الاحتلال يغتال أصغر مطارد فلسطيني بعد تنفيذه عملية إطلاق النار في قلقيلية

13 اغسطس 2024
الشهيد طارق داوود (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **ملاحقة واغتيال طارق داوود**: اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي المقاوم الفلسطيني طارق داوود بعد اشتباك مسلح قرب بلدة عزون، بعد أشهر من الملاحقة واعتقال والديه أكثر من 33 مرة.

- **اتهامات وملاحقات**: اتهم الاحتلال طارق بالانتماء إلى كتيبة طولكرم وكتائب القسام، واعتقل في نوفمبر 2022 بتهمة تصنيع عبوات متفجرة، وأفرج عنه في صفقة تبادل أسرى في ديسمبر الماضي.

- **ردود الفعل والنعي**: نعت كتائب القسام الشهيد طارق داوود، وأكدت والدته أن الاحتلال دفعه لهذا الطريق، وأنه حُرم من إكمال تعليمه الثانوي.

بعد أشهر من الملاحقة، تخللتها اقتحامات متتالية لمنزل عائلته واعتقال والديه أكثر من 33 مرة، من أجل الضغط عليه لتسليم نفسه، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي المقاوم الفلسطيني طارق زياد عبد الرحيم داوود الذي يعد أصغر مقاوم، وذلك بعد خوضه اشتباكا مسلحا قرب بلدة عزون، شرق قلقيلية، شمال الضفة الغربية. ورغم أن طارق داوود المنحدر من مدينة قلقيلية اجتاز عامه الثامن عشر قبل أيام، فإن صغر سنه لم يمنعه من المشاركة في النضال قبل اغتياله، ليصبح مطارداً من قوات الاحتلال الإسرائيلي وهو بعمر الـ17.

وبحسب مصادر محلية وصحافية، فإن قوات الاحتلال اغتالت طارق داوود بعد تنفيذه عملية إطلاق النار على مستوطن في قلقيلية، إذ جرت ملاحقته قرب بلدة عزون، واشتبك مع قوات الاحتلال، قبل أن يطلق جندي إسرائيلي على برج عسكري مقام على مدخل البلدة النار عليه ويسقطه شهيداً، فيما قامت قوات الاحتلال عقب ذلك باحتجاز جثمانه. وكانت قوات الاحتلال تقتحم بشكل شبه يومي أحياء مدينة قلقيلية وبلداتها شمال الضفة الغربية، وصولا إلى أزقة مخيّمات طولكرم، بحثا عن طارق. وفي سياق محاولة ابتزازه لتسليم نفسه، اعتقلت والده أكثر من 20 مرّة، ووالدته نحو 13 مرة، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إضافة إلى اقتحام وتخريب منزلهم وتهديدهم بهدمه فوق رؤوسهم، وصولا إلى التهديد باغتيال نجلهم.

وفي حديث سابق مع "العربي الجديد"، تروي والدته عنه في أحد لقاءاتها معه قوله: "في كل الأحوال أنا ميّت، أعمل شيء لربنا أحسن لي، وأنا من الآن فداء للوطن". وتضيف ولدته: "طارق طفل، لكن الاحتلال من دفعه لهذا المربع، ولن يكون حالنا أحسن من حال غيرنا في غزّة، ولا خيار أمامنا إلا الرضا أسوة بجميع أبناء هذا الشعب".

لاحق الاحتلال طارق داوود على خلفية اتهامه وزعمه بأنه ناشط في كتيبة طولكرم داخل مخيم نور شمس، وانتمائه إلى ذراع حماس العسكرية "كتائب الشهيد عز الدين القسام". وفي وقت مبكر من حياته، بدأ الفتى في الـ15 من عمره، مراحل النضال التي تزامنت مع رحلة من المعاناة له ولعائلته، بعد اعتقاله في الرابع والعشرين من نوفمبر/تشرين ثاني عام 2022، حين وجّهت له تهمة المشاركة في تصنيع عبوات متفجّرة وإلقائها على جنود الاحتلال، ولاحقا تحرر في صفقة تبادل الأسرى التي جرت خلال الهدنة التي أعقبت الحرب على غزة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد أن كانت عائلته تتخوف من الحكم المقرر له بالاعتقال مدّة سبع سنوات. وفجر الخامس من مايو/أيار الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال حيّ كفار سابا شرق قلقيلية، بحثا عن طارق في منزلهم القديم فلم يجدوه، فحطمت محتويات المنزل ومنازل الجيران، ثم بدأت بعدها ملاحقته واعتقال والديه وأشقائه وضربهم وإهانتهم، للضغط عليه لتسليم نفسه، لكن طارق بقي مصرا على التمسك بطريق المقاومة.

وتؤكد والدته أن ابنها طارق حُرم خلال اعتقاله من إكمال الثانوية العامة، وكان ينوي إكمال حياته المدرسية كباقي أبناء جيله، فيما كانت عائلته تعيش حالة من القلق اليومي، خاصة أنها سمعت إشاعات أكثر من مرة حول استشهاده.

كتائب القسام تنعى الشهيد طارق داوود

في غضون ذلك، نعت كتائب القسام الشهيد طارق داوود، إثر اغتياله عقب تنفيذه عملية إطلاق نار أصاب خلالها مستوطنا، مؤكدة أن "البذرة التي زرعها في مدينة قلقيلية قد أزهرت وأينعت مجاهدين أشداء، سيرى الله ثم شعبنا المجاهد منهم بأسا في ساحات القتال وعزما في مواطن النزال، في قابل العمليات البطولية"، كما جاء في البيان.

المساهمون