العفو الدولية تنتقد التضييق على الأحزاب السياسية المعارضة في الجزائر

09 فبراير 2022
بلعباس تجري ملاحقته قضائياً وحزب التجمع يقول إن القضية مرتبطة بمواقفه (فيسبوك)
+ الخط -

وجّهت منظمة العفو الدولية، اليوم الأربعاء، انتقادات حادة إلى السلطات الجزائرية تتعلق بالتضييق على الأحزاب السياسية، بعد قرار حل حزب سياسي يساري وتهديد حزبين آخرين بالحل، بحجة خرق القانون المنظم لعمل الأحزاب السياسية في الجزائر.

وأكد تقرير للمنظمة تعليق السلطات الجزائرية نشاط حزب سياسي، وتهديد حزبين آخرين بمصير مماثل، هما: التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية والاتحاد من أجل الرقي والتغيير.

وأشار البيان إلى أن "الحكومة الجزائرية زعمت أن الأحزاب الثلاثة انتهكت القانون من خلال تنظيم "تجمهر غير مسلح" وعقد مؤتمرين بشكل متأخر، وهي أحزاب تنتقد الحكومة علناً، وقاطعت الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية، ولعبت دوراً نشطاً في الحراك الشعبي.

ونقل التقرير عن نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العفو الدولية آمنة القلالي، قولها: "السلطات الجزائرية لا تزال عازمة على التشبث بالسلطة بسحق معارضيها من خلال دَوس حقوقهم في حرية التجمع وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، وحرية التعبير. ولا يوجد أي مبرر على الإطلاق للملاحقة القضائية للنشطاء السياسيين، وإغلاق الأحزاب السياسية المعارضة"، وطالبت السلطات الجزائرية بـ"وضع حد لحملتها القمعية المتواصلة بلا هوادة على جميع أشكال المعارضة. يكفل كل من القانون الدولي لحقوق الإنسان والدستور الجزائري الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي للأحزاب السياسية. ويجب على السلطات أن توقف فوراً اعتداءاتها على الحريات الأساسية للجزائريين".

وكان مجلس الدولة، أعلى هيئة في القضاء الإداري في الجزائر، قد أصدر في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، قراراً بتعليق أنشطة حزب العمال الاشتراكي وإغلاق مقره. واستند القرار إلى القانون رقم 12-04 الذي يتعلّق بالأحزاب السياسية، والذي يمنح وزارة الداخلية صلاحيات واسعة من خلال السماح لها بمطالبة الدولة بحل الأحزاب السياسية التي تنتهك التزاماتها القانونية، فيما ينتظر حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي حكماً نهائياً بشأنه بعد رفع دعوى حل ضده من قبل الداخلية التي استأنفت قرار مجلس الدولة برفض تعليق نشاط الحزب، بحجة عدم عقد مؤتمره، بينما كان الحزب قد قدم المستندات المطلوبة التي تثبت استيفاءه للشروط القانونية.

وفي السياق نفسه، أرسلت وزارة الداخلية، في السادس من يناير الماضي، إخطاراً رسمياً تطلب فيه من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض، وقف أنشطة واجتماعات لأحزاب وائتلافات مدنية عقدت في مقره، ناقش القمع المستمر للنشاط السياسي في الجزائر.

ولاحظت المنظمة أن الجزائر تشهد ملاحقة قضائية لقادة الأحزاب السياسية وأعضائها. ففي التاسع من يناير الماضي، صدر حكم قاضٍ بحق رئيس الحركة الديمقراطية والاجتماعية فتحي غراس، بالسجن لمدة عامين، بسبب انتقاده للسلطات في أثناء اجتماع داخل مقر الحزب في يونيو/حزيران 2021. وهو ثاني عضو في الحزب يُدان بعد وحيد بن حالة.

وذكرت أن السلطات الجزائرية حاكمت ما لا يقل عن 60 عضواً من التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، ومن بينهم نواب سابقون، وممثلون منتخبون محلياً، ما زال أربعة منهم قيد الاحتجاز.

وكانت غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء الجزائر قد رفضت رفع الرقابة القضائية عن رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، وقررت تثبيت قرار سابق للمحكمة الابتدائية بوضعه تحت الرقابة القضائية، حيث تجري ملاحقته في قضية شخصية، لكن الحزب يقول إنها مرتبطة بمواقفه السياسية.