شنّت الفرقة الرابعة في قوات النظام السوري ،صباح اليوم الأربعاء، عملية عسكرية على بلدة الكرك في ريف درعا الشرقي محاولة اقتحامها بعد فشل المفاوضات مع أهالي البلدة، في حين هاجم مجهولون حاجزاً للنظام وعناصر له في مناطق أخرى من المحافظة.
وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إن اشتباكات عنيفة اندلعت صباح اليوم بين شبان مسلحين من بلدة الكرك وقوات الفرقة الرابعة التي بدأت التقدم نحو البلدة من ناحية بلدة المسيفرة، وسط إطلاق قذائف مدفعية وصواريخ من قوات النظام على البلدة.
وذكرت المصادر أن عملية الاقتحام تتم بمساندة مجموعات مسلحة تابعة لـ"المخابرات الجوية" في قوات النظام، وجاءت بعد حصار البلدة من كافة الجهات وقطع الطرق الواصلة إليها، وذلك عقب فشل النظام في السيطرة على البلدة عن طريق المفاوضات.
وكان النظام قد هاجم البلدة بداية الأسبوع الجاري إلا أن الهجوم توقف إثر مواجهته من قبل أهالي البلدة وتدخل "اللواء الثامن" برعاية روسية للتوصل إلى اتفاق بين النظام وأهالي البلدة إلا أن المفاوضات بين الطرفين لم تأتِ بنتيجة بسبب تعنت النظام ومطالبته أهالي البلدة بتسليم السلاح والسماح للنظام بالدخول من أجل التفتيش.
وكانت قد خرجت، أمس الثلاثاء، تظاهرات في مدينة درعا وبلدة ناحتة تطالب بإسقاط النظام وتندد بالهجوم على بلدة الكرك، وتزامنت مع جلب النظام تعزيزات عسكرية إلى محيط الكرك الشرقي. فيما قام مجموعة من الشبان في بلدة الغارية الغربية بقطع الطريق بالحجارة والإطارات المشتعلة بهدف عرقلة مرور قوات النظام باتجاه الكرك.
إلى ذلك، هاجم مجهولون في مدينة الحراك عنصراً في فرع الأمن العسكري كان يعمل سابقاً ضمن فصائل المعارضة ما أدى إلى مقتله على الفور، كما هاجم مجهولون عناصر لـ"الفيلق الخامس" على الطريق الواصل بين بلدتي سحم الجولان والشجرة في ريف درعا الغربي، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم بجروح خطرة.
وكان "الائتلاف الوطني السوري" قد أدان، أمس الثلاثاء، محاولات اقتحام درعا البلد التي نفذتها الفرقة الرابعة في قوات النظام والتي تسيطر عليها إيران. وأشار في بيان له إلى أن هذه الانتهاكات تجري في ظل اتفاقات التسوية ووقف إطلاق النار التي أبرمت في عام 2018 بضمانة روسيا التي لم تلتزم بأي اتفاق أجرته أو كانت فيه طرفاً ضامناً لهذا النظام الغادر، هو ما يؤكد أنها غير جديرة بالثقة وغير قادرة على تنفيذ العهود وصيانة المواثيق التي دأبت على خرقها باستمرار.
وفي الشمال السوري، أصيب ثلاثة مدنيين بجروح طفيفة جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة في مدينة الباب الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري" في ريف حلب الشمالي الشرقي.
ويأتي ذلك التفجير بعد ثلاثة أيام من مقتل عناصر من الشرطة المحلية جراء انفجار عبوة ناسفة أثناء محاولة تفكيكها، وكان مجهولون قد زرعوها في المدينة التي تشهد تفجيرات بشكل متكرر وأسفر عن مقتل وجرح مئات المدنيين والعسكريين.
من جانب آخر، جدد الجيش الوطني السوري والجيش التركي عمليات القصف المدفعي على مواقع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في محاور عين عيسى بريف الرقة الشمالي، وعلى محاور قرية الشيخ عيسى وعين دقنة في ناحية عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.
وقالت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إن القصف التركي الأخير أدى إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف "قسد"، مشيرة إلى أن الأخيرة لم تقم بالرد على القصف.
وفي شأن متصل، ذكرت وكالة "الأناضول"، أن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بحث مع نظيره الروسي سيرغي شويغو آخر الأوضاع في سورية. وذلك خلال اتصال هاتفي، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية. وأفاد البيان بأن "أكار وشويغو تبادلا الآراء حول اتفاق وقف إطلاق النار في قره باغ، وآخر الأوضاع بسورية".
وكانت القوات التركية قد بدأت بسحب نقاطها العسكرية الواقعة ضمن مناطق سيطرة النظام السوري في شمال غرب سورية، وسحبت منها ثلاث نقاط وتعمل على سحب بقية النقاط التي تنتشر في أرياف حماة وإدلب وحلب.