للجمهوريين، والاشتراكي الممثل لمعظم قوى اليسار، الأمر الذي يمكن أن يستغله "التجمع الوطني" بشكل كبير للفوز في منطقة واحدة على الأقل، وهي بحسب استطلاعات الرأي، باتت شبه محسومة في بروفانس آلب كوت دازور، التي شهدت قبل أسابيع مناورة قادها حزب الرئيس إيمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام"، مع مرشح حزب اليمين رونو موزلييه، إذ انسحبت مرشحة "الجمهورية إلى الأمام" صوفي كروزل، لمصلحة موزلييه، في محاولة لإسقاط اليمين المتطرف في ذلك الإقليم.

تلك المناورة أحدثت هزة سياسية كبيرة، اعتبرها اليمين خيانة للحزب من قبل مرشحه بتحالفه مع قائمة "الجمهورية إلى الأمام"، لكن هذا التحالف سرعان ما انهار أمام تهديد اليمين بسحب ترشيحهم لموزلييه، وبذلك تنفس "التجمع الوطني" الصعداء مجدداً، إذ سيبقى مرشحه تيري مرياني متصدراً لنتائج الانتخابات من الجولة الأولى. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن مرشح اليمين المتطرف سيحصد 41 في المئة من أصوات الدورة الأولى، متقدماً على منافسه المباشر، مرشح اليمين، الذي سيحصل على 34 في المئة، حتى وإن دعمه الحزب الحاكم.

حظوظ اليمين المتطرف تبدو مرتفعة أيضاً في إقليمين آخرين. ففي "غراند إيست"، وهي تاريخياً منطقة للجمهوريين، يتصدر حزب "التجمع الوطني" نتائج الانتخابات في الجولة الأولى، لكن ذلك قد يتغيّر في الجولة الثانية مع تحالف الأحزاب ضده. الأمر نفسه بالنسبة إلى إقليم "نوفل اكيتان"، إذ يتصدر اليمين المتطرف نتائج الاستطلاعات في الجولة الأولى، لكن في الجولة الثانية ستكون الغلبة لمرشح الحزب الاشتراكي آلان روسيه، الذي سيفوز برئاسة الإقليم بنسبة 36 في المئة إذا ما تحالف مع أحزاب اليسار واليمين الجمهوري.

وتسعى مارين لوبان، المرشحة للانتخابات الرئاسية عام 2022، لحصد نتائج جيدة في الانتخابات الإقليمية، لتساعدها على الوصول إلى قصر الإليزيه، فهي بحاجة إلى الأقاليم لتتمكن من خوض المنافسة بقوة في الانتخابات الرئاسية، وكانت قد تحدّثت عن هذا الأمر في 9 يونيو/ حزيران، عندما غرّدت على "تويتر" قائلة: "نحن بحاجة إلى أن تتجه كل التجمعات الانتخابية نحو الهدف نفسه، دعماً لسياسة الدولة التي سأتبعها عندما أصبح رئيسة للجمهورية (..) أنا بحاجة إلى الإدارات (الأقاليم) لدعم هذه التغييرات".

المساهمون