"الفتح" و"التيار الصدري" يفتتحان الحملات الانتخابية مبكراً في العراق

25 ديسمبر 2020
التيار الصدري يستعد للانتخابات (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

رغم المواقف السياسية المتتالية من قوى عدة تتحدث عن عدم إمكانية تنظيم الانتخابات المبكرة في موعدها المفترض بالسادس من يونيو/ حزيران  المقبل 2021، وتأجيلها لنهاية العام أو مطلع العام المقبل، إلا أن كتلاً سياسية مختلفة بدأت الحديث مبكراً عن طبيعة تحالفاتها في الانتخابات، بخطوة فسّرت على أنها محاولة التحضير لجميع السيناريوهات، إذ أكد نواب بتحالف "الفتح" الذي يمثل الجناح السياسي لفصائل "الحشد الشعبي" أنه سيخوض الانتخابات المقبلة بمكوناته السابقة، بينما يستعد التيار الصدري لوضع معايير لمرشحيه الذين سيسمح لهم بخوض الانتخابات تحت عنوان التيار. 
وقال عضو البرلمان العراقي عن التحالف "الفتح"، نعيم العبودي، في تدوينة على "تويتر"، أمس الخميس، إن المكتب الانتخابي للتحالف أعلن رسمياً عن قرار خوضه الانتخابات المقبلة بمكوناته السابقة، وضمن قائمة موحدة، متحدثاً عما وصفه بـ"المنافسة الشريفة سعياً لبناء العراق".

 

عضو بتحالف "الفتح"، في حديث لـ"العربي الجديد"، أكّد أن ساحة التحالف الانتخابية ستكون في العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية، موضحاً أن التحالف سيخوض الانتخابات بعنوانه القديم، وسينظر في تحالفاته المقبلة بعد إعلان النتائج. وبيّن أن تحالف "الفتح" يطمح إلى الحصول على مقاعد تفوق ما حصل عليه في انتخابات 2018، مشيراً إلى نية التحالف زجّ بوجوه جديدة خلال الانتخابات تتمتع بمقبولية في مناطقها انسجاماً مع قانون الانتخابات الجديد الذي يقسم المحافظات إلى دوائر انتخابية متعددة، ما يعني أن المرشح يجب أن يكون على صلة وثيقة بالناخبين لضمان الفوز في الانتخابات. 

 

كذلك أكّد القيادي في تيار "الحكمة"، فادي الشمري، أن القوى "الشيعية" اتفقت على عدم التصعيد فيما بينها، غير أنها لم تتفق على خوض الانتخابات بقائمة واحدة، موضحاً في إيجاز صحافي أن هناك تفاهماً على عدم التصعيد الإعلامي بين الأطراف، وضرورة التوافق بشأن مجموعة من البنود التي تحفظ العملية السياسية والنظام الانتخابي، والقبول بنتائج الانتخابات أياً كانت. ويستعد "التيار الصدري" لوضع معايير محددة لمرشحيه للانتخابات المقبلة، وفقاً لحساب  
صالح محمد العراقي، على موقع "تويتر" المقرب من زعيم التيار  مقتدى الصدر، إذ خاطب "الصدريين" بالقول إن من حقهم الترشيح للانتخابات المقبلة، مستدركاً "بيد أن للماكنة الانتخابية والعمل السياسي متطلبات". 
وتابع "أننا لا نرضى في هذه الانتخابات إلا بمرشح صدري قح (خالص)"، مبيناً أن بعض الشروط الخاصة بذلك ستعلن لاحقاً. وأشار  إلى أن الفترة المقبلة ستشهد "إجراء بعض الاختبارات في الأحكام الشرعية والعقائدية واللغة والسياسة والخطابة وغيرها من الأمور التي إن نجح فيها المرشح سيكون زيناً لآل الصدر لا شيناً عليهم".  

 

وبشأن الحديث عن وجود محاولات للتقريب بين مقتدى الصدر وزعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي قبل الانتخابات المقبلة، أكد الاخير أنه يرحب بذلك، وليس لديه مانع من وجود علاقات تمكن من الانتقال إلى مرحلة جديدة، مستدركاً "لكن لم يأتني شخص يقول أنا وسيط بينكما". وتوقع المالكي أن تكون نتائج الانتخابات المقبلة أفضل من الماضية التي جرت عام 2018. 
وكان الصدر قد دعا مطلع الشهر الحالي للعودة إلى مفهوم البيوت الطائفية، من خلال دعوته إلى "ترميم البيت الشيعي"، ومطالبته الكتل السياسية الأخرى بالاستجابة له، في موقف ذكّر العراقيين بالتحالفات الطائفية السياسية، عقب الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003، والتي دفع العراقيون ثمنها باهظاً. 

 

ودافع عضو البرلمان عن تحالف "سائرون" التابع للتيار الصدري، رياض المسعودي، في وقت سابق، عن دعوة الصدر قائلاً إنها لم تكن طائفية، وموضحاً أن بعض القوى السياسية لم تستجب لهذه الدعوة لأن فهمها كان تقليدياً.