تحديات زيارة بايدن إلى أوروبا: العلاقة مع "الحلفاء" والمقاربة حول روسيا والصين

10 يونيو 2021
بانتظار بايدن اختبار لقدرته على إصلاح العلاقات مع الأوروبيين (Getty)
+ الخط -

في أول رحلة خارجية منذ توليه منصبه خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وصل الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الأربعاء، إلى بريطانيا، وفي انتظاره اختبار لقدرته على إدارة وإصلاح العلاقات مع الحلفاء الرئيسيين الذين أصيبوا بخيبة أمل، عقب 4 سنوات من العلاقات المتوترة مع سلفه دونالد ترامب.

وفي السياق، ذكرت صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية، اليوم الخميس، أن على بايدن أن يقنع الحلفاء بأن واشنطن "جادّة في طموحاتها لإحياء فكرة الغرب وقيادة ديمقراطيات العالم"، ناهيك عن تطور العلاقة مع روسيا والصين، مع الريبة الأميركية من طموحات الأخيرة وكأنها "العدو الوجودي" المقبل، من دون إغفال التخوف من صدام عسكري في بحر الصين.

وتستغرق رحلة بايدن ثمانية أيام، وتهدف لإعادة بناء العلاقات عبر الأطلسي، وإعادة صياغة العلاقات مع روسيا، كما ستتخللها عدة اجتماعات، أهمها قمة مجموعة السبع في كورنوال وقمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل، فضلاً عن اللقاءات الثنائية مع رؤساء دول وحكومات عدد من دول الأوروبية، وفي مقدمتهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بالإضافة إلى ممثلي الاتحاد الأوروبي.

وفي محطته الأخيرة بجنيف، سيعقد بايدن لقاء يترقبه العالم بشغف، وقد يكون الأصعب خلال الجولة، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تبدو العلاقة معه "متوترة جداً".

وعلى الرغم من أن الرئيس بايدن حاول بث الإيجابية والكثير من الود لأوروبا في مستهل زيارته، بعد 4 سنوات من التباينات عبر ضفتي الأطلسي مع ترامب، إلا أن هناك حالة من الترقب لكيفية معالجة الاختلافات التي لا تزال قائمة بين الجانبين، وأهمها الخلافات التجارية والإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومشروع الغاز نورد ستريم 2، إلى المقاربات فيما خص انسحاب الجيش الأميركي ومعه باقي قوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان، كما والتوتر العسكري في شرق أوكرانيا.

القيادة بقوة
وكان بايدن قد قال، في مقال رأي بصحيفة "واشنطن بوست": "إننا نقف متحدين للتصدي للتحديات الروسية المتصلة بالأمن الأوروبي"، مشدداً على أنه "لن يكون هناك أي شك في عزم الولايات المتحدة على الدفاع عن قيمنا الديمقراطية، والتي لا يمكننا فصلها عن مصالحنا".

وقال بايدن فور وصوله، الأربعاء إلى بريطانيا، إن الولايات المتحدة ترى نفسها مضطرة إلى "القيادة بقوة"، مستدركاً بأن تحالفات بلاده "لا تبنى بالإكراه أو التهديد، وإنما تستند إلى مثلٍ ديمقراطية ورؤية مشتركة للمستقبل".

ولفت إلى أن "أميركا عادت، وستواجه أصعب التحديات والقضايا"، مروجاً للديمقراطية باعتبارها "الحصن الوحيد القادر على الصمود في وجه القوى الاستبدادية الصاعدة".


انتقاد شديد لبايدن
وفي الإطار، كانت لافتةً الانتقادات التي وجهها المستشار الألماني السابق الاشتراكي غيرهارد شرودرعبر البودكاست الخاص به للرئيس الأميركي، وخططه لقطع التعاون الوثيق مع روسيا والصين، لما لذلك من عواقب محتملة على ألمانيا.

وأبرز شرودر شكوكه القوية حيال استراتيجية بايدن، لأن "روسيا دولة ذات سيادة تحدد بشكل مستقل علاقتها مع الصين". ورأى أنه بدلاً من ذلك، فإن "الأمر يتطلب الحديث مع بعضنا البعض، لأننا بحاجة لحل المشاكل الدولية، وهذا ينطبق على روسيا والصين، وعندما تعود هذه البصيرة إلى أميركا في عهد بايدن يمكن أن تكون الأمور جيدة".

وشدد المستشار السابق على أن "لألمانيا علاقاتها ومصالحها الاقتصادية الضخمة مع الصين، وأهمها سوق السيارات، وبالتالي ليس من مصلحة برلين تأجيج الحرب التجارية بين بكين وواشنطن". وقال: "بلدنا كقوة اقتصادية متوسطة لها مصادر تصدير كبيرة، ووظائف مرتبطة بها، ونحتاج إلى الحوار، ونحن كدولة ذات سيادة يجب ألا نسمح لأنفسنا بأن ننجر إلى الفخ".

وتابع: "لهذا السبب علينا توخي الحذر من ألا تودي بنا القوة السياسية الهائلة التي تتمتع بها الولايات المتحدة الآن للسير في المسار الخطأ بما خص التجارة العالمية". 

من جهة ثانية، أشار شرودر إلى أنه من المفيد خلق توازنات أكثر من الاختلافات، وبدلاً من فرض العقوبات كان ينبغي اللجوء إلى الحوار، مشددا على أنه "أمر جيد أن تتمكن كل من روسيا والولايات المتحدة من الدخول في حوار مرة أخرى".

المساهمون